المـباركي: لا يـتـم التحـلـل بقـص جـزء من شعـر الرأس .. والتأخـر عـن الـوداع جائـز
أوضح فضيلة الشيخ الدكتور أحمد سـير المباركي عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء أن من شـروط المحـرم للمـرأة استطاعته دفـع الأخطار عنها، لافتا إلى أن الطفل والصبي ليسا محرمين للمـرأة لعدم انطباق الشروط عليهما.
ووفقا لعكاظ بين فضيلته أن قـص جـزء من شعـر الرأس كالذي يفعله الأطفال عند جهة المروة من المسعى بالمقصات جزاء مبلغ من المال لايتـم بـه التحلل ولايجزئ ، مشيرا إلى أن بعض الحجاج يعتقد أن قص الشعر في هذا الموطن أنه من العبادة، مبينا أن هذا القص لا يعتبر إلا إذا كان لشعر الرأس كله أو يكون هناك الحلق، فالإنسان إذا قص من شعر رأسه شيئا يسيرا فإنه لا يخرج من إحرامه فيجب عليه أن يذهب إلى الحلاق يحلق له الرأس أو يقصره أما ما يفعله هؤلاء الأطفال فإنه غير مجزئ .
وفيما يتعلق بطواف الوداع أوضح فضيلته أنه لا يشترط فيه أن يكون الإنسان محرما لأن طواف الوداع يؤديه الإنسان وهو لابس وليس بمحرم، مبينا أنه إذا كان تأخر الحاج لأمر من الأمور فإنه يقوم بطواف الوداع عندما يريـد الخروج من مكة أو من الحرم إلى الحل … فإلى التفاصيل:
هل يجوز أن أؤخر في الحج طواف الوداع إلى آخر شهـر ذي الحجة والمكوث في مكة مع البقاء على لبس الإحرام؟
ــ طواف الوداع لا يشترط فيه أن يكون الإنسان محرما لأن طواف الوداع يؤديه الإنسان وهو لابس وليس بمحرم فإذا كان تأخر لأمر من الأمور ولغرض من الأغراض فإنه يقوم بطواف الوداع عندما يريد الخروج من مكة أو من الحرم إلى الحل.
مضاعـفـة الذنـوب
ما صحة قول أن الحاج بعد حجه إذا أتى بذنـب فهو بسبعة أضعاف؟
ــ في أي مكان وفي أي زمان مضاعفة الحسنات معروفة في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن الله يضاعف الحسنات، وكما قلت لكم قبل قليل فإن الزمان والمكان يكون العمل فيه أكثر مضاعفة من غيره كالصلاة في الحرم المكي أو في المسجد النبوي لأن المكان له قيمته فإن العبادة فيه تكون مضاعفة أكثر كما جاء في حديث نبينا عليه الصلاة والسلام.
الصوم والكفارة
من عليه كفارة بقتـل خطأ صيام شهرين متتابعين هل يصوم أيام التشريـق وإن لم يكن حاجا أو أن النهي عن الصيام خاص بالحج؟
ــ هذه مسألة أيضا اختلف فيها العلماء فهل هذا يقاس على من عليه صيام لأنه لم يستطع أن يأتي بالفدية أو لا فبعضهم أجاز له أن يفطر وبعضهم منعه ولو أفطر في هذه الثلاثة أيام فإنه لا يكون إن شاء الله قطـع صيامه والله أعلم.
البـقـاء في مكـة
أعمل في الرياض وكانت عندي دورة قبل الحج في جدة، وذهبت للإقامة في مكة عند أخي وبعد إكمال الدورة أحرمت وأديـت الحج فمن أين المفترض إحرامي بالحج، وهل إذا طفت الوداع أبقى في مكة يوما أو يومين أم أسافر؟
ــ الشق الأول أجبت عنه بأن المناسب للإنسان الذي في دورة ويـريـد أن يحج فإنه يحج متمتعا أما طواف الوداع لا يجوز لك أن تخرج من الحرم حرم مكة إلى الحل إلا إذا طفت طواف الوداع والأمـر سهل أيها الإخوة بخاصة أن الزحام إنما يكون في الأيام الثلاثة الأولى بعد ذلك يتهيأ للإنسان فرص كثيرة يستطـيع أن يؤدي هذا الواجب فإن لم يؤده فإن عليه دما.
تـرك الـوداع
حججت هذا العام وسوف أترك طواف الوداع متعمدا وأفضل الفديـة للزحام فهل علي شيء ؟
ــ طواف الوداع مادمت في الحرم ولم تخرج منه فإن تأخيره جائز والحالة هذه لأنك لم تخرج من الحرم إلى الحل، أما ترك طواف الوداع عمدا فإن فيه أمرين.. الأمر الأول فيه إثم فإذا كنت تركته عمدا بدون عذر فمعنى ذلك أنك غير راغب في أن تأتي بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأما ثانيا فعليك الدم وعليك أن تسـتـغـفـر الله سبحانه وتعالى.
الرمـي قبـل الـزوال
هل يجوز الرمي قبل الزوال لمن خشي على نفسه فوات الطائرة كأن تكون الطائرة الساعة العاشرة صباحا ويريد أن يرمي في الساعة السادسة أو السابعة صباحا؟
ــ هذه المسألة وقـع فيها اختلاف كبير ولكن السنة الماضية وهذه السنة إن شاء الله ليس هناك حاجة ولا ضرورة لأن يرمي الإنسان قبل الزوال فإن الجمرات الآن قد بني عليها دوران كل منها أسس ليستقبـل أفواجا من الحجاج من هنا وهناك فلم يكن هناك حاجة لأن يرمي الناس قبل الزوال فإن نبيكم صلى الله عليه وسلم رمى بعد الزوال وصحابته رضي الله عنهم لا يروى عن أحد منهم أنه رمى قبل الزوال كان الناس يدعون أن هناك حاجة لأن يرموا قبل الزوال أما الآن فليس هناك حاجة يدعيها هؤلاء والذي يـريـد أن يحج يجب أن يرتب رحلاتـه حسب مناسك الحج لا أن يرتب مناسك الحج حسب رحلته، فإذا كان لا يستطـيـع أن يحج حجا سليما كاملا متبعا لا مبتدعا فليقعد في بيته، أما إذا تلبس بهذه العبادة فيجب عليه أن يعطيها حقها والمقياس في ذلك هو فعل نبينا عليه الصلاة والسلام فقام يفعل ثـم قال: «خذوا عني مناسككم»، فهذه أخذت بالفعل وأخذت بالقول وهو أبلغ شيء في التشريع.
قـص الشـعـر
إذا انتهى الحاج أو المعـتـمـر من السعي يقوم بعض الحجاج بقص الشعر من الرأس في النهاية من السعي ومن ثـم يخرج ويحلق ويقصر بجوار الحلاقين خارج المسعى فهل هذا الفعل صحيح أم يخرج بعد نهاية السعي ويحلق أو يقصر فقط؟
ــ بعض الحجاج يعتقد أن قص الشعر في هذا الموطن بأنه من العبادة وتجد بعض الأطفال يطوفون بمقاصهـم ليقوموا بهذا نظـير ما يعطون، فالقص هذا لا يعتبر إلا إذا كان للرأس كله لشعر الرأس كله أو يكون هناك الحلق فالإنسان إذا قص من شعر رأسه شيئا يسيرا فإنه لا يخرج من إحرامه فيجب عليه أن يذهب إلى الحلاق يحلق له الرأس أو يقصره ، أما ما يفعله هؤلاء الأطفال فإنه غير مجزئ .
النفـرة مـع الضـعـفـة
من نفــر مع الضـعـفـة في مـنـتـصـف ليلة النحر وهو شاب قوي هل له أن يترخص بما يترخص به الضـعـفـة من الطواف والسعي والرمي والحلق؟
ــ نعم هو له حكمهـم لأنه معهـم قد يكون هو ليس مرخصا له لشخصه ولكنه يرخص له لأنه مع أسرته مع أبويه أو مع أناس لهـم عذر فإنه يترخص برخصهـم، فيرمي ويطوف معهـم كما يفعلون أيضا لأن هذا الدين كما قلت يسر وقد جاء ذلك عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه أذن للضعفة من المسلمين والضعفة من المسلمين لا يستطيعون أن يخدموا أنفسهم فلا بد لهم من إنسان يقوم على خدمتهم، والله أعلم.
الـنـحـر والـحـدود
من نحر الهدي في عرفة أو خارج حدود الحرم فهل النحر صحيح أم يلزمه النحر داخل حدود الحرم؟
ــ النحر يكون في داخل حدود الحرم وكذلك الذبح (هديـا بالـغ الكعبة)، أما إذا ذبح خارجها أو ذبح في العشر ولو كان في مكة قبل العيد فإنه غير معتبر.
