أسرة سعودية عالقة في بيروت منذ اختفاء عائلها في دمشق
رغم مضي قرابة السنة لا تزال عائلة عبدالله نافع الرشيدي عالقة في العاصمة اللبنانية بيروت بعد فقد عائلها في سوريا في ظروف غامضة حتى الآن.
وفي التفاصيل التي رواها لمصادر مبارك الرشيدي شقيق المختفي عبدالله الرشيدي، أن شقيقه كان توجه إلى العراق قبل 12 عاماً تقريباً وتزوج هناك من امرأة عراقية وأنجب منها 3 أطفال هم نور الهدى عمرها 4 سنوات وأسماء 3 سنوات وعبدالإله سنتان.
وبعد إقناعه من قبل عائلته بضرورة العودة إلى المملكة، خرج من العراق بصحبة عائلته متوجهاً إلى لبنان لتسليم نفسه، