وزير الحج: السعودية لا تتدخل في اختيار القادمين لأداء المناسك والتقليص استثنائي
أكد وزير الحج الدكتور بندر حجار عدم تدخل السعودية في اختيار وتحديد القادمين إلى البلاد لأداء المناسك، وأن الأمر برمته متروك للدول، وأن كل دولة هي التي تحدد من يأتي من مواطنيها في موسم الحج، مشيراً إلى أن الحكومة السعودية تتفق مع الدول على أعداد الحجاج، بعد خفض نسبة حجاج الخارج 20 في المئة.
وطمأن وزير الحج مسلمي العالم الراغبين في الحج خلال افتتاحه ندوة الحج الكبرى أمس قائلاً: «تقليص عدد الحجاج قرار موقت واستثنائي جاء بسبب توسعة المطاف، وكان من الضروري اتخاذ هذا القرار للمحافظة على سلامة الحجاج، وإذا انتهى مشروع توسعة المطاف ستعود الأعداد».
وأوضح حجار أن أبرز برامج وزارته التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة إلى الحجاج تتمثل في التفويج الإلكتروني للمغادرة النهائية الذي سيقضي على الزحام والتكدس في المطارات، وأنه لن يسمح لأي حافلة بمغادرتها إلى المطار في المدينة المنورة أو مكة المكرمة إلا بعد التأكد من وجود طائرة ركابها على أرض المطار، وبعد تحديد الفترة الزمنية المناسبة للمغادرة، مشيراً إلى أن التفويج الإلكتروني تمت تجربته في موسم العمرة الماضي وحقق نجاحاً كبيراً.
ولفت إلى أن الرقابة والإشراف باتا ينفذان إلكترونياً، إذ يوجد عدد من مؤسسات الطوافة تراقب التفويج وجسر الجمرات والمخيمات من طريق الكاميرات الحديثة، «الوزارة تتوسع في استخدام التقنية للقيام بدورها، ولتحقيق الهدف الأساسي لخدمة الحجاج».
وشدد على ضرورة استثمار ندوة الحج الكبرى التي تنعقد كل عام، لمناقشة هموم المسلمين وتطلعاتهمإ إضافة إلى تثقيفهم في ما يتعلق بالحج، موضحاً أن اختيار موضوع «فقه الأولويات في الحج» لعنوان ندوة هذا العام جاء لتأصيل «مفهوم فقه الأولويات وبيان شروطه وضوابطه، في هذا العصر الذي تكاثرت فيه الواجبات وازدحمت فيه المسؤوليات، وكثرت فيه أعداد الحجيج».
وتابع قائلاً: «كثرة أعداد الحجاج هذه الأيام تدعو إلى البحث في هذا الموضوع المهم وترسيخ فكرة فقه الأولويات في المناسك، مثل تقديم من لم يحج على من كرر الحج، وتوجيه ما أعده الحاج لحج النفل لإنفاقه على المحتاجين، لأن السلف الصالح فطنوا وأدركوا لمعنى الحج ومقاصده، بيد أن الإدراك غاب اليوم وأفرط كثير من المسلمين في أولويات الحج، وفرطوا في حق الفقراء والمنكوبين وأعمال البر الأخرى».
من جهته، أكد مفتي عام السعودية الدكتور عبدالعزيز آل الشيخ أن تقليص عدد الحجاج بسبب مشاريع التوسعة الكبيرة التي يشهدها المسجد الحرام، ليس منعاً وحرماناً من الحج، بل هو تنظيم وإعانة على التسهيل، لافتاً إلى أن هيئة كبار العلماء أصدرت قراراً عام 1419 ينص على أن من حج فله أن يتريث خمسة أعوام وأن هذا أمر لا مانع منه للتنظيم وتخفيف الزحام والصعاب. وأوضح آل الشيخ أن المسلم إذا تأخر عن الحج أعواماً لأجل التسهيل على الحجيج فهو مثاب، مستشهداً بأقوال العلماء حول موازنة الصدقات العامة ونفقة الحج، «من العلماء من يقول إذا دفع مال نفقة الحج على من لم يحج من قبل، كان المتبرع معيناً على أداء الفريضة، أو دفعه لمحتاج كان معيناً على الخير، فالتوازن بين النوافل بعضها البعض مهمة طالب العلم، وعليه أن يقدم ما فيه مصلحة».
وقال: «حج النبي محمد صلى الله عليه وسلم متأخراً ووحيدة، وأظهر في حجته الوحيدة التيسير على الناس، فما سئل النبي عن شيء قُدم أو أُخر إلا قال افعل ولا حرج، وهذا الحج جعله الله فريضة العمر ، من أداه في عمره مرة برئت ذمته». وتابع: «الحمد لله أنه لم يجعل الحج إلا مرة واحدة في العمر، هذا حكم الشرعي، لأن الله يعلم أنه لو كان الحج كل عام ، لصار من الزحام والأذى على الناس مالله به عليم، ولا شك أن في هذا الزمان تزايد عدد الحجيج لعظمة الخدمات والتسهيلات الكبيرة».
ولفت إلى أن الدولة تستنفر كل قوتها المالية والبشرية في سبيل راحة الحجيج وتسهيل مهمتهم وتكرس لهم الوسائل الأمنية والغذائية، مضيفاً «الدولة بدأت بمشاريع التوسعة الضخمة في الحرمين الشريفين، وهذه المشاريع تمتد لثلاثة أعوام لتستوعب بعدها الأعداد الكبيرة من المسلمين، فهي تعتني عناية كبيرة في هذا الجانب، فيجب على المسلمين أن يكون لديهم فقه في دينهم وبصيرة في أمرهم، فالحج لا يفرض كل عام».
وطالب آل الشيخ المؤتمر بإخراج بيان ختامي يدلل على أن تخفيض عدد الحجاج لم يراد به منع الحج، ولكن يراد به التنظيم والتسهيل وحث الأمة على الخير والتعاون، مشدداً على ضرورة أن تُراعى في المؤتمر الدراسة العلمية المؤصلة، وتكون معتدلة في الطرح لا فيها جفاء ولا غلو.
وأضاف: «نعلم أن في القرون الخالية وجود أناس لم يحجوا وأناس حجوا مرة أو اثنتين، ولم يرد وجود أناس كانوا يحجون كل عام، لأن في ذلك مشقة على المسلمين، المهم أن نسعى على توعية الناس توعية إسلامية صحيحة، بخطاب واضح ونرشدهم ونبين لهم ليكونوا على بصيرة من أمرهم»…