طبرجل: المواطنون يقترحون مساراً آمناً لكابلات الجهد العالي
تصاعدت شكاوى أكثر من أربعين رب أسرة وصاحب منزل من المواطنين بمحافظة طبرجل لمسؤولي الشركة السعودية للكهرباء جراء مرور خطوط نقل الطاقة الكهربائية ذات الجهد (33000 فولت) والخطوط ذات الجهد (13800فولت) وعدد من الكابلات المدفونة والشروع بتمرير مسار خطوط نقل الطاقة ذات الجهد العالي بجانب منازلهم.
وطالب المواطنون عبر شكاوى حصلت «الشرق» على صور منها إلغاء مسار هذه الأبراج التي تمر متجاورة بمسار واحد مشحون بالموجات الكهرومغناطيسية، ويقع هذا المسار بالقرب من مساكنهم، وكل ذلك دون علمهم أو أخذ موافقتهم أو حتى إدخالهم كشريك في الرأي والمشورة على حد قولهم، ما أثار القلق والمخاوف لديهم من مخاطر التلوث الكهرومغناطيسي الناتج عن الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من أسلاك نقل الطاقة ذات الجهد المرتفع والمتوسط والمنخفض وما تسببه من أضرار صحية ومخاطر ميكانيكية وحدوث كوارث لا سمح الله، كما أنها تضر بممتلكاتهم.
[COLOR=#FF0800]
مسار بديل[/COLOR]
وقال ملهي عوض الشراري تقدمنا بعدد من المطالبات والشكاوى لمحافظ طبرجل، والمسؤولين بشركة الكهرباء لرفع الضرر عنا، وذلك بتغيير المسار بعيداً عن تجمعاتنا السكنية، أو بنزع ملكياتنا لإبعادنا عن مصادر الخطر.
وأضاف: تقدمنا باقتراح مسار بديل يمكن الاستفادة منه في مثل هذه الحالات، وهو الطريق الدائري الجديد الذي تم إنشاؤه على آخر حدود التنمية للمحافظة و يرتبط مع الطريق الدولي السريع بالنقطة التي تقع بالمقابل من آخر أبراج الضغط العالي، التي تم الانتهاء من تشييدها للربط بين شركة كهرباء المحافظة ومحطة التوزيع المقترحة بالقرب من مدينة «وعد الشمال». وأشار الشراري إلى أن هذا المسار إذا تم تعديله بهذه الطريقة فإنه سيكون مساراً آمناً على المدى البعيد والقريب على حد سواء، وبعيداً عن التجمعات السكانية بدلاً من تعرضه للأحياء السكنية واستخدام مدخل المدينة مساراً له، كما أنه مفيد للاحتياجات والخطط التي قد تطرأ في المستقبل لصالح الشركة.
[COLOR=#FF1700]مخاطر صحية[/COLOR]
وأبدى خالد شتيوي البركات تخوفه من المخاطر الصحية التي قد تلحق بهم وذويهم بسبب قرب هذه الأبراج من منازلهم، خصوصاً وأن عدداً من الدراسات والأبحاث التي أجريت في كثير من بلدان العالم حذرت من التلوث الكهرومغناطيسي المنبعث من أسلاك الكهرباء ذات الضغط العالي الذي يسبب أمراضاً خطرة على السكان القريبين منها. معتبراً أن ذلك تخوف في مكانه.
[COLOR=#FF2E00]
أضرار محتملة[/COLOR]
وذكر مهند عايد مطر أن الشركة لم تبلغنا بما قامت به، وقد علمنا بذلك بالصدفة وأخبرنا بعد المختصين بأن ذلك سيسبب خطراً على الأهالي، وهو ما أثار الرعب والخوف على صحتنا وكذلك الأضرار المحتملة التي من الممكن أن نتعرض لها في حال أصرت الشركة على مواصلة المشروع.مطالباً الشركة بالإفصاح عن صحة ذلك، على الأقل من أجل طمأنتنا حيال المخاوف التي نتعرض لها. وفي حال ثبتت هذه المخاطر فلابد من إيجاد حل سريع للمساكن التي تمر عليها الكابلات والأبراج.