المـبـيـت بمـزدلـفـة
من لـم يجد مكانا للمبيت في منى أيـام التشريـق إلا في الشوارع والأرصفة هل يبيت في مزدلفة أو في أي مكان قريب من منى.
ــ هذه المسألة مختلف فيها فبعضهـم يقول إذا لم يجد مكانا في منى فإنه يبيت حيث شاء، فهذا رأي، والرأي الثاني أنه ليس الأمر كذلك إنما يحاول أن يكون في أقرب مكان إلى منى لأن الإنسان إذا صلى مثلا خارج المسجد فإن صلاته تكون كأنه في المسجد وائـتـمامه بالإمام صحيح والشيء يعطى حكم ما قاربه، وهذا يبدو لي هو الأوفق لكن كما قلت وأقول إن بعض الحجاج من الآن قاصد أن لا يجلس في منى إنما يقصد أن يجلس في المزدلفة لأن الدراهم أو لأن الفلوس التي تؤخذ منه أقل بكثير من الحملات التي هي داخل منى فليتفطن كل إنسان إلى هذه المسألة.
الـرمي عـن الغـيـر
نأمل بيان صفة الرمي عن الغـيـر أيام التشريـق فأنا حججت ومعي أمي و زوجتي وأخشى عليهما الزحام ؟
ــ بعض المذاهب تقول إنك ترمي عن نفسك حتى تنتهي ثـم تأتي بالأول من الموكلين ثم الثاني ثم الثالث، ولكن المفتى به أنك في مكان واحد ترمي عن نفسك أولا ثم ترمي عن من وكلك في نفس الموقع ترمي الجمرة الصغرى لنفسك ثم تأتي مباشرة لمن وكلك ثم تنتقل إلى الوسطى ثم تنتقل إلى الكبرى.
صـيـام الكـفارة
حججت متمتعا وكان علي هدي ولما كان يوم العيد لم أستطـع أن أهدي لأني خفت أن لا تكفي النفقة ولم أتمكن من صيام ثلاثة أيام في الحج من زحمة الحج والتعب وصمت ثلاثة أيام في بلدي وبقيت ثلاثة أيام هل أصومها في بلدي أم يلزم أن أرجع وأصومها في مكة؟
ــ المفروض كما في الآية الكريمة ثلاثة أيام في الحج وقلنا إن أيام التشريق لا يجوز صيامها إلا لمثل هؤلاء ولكنه إذا كان قد صامها في بلده مع السبعة الأيام الأخرى فأرجو أن يكون ذلك صحيحا.
تجـاوز المـيـقات
تجاوزت الميقات في العام الماضي وأنا أريـد الحج تحايـلا على المسؤولين حتى لا أمنع من الحج ولما سألت قالوا يلزمك دم وأنا لا أستطـيع، هل أصوم أم يبقى في ذمتي.
ــ أولا تعليق على المتحايلين الذين يتحايلون على أن يحجوا وكثير منهم قد حج .. فالمنع من الحج ليس لمصلحة الدولة كما يزعـم، وإنما ذلك لمصلحة الحجاج، وأنا أضرب لكم مثلا إذا كان عندك حجرة أربعة في أربعة وعندك أناس قد صلوا صلاة الظهر وخرجوا ثم جاء الآخرون يريدون أن يصلوا فجاء هؤلاء معهم، هؤلاء قد صلوا الفرض ويريدون أن يصلوا نافلة وهؤلاء لم يصلوا الفرض إلى الآن، أيهما أولى بهذا المكان ؟، إنهم الذين لم يصلوا الفرض. فالذين لم يحجوا هم أولى بهذا المكان لأن المكان ازدحم وطاعة ولي الأمر في هذه المسألة واجبة، لكن الإنسان إذا تحايـل وحـج فإن حجه صحيح مع الإثـم وعليه أن يفدي لأنه لم يحرم من الميقات وحتى في تعبيره تحايـل، أنت تتحايـل على الإنسان لكن رب الإنسان لا تستطـيع أن تتحايـل عليه، فيجب على الإنسان أن يكون ملتزما بآداب الحج وبآداب الشرع من حيث الجملة، إذا لم يستطع يصـوم ثلاثـة أيام، يصوم عشرة أيام، هذا في حق من عليه فدية أو عليه هدي ولم يستطع أن يأتي به لأنه لم يكن عنده نقود أو كذا فإنه يصوم عشرة أيام.
