ريالات مرقمة تفقد شاباً حريته 5 سنوات
البكاء لا يتركه عندما يتذكر والدته المشلولة التي ليس له سواها في الدنيا وتمنى أن تتسارع عقارب الساعة لكي يعيش معها من جديد. فبالرغم من أنه يبلغ 47 عاماً إلا أنه وقع ضحية لأرباب الشر ومروجي المخدرات..
[المخدرات حرمتني من متابعة حالة أمي المعاقة ] نشأ نزيل اصلاحية الدمام خالد يتيم الأب حيث توفي والده وعمره ست سنوات، وعاش في كنف أمه المشلولة، وأكمل دراسته في المعهد الصناعي، وبحكم أنه وحيد والديه فقد حاول أن يلتحق بأي وظيفة تؤمن له ولأمه لقمة العيش، فعمل في وظيفة براتب شهري قدره 2200 ريال، ولم يكن خالد بعيداً عن رفقة السوء وكان ذلك بمثابة مفتاح باب الجريمة الذي وضع بيده الاصفاد الحديدية بالنهاية.
,يروي خالد تفاصيل الجريمة: اتصل بي أحد أصدقائي وقال لي أريدك أن تذهب معي إلى “تشليح السيارات” فذهبت معه ولم أكن أعلم أن صديقي هذا أصبح مخبراً في المكافحة، وأراد الإيقاع بي بحكم أني كنت أستعمل المخدرات، واصطحبني صديقي على أساس أنني بائع مخدرات فقام بإعطائي مبالغ نقدية مرقمة وبعد أن عقدنا صفقة البيع داهمتنا فرقة مكافحة المخدرات في التشليح على مرأى من الناس ونقلتنا إلى السجن في قضية ترويج للحبوب المخدرة، وصدر بحقي سجن خمس سنوات و580 جلدة.
وصف خالد الطريق الذي سلكه بأنه نفق مظلم بدايته مغامرة ونهايته مأساة تقتل الإنسان بسكاكين الحسرة والحزن
وعن حياته في السجن يقول خالد: أنا هنا مجرد جلد على عظم، فقلبي خاوٍ وتنهدّ قواي من البكاء عندما أتذكر أمي المشلولة التي ليس لها سواي، ويضيف قائلاً: ماذا تتوقع من رجل لم ير أمه لأكثر من ثلاث سنوات؟! وهنا يسبح خالد في موجة من البكاء المؤلم، ويسترجع قواه في الحديث ليقول: أمي سيدة مسنة بلغ عمرها الثمانين سنة وتتصل بي بشكل شبه يومي وتطلب مني زيارتها قبل موتها فهي مشلولة شللاً كاملاً ولا تجد من يوصلها إلي في السجن، حتى وإن وجدت فوضعها الصحي لا يسمح لها بزيارة السجن.
أما الطريق الذي سلكه خالد فيصفه بأنه نفق مظلم بدايته مغامرة ونهايته مأساة تقتل الإنسان بسكاكين الحسرة والحزن، ويخبرنا خالد بأنه عقد قرانه قبل القبض عليه بأيام وقام بتأثيث غرفته في شقة أمه تمهيداً لبدء حياته الزوجية إلا أن رفقة السوء أرادت له أن لا يكون أفضل منهم حسب قوله- ويصف المخدرات بأنها ليست رجولة بل هي ضياع للعقل والدين والأخلاق وربما للحياة، ويتمنى خالد أن تتسارع عقارب الساعة لكي يعيش مع أمه ما بقي من حياتها، ويذكر أن الأحلام المحزنة دائماً تتربع على أعتاب نومه، فلا يكاد يخلو يوم من حلم مفزع يرى فيه أمه على أكتاف المشيعين.
.. وأصدقاء السوء يحولون تاجر ملابس لمروج مخدرات !
«كان طموحي تأمين الحياة الكريمة لأسرتي والمخدرات دمرت مستقبلي» هكذا بدأ نزيل إصلاحية الدمام المقيم ماجد البالغ من العمر 29 عاماً، مؤكداً أن أصدقاء السوء هم البطل الخفي وراء جلوسه خلف القضبان [اختياري الخاطئ لأصدقاء السوء ورطني في الجريمة ] .
وبدأت فصول الجريمة عندما تعرّف ماجد على مجموعة من الشباب، حيث كان يعمل في أحد متاجر الملابس الرجالية في الخبر، وأصبح يثق بهم، حتى دفع ثمن ثقته عندما داهمته فرقة من رجال مكافحة المخدرات، و لم يصدق ماجد ما حدث له وظن أنه يعيش في حلم حتى وجد الأساور الحديدية في يده وهو خلف القضبان الحديدية بإصلاحية الدمام .
يقول ماجد : كنت في محل بيع الملابس مع زملائي، وطلبوا مني الذهاب للنزهة في سيارتي فوافقت على ذلك، وكان أحدهم يخبئ في ملابسه نصف كيلو حشيش مخدر ، وكان التنسيق بينه وبين طالبي الحشيش موجودًا مسبقاً، على أن نلتقي معه بعد صلاة العشاء ويتم اللقاء معهم في سيارتي، وماهي إلا لحظات حتى طوقت الجهات الأمنية المكان وداهمتنا بعد أن باع صديقي الحشيش وتم ضبطنا عن طريق النقود المرقمة، ويقول : لقد حاصر سيارتي ستة أفراد من قوة مكافحة المخدرات وفتشونا وأخرجوا النقود المرقمة ليتضح بعد ذلك أننا وقعنا ضحية. أما عن علاقته بزملائه، فيقول كنت حديث القدوم إلى السعودية، وبحكم أنني لا أعرف أحداً فقد أحببت أن أتعرف على أبناء جلدتي ولم أكن أعلم أنني سوف أقع ضحية ، فقد رسمت طموحاتي الكثيرة قبل قدومي إلى السعودية وكنت أنوي أن أسخّر جهدي كله للعمل والتجارة، أما مشاعره التي يحملها ماجد فهي بلا شك مشاعر الندم والحزن، حيث أنه وبعد انتهاء محكوميته سوف يغادر البلاد ولا يعود لها أبدًا. ويبدو أن سنة كاملة قضاها ماجد في السجن كانت كفيلة بأن تجعله يعتصر من الألم ويعيش أسوأ أيام حياته، لا سيما وأنه طالما انتظر هذه الرحلة التي تعد مفتاحاً لرزقه حسبما يقول ، أما زملاء ماجد فلم يلتفتوا له بعد أن أصبح مسجوناً، حيث يقول لقد انتهت مصلحتهم ولي الآن سنة كاملة لم يتصل بي أو يزورني أحد منهم، وتركوني وحيـداً خلف القضـبان الحـديديـة بالرغم أنهم مَن تسبـب في تورطي بالجـريمة. وأنصح الشباب أن يختاروا الأصدقاء بعناية قبل التورط معهم ، وأنا أعترف أنني تحولت من شاب طموح أتطلع لمستقبل ورديّ ومشرق، إلى شاب لا أرى إلا الظلام والضياع في كل لحظة بحياتي، وبالطبع أسرتي تعاني نفسياً ومالياً نظراً لانقطاع كل سبل المعيشة بالنسبة لهم بعد دخولي السجن ، وللأسف تحولت سمعتي الجيدة بالسوق من تاجر ملابس إلى تاجر مخدرات ……