الأخبار المحلية

الشؤون الإسلامية لخطباء: خطبكم تصيب المصلين بالملل والنفور

حذرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عددا من أئمة المساجد والخطباء من تكرار مواضيع خطب الجمعة والإطالة فيها، مؤكدة أن ذلك يصيب المصلين بالملل والنفرة.

وقالت مصادر إن مراقبي الوزارة، إضافة إلى ورود شكاوى من المصلين رصدوا فيها قيام بعض الخطباء بإطالة خطبة الجمعة، وقيام البعض الآخر بتكرار الخطبة الواحدة خلال العام أكثر من مرة، ما جعل بعض المصلين ينفرون من سماع هؤلاء الخطباء.

وأضافت أن الوزارة أكدت على فروعها تنبيه الخطباء الذين يقعون في هذه الملاحظات، ومراعاة أحوال الناس وعدم الإطالة عليهم.

إلى ذلك، تعمل “الشؤون الإسلامية” على إيقاع عدد من العقوبات على أئمة وخطباء المساجد الذين يخوضون في المسائل السياسية والمذهبية أو التعرض للأشخاص أو الدول أو المؤسسات “تصريحاً” أو “تلميحا”، تصل لطي القيد عند تكرار هذه التجاوزات.

ونبهت الوزارة خطباء المساجد في تعميم وزع عليهم، وأخذت تواقيعهم عليها، بعدم استغلال خطب الجمعة في المسائل السياسية والحزبية أو التحريض على الحكام ومؤسسات الدولة، مؤكدة عليهم باقتصار خطبة الجمعة على مفهوم الوعظ والإرشاد وتذكير الناس بأحكام الدين وفضائله.

وأشارت مصادر إلى أن هناك لجنة في الوزارة لتتبع مثل هذه التجاوزات والتحقيق فيها، وأن هناك عددا من خطباء المساجد تم إيقافهم، لعدد من الأسباب، ومن ضمنها استغلال منابر المساجد في مواضيع خارجة عن هدفها الأساس في الدعوة لبناء الإنسان، وترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة والمفاهيم الإيمانية الإيجابية التي تساعد على استقرار المجتمعات والمساهمة في حل أزماتها ومعالجة مشكلاتها، وتعليمهم أمور دينهم.

وتعكف الوزارة في تفعيل التواصل الإلكتروني والتقني بين أئمة المساجد، وأنها ستعتمد على ذلك في متابعة جميع برامجها المتعلقة بالمساجد والأوقاف وتوعية الحجاج والجاليات.

وقال عبدالله الهويمل وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية إن مشروع نظام المساجد والأعمال الدعوية يتضمن برمجة نظام آلي ومتكامل لوظائف وإجراءات وبيانات المساجد ومنسوبيها من الأئمة والمؤذنين، والأعمال الدعوية، وربطه بالنظم ذات العلاقة المنفذة في الوزارة، مبيناً أن وزارة الشؤون الإسلامية سعت إلى عملية ترقيم وإحصاء جميع المساجد الموجودة في السعودية, وربطها بقاعدة بيانات المناطق والمحافظات والمراكز, ما سيتيح التعبير عن الحقائق بصورة دقيقة. وبشأن تطبيق تقويم المساجد ومرافقها على الأجهزة الذكية قال الهويمل: إن من ضمن الأهداف الاستراتيجية لمركز تقنية المعلومات والحاسب الآلي في الوزارة تعزيز إتاحة المعلومات بصورة مبتكرة تواكب التطور الحالي، لذا سعى المركز إلى تطوير أنظمة خاصة بالوزارة تعمل على الأجهزة الذكية، وهناك مشروع مسجد “تك” الهادف إلى تركيب نظام الإعلانات الرقمية في 50 جامعا، ومسجداً (مرحلة أولى ـ تجريبية) بشكل مبدئي, لاختبار مدى فاعلية التقنية في إيصال الإرشادات بشكل سلس وموحد، ومدى تقبل الجمهور لها، والتفاعل معها.

وأضاف قامت الوزارة بتنفيذ المرحلة التجريبية لمشروع نظام المعلومات الجغرافي للمساجد، وشملت التجربة تنفيذ المشروع بأحد أحياء مدينة الرياض في حي الملز, ويشمل 52 جامعاً ومسجداً، على أن يستكمل المشروع تدريجيا على جميع مناطق المملكة.

يشار إلى أن دراسة استطلاعية حديثة أجرتها وحدة استطلاعات الرأي العام في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، عن معرفة التأثير المجتمعي لخطبة الجمعة، قد أكدت أن نحو 53.4 في المائة من المصلين لا يتذكرون موضوع خطبة الجمعة الماضية، الأمر الذي يشير إلى تشتت انتباه وعدم تركيز أكثر من نصف المصلين على موضوع الخطبة، أو بسبب حضورهم المتأخر لصلاة الجمعة.

كما أكد أكثر من نصف العينة المشاركة في الدراسة نحو (52.4 في المائة) منهم أن الموضوعات، التي يطرحها الخطيب تلامس احتياجات المجتمع، الأمر الذي يشير إلى اتفاق موضوع الخطبة للزمان والمكان والأحداث التي تلامس احتياجات المجتمع مباشرة.

وأوضحت أن ثلثي أفراد عينة الدراسة (67.4 في المائة)، يرون وجود أثر للخطبة على حياتهم، الأمر الذي يشير إلى التأثير المباشر على تعزيز بعض القيم الاجتماعية والإنسانية، وتعديل عدد من السلوكيات غير المرغوب فيها…..