نـسـي الجـمـرة
من نسي يوم العيد ورمى الجمرة الصغرى ولم يتنبه لذلك إلا يوم الحادي عشر هل يلزمه شيء؟
ــ هذا لا يلزمه شيء أتعب نفسه في غير ما شرع.
خـلـع قـبـل الحـلـق
رجل خلـع ثياب الإحرام ناسيا قبل الحلق أو التقصير ولبس ثياب المخيط وذكر في الحال وذهب يحلق وهو لابس ثياب المخيط فماذا عليه؟
ــ كان المفروض عليه وقد ذكر أن يتجرد من المخيط ويلبس إحرامه ثـم يحلق، أما إذا كان لبس وهو ناس فإنه لا شيء عليه إن شاء الله.
شـروط الـرمـي
ما هي شروط رمي الجمـرات؟
ــ الشرط الأول: أن تكون الجمرات التي وصفتها لكم في الكلمة التي ألقيتها عليكم وأن يكون في الوقت الذي حدده الشارع وأن يكون على الصفة التي أتى بها الشارع ففي اليوم الأول الذي هو يوم العيد ترمى جمرة العقبة وفي الأيام الأخرى ترمى الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى كما فعل نبينا عليه الصلاة والسلام. وبالمناسبة هناك بعض الحجاج يغسل الحصى هذا ليس بسنة ولم يشرع ولم يعرف عن أحد لا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه.
حكمـة الرمـي
هل هناك من حكمة في رمي الجمـرات.. وهل صحيح أن الشيطان تـمثـل لنبـينا إبـراهيم عليه السلام في مواضع هذه الجمرات؟
ــ الحكمة .. أولا ، أتكلم عن هذه بشيء من التفصيل، الإنسان المسلم قد آمن بالله سبحانه وتعالى وآمن بأنه حكيم وأنه عليم وأنه بصير وأنه الكامل في صفاته وأسمائه قد آمن بذلك فإذا كان المسلم قد آمن بأن الله الذي كلفه بهذه العبادات على هذه المكانة فإنه يجب عليه أن يسلم للـه سبحانه وتعالى العليم الخبير هذي النقطة الأولى .. ثانيا. إذا عرفنا الحكمة من هذا الفعل أو من ذلك فهذا وللـه الحمد نور على نور إذا عرفنا الحكمة أنه شرع لكذا فإذا لم نعلم الحكمة فإنه علينا أن نسلم للـه سبحانه وتعالى وبخاصة في العبادات فالعبادات يقول العلماء إنها مبنية على التعبد بمعنى أن الإنسان إذا عرف العلة الحمد للـه وإلا فهو متعبد بهذه الشعيرة أو بتلك المفروضة بدون أن يتلكأ حتى يعرف الحكمة أو يعرف العلة فهذه الأعمال التي يقوم بها الحاج سواء في رمي الجمرات أو المبيت بمنى أولا أنه يتعبد الله سبحانه وتعالى بهذه الأفعال كما جاءت عن نبينا صلى الله عليه وسلم.. ثانيا، إذا عرف أن هناك حكمة من هنا وهناك هذه تدفعه أيضا لأن يعرف الحكمة أكثر لكنه في كل الأحوال يجب عليه أن يسلم للـه سبحانه وتعالى، ومن هنا ضل الكثير من الناس عندما جلسوا يحاكمون اللـه سبحانه وتعالى فيما فرضه وشرعه للأمة لماذا كان كذا ولماذا كان كذا فأتعبوا أنفسهم ولم يحوزوا على شيء لا من العلـم ولا من الفضـل وإنـما حازوا على الجهـل وعلى تحمـل وزر من تبعهـم من الناس فيجب على الإنسان أن يعرف قدره ويجب على الإنسان أن يـمـتـثـل للـه سبحانه وتعالى كما أمـر ربنا وكما جاء عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
الطفـل المـحـرم
هـل الطفـل المـمـيز يعـتـبر محـرما للـمـرأة في الحـج؟
ــ المحـرم يشـتـرطون فيه أنه إذا دهـم المـرأة خطـر فإنـه يستـطـيـع أن يدفعه عنها هذا الأصل في المحرم، وإذا وقـع في مشكلة يستـطـيـع أن يحلـها.. يستطـيـع أن يستعين بالآخرين لحلـها، فإذا كان طفـلا أو كان صبـيا فإنه لا يـرد عن المـرأة أي خطـر ولا يستطـيـع أن يـتـصـرف في المـلـمات فإنه والحالة هذه لا يكون محرما إذا كان بهذا الشكل.. والله أعلم…