[COLOR=#FF2E00]بانتظار الرد[/COLOR]
من جانبه اتصلت «الشرق» بالمتحدث الرسمي في الشركة السعودية للكهرباء المهندس جمعان الزهراني وأرسلت له خطاباً موضحاً فيه شكوى المواطنين للرد عليها، مع إرسال رسائل جوال من المحرر التي قابلها بالوعود بالرد عليها، إلا أن الزهراني لم يرد على الشكاوى حتى إعداد هذا التقرير.
[COLOR=#FF1700]تأثيرات أسلاك الكهرباء[/COLOR]
خلصت دراسات نشرت في عدة مواقع إلى وجود خطـورة كبيرة على الإنسان إذا ما تعرض أو سكن بالقرب من أسلاك الكهربـاء، أو أبراج الاتصالات، أو محولات الطاقة الكهربائية. وأثبتت إحدى الدراسات وجود علاقة بين التلوث الكهرومغناطيسي وإصابة عديد من الأطفال بتكسير حمض DNA؛ وهو ما ينتج عنه تدمير خلايا الجسم؛ وهو ما يُعد سببًا كافيا للإصابة بالسرطان، بالأخص سرطان الدم.
وفي معهد بحوث أمراض العيون بالقاهرة انتهى باحثون مؤخرًا إلى أن خطوط الضغط العالي للكهرباء تؤثر على المواد البروتينية الموجودة في عدسة العين؛ فتساهم في حدوث التهابات مزمنة، ويتفق العلماء الذين انتدبوا لدراسة وبحث هذه المسألة على أنه ليس من شك في أن الأشعة الكهرومغناطيسية تؤثر على الإنسان جسدياً وعقلياً ونفسياً.
كما خلصوا إلى رصد جملة من الأمراض الناتجة عن التعرض للتلوث الكهرومغناطيسي، وهي: أمراض القلب، والتأثير على صحة الأجنة وتشوههم، وسرطان الثدي، وتدمير البناء الكيميائي لخلايا الجسم، والإصابة بالسرطان، وتعطيل وظائف الخلايا، واضطراب إفراز الأنزيمات في الجسم، واضطراب الدماغ، والخمول والكسل وعدم الرغبة في العمل، واضطراب معدلات الكالسيوم، والشرود، والهذيان.
كما أن هناك دراستين أجريتا في بريطانيا، أشارتا إلى أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من كابلات ومحولات الكهرباء يتعرضون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بمرض السرطان بإحدى عشرة مرة، إحدى هاتين الدراستين قامت بها جامعة بريستول البريطانية وتضمنت ألفي تجربة أجرتها على أسر تعيش بالقرب من المحولات والكابلات الكهربائية مما عرضهم لخطر الإصابة بسرطان الدم واللوكيميا.
ووجدت دراسة أخرى شاملة حول سرطان الأطفال بإشراف البروفيسور ريتشارد دول، أدلة قوية تثبت وجود علاقة بين المرض والكابلات الكهربائية وقد وجد أن كمية العناصر الضارة التي يسببها التلوث تزداد بثلاثة أضعاف من هذه الكابلات.
كما سجلت الدراستان زيادة عدد الجزئيات الناقلة لملوثات السرطان في الهواء في محيط قدره حوالي 500 متر عن كابلات الكهرباء.
وتُعد أمريكا من الدول المتقدمة في هذا المجال، حيث يمنع فيها بناء بيوت قرب الكابلات والمحولات الكهربائية.
كما أجريت بجامعة تورنتو دراسة على 211 طفلاً مصاباً بسرطان الدم «لوكيميا» واستمرت ثماني سنوات تبين أن التعرض الكثيف للحقل الكهرومغناطيسي قد ضاعف من الإصابة بسرطان الدم بمعدل أربع مرات بالمقارنة مع الأطفال الآخرين الذين لم يتعرضوا لمثل هذا الحقل. وفي دراسة أخرى أجريت في جامعة بريستول على 10 آلاف مريض مصاب بالسرطان تبين أنهم أصيبوا بسرطان الرئة لتعرضهم للحقول الكهرومغناطيسية كونهم يقطنون على بُعد 400 متر من خطوط التيار الكهربائي العالي التردد. وتوفىَّ من هؤلاء المرضى 3 آلاف مريض خلال سنة واحدة.