رهام: لا أحزن على الأمس وأحلم بغد مشرق
عادت الطفلة رهام الحكمي إلى مقاعد الدراسة بعد أن غابت عنها لفصل كامل بسبب ما تعرضت له من خطأ طبي تمثل في نقل دم ملوث بإلإيدز لها بمستشفى جازان العام، وإثر ذلك غادرت إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لإجراء العلاج والفحوصات اللازمة، وأدت اختباراتها في الرياض بمساعدة معلماتها وحازت على تقدير امتياز وانتقلت من المرحلة الابتدائية إلى المتوسطة.
واحتفلت منسوبات المدرسة بعودة رهام وشفائها، وتضمن الحفل العديد من الفقرات والكلمات الترحيبية التي ألقتها معلمات المدرسة وبعض الأناشيد الترحيبية وتقديم الكثير من الهدايا والورود لها.
وقالت رهام «فرحت بما لمسته من مشاعر جميلة من المعلمات والزميلات في المدرسة، عندما أجلس وحدي وأفكر أحس بأن ذلك شعور شفقة ولكني متأكدة بأنها مشاعر حب وإخاء وصداقة»، مضيفة: ما قدم لي جعل نفسيتي تتحسن وأطمئن على مستقبلي الدراسي، وحضرت معي أول يوم دراسي والدتي التي تكبدت معي الألم منذ حقني بالدم، حيث ابتعدت عن إخوتي لفترة طويلة من أجل الاطمئنان علي.
من جهتها قالت فاطمة هادي مديرة المدرسة «الاحتفال الذي أعد صباح أمس هو شيء بسيط لاستقبال رهام التي أحببناها قبل أن تباشر دوامها ليس تعاطفا معها بل لما كنا نسمعه عنها بأنها طالبة مجتهدة ومتفوقة وقمة في الأدب والأخلاق بالإضافة إلى كونها طفلة بريئة تعرضت لشيء صعب في حياتها، فكان الحفل لنخفف عنها القليل من الألم ونجعلها تستبشر وتشعر بأننا هنا أسرتها الثانية».
من جانبها قالت مسؤولة الإعلام بمدرسة مزهرة المتوسطة هند حكمي «نظمنا برنامجا متنوعا اشتمل على مقدمة ترحيبية وقرآن كريم وكلمة لمديرة المدرسة وأخرى لمشرفة المصلى وأناشيد ترحيبية واهداءات من المعلمات والطالبات».
وقالت خالة رهام «لم أكن أتوقع أن أشاهد تلك الفرحة في عيون ابنتنا رهام ولكن عند عودتها كانت أشد فرحة بما قدم لها من استقبال بمدرستها، كما عادت محملة بالهدايا والورود والعديد من الحلويات من معلماتها وزميلاتها بمناسبة شفائها».
واختتمت رهام قائلة «إذا كان الأمس ضاع فبين يدي اليوم، وإذا كان اليوم سيجمع أوراقه ويرحل فلدي الغد، لا أحزن على الأمس فهو لن يعود، ولن أتأسف على اليوم فهو راحل، ولكن أحلم بشمس مضيئة في غد جميل».