الأخبار المحلية

أفلست الشركة.. فسكنت الأسرة في «سوبربان» متهالك

لم يجد الخمسيني أبو سعود مكاناً يؤويه وأطفاله الثلاثة إلا سيارته المتهالكة، بعد أن طرده صاحب المنزل نتيجة عدم دفعه الإيجار، وذلك بعد إفلاس الشركة التي يعمل بها، حيث لم يجد عملا آخر، وأصبح يجوب الشوارع باحثاً عن موقف للسيارة، فينام ويأكل ويربي أبناءه داخل هذه السيارة.

أصبحنا مشردين

ويقول أبو سعود أجبرتني الظروف على العيش في سيارتي أنا وزوجتي وأطفالنا الثلاثة، فقد استحال عليّ تأمين مسكن لهم، يقيهم برودة الجو، وبعد أن كنا عائلة تعيش بشكل طبيعي، أصبحنا كما المشردين، ولم يرحمنا أحد، فقد كنت أعمل في شركة وحالي ميسوراً ولله الحمد، أستطيع سد جوع أبنائي وحمايتهم، وبعد أن أفلست الشركة لم أعرف ماذا أفعل، وقُطع رزقي، بعدها لم أعد قادراً على تسديد إيجار المنزل لمدة أشهر، الأمر الذي جعل صاحب المنزل يطردني وعائلتي».

غرفة في مصنع

ويكمل أبو السعود: «بعد خروجنا من المنزل، عرض عليّ أحد فاعلي الخير السكن في أحد مصانع «البلك»، ولم يكن أمامي غير القبول والإقامة في غرفة مستقلة بالمصنع، قضينا فيها ستة أشهر، ولكننا لم نحتمل الوضع، فالعمالة الأجنبية كانت وكأنها تقيم معنا، فطلبت من زوجتي تجهيز حاجيات الأطفال لنغادر المكان، ولكني لم أجد أي مكان أسكنه، فبقينا في السيارة، متنقلين بين الأحياء السكنية ومواقف السيارات، ننام ليلا ويعاني أطفالي من برودة الجو، خاصة وأني أبقي الشبابيك مفتوحة قليلا ليدخل الأكسجين إلينا ولا نصاب بالاختناق».

أصيب بجلطتين

وبين أبوسعود أن له طفلاً لم يتجاوز الأربعة أعوام، كما أن ابنته الكبرى تبلغ من العمر تسعة أعوام، وكانت من المجدات في الدراسة، إلا أن تحول حالهم أضعف مستواها كثيرا، مشيرا إلى أنه ليس بعافيته، حيث أصيب بجلطتين، الأولى كانت في القدم والثانية في الرئتين، إضافة إلى أن حالته النفسية سيئة جدا بسبب ما آل إليه حاله.
وبين أنه حاول جاهدا إيجاد عمل، وقد وجد وظيفة منذ مدة براتب لا يزيد على 3000 شهرياً، فالتحق بها على أمل أن يسكن منزلا وعائلته بدلا من تشردهم، ولكن ذلك لم يكن بالأمر السهل، فقد تراكمت عليه الديون، وأصبح مطالبا من الجميع بسدادها، فبعد أن وجد غرفة صغيرة، حمل عائلته إليها، إلا أن الوضع تكرر معه مجددا، واضطر إلى الإقامة في سيارته مرة أخرى.

لجأت للجمعيات

وأشار أبو سعود إلى أنه لجأ للجمعيات الخيرية، علهم يساعدونه، إلا أنهم صدموه حينما أخبروه بأن شروط المساعدة غير منطبقة عليه، لعدم توفر منزل يعيش به، وبعد عدة محاولات قامت لجنة من إحدى الجمعيات بزيارته واطلعت على حاله وعائلته، ووعدتهم بعمل المستطاع ليتغير حالهم للأفضل، ولكن دون جدوى.
ويختم أبو سعود حديثه ويقول «أتمنى أن تصل معاناتي للمسؤولين، وأتمنى أن ينظروا في عيون أطفالي، فهل يرضيهم حال هؤلاء الأبرياء؟ فأنا لم يعد بيدي عمل أي شيء وفقدت الأمل في هذه الحياة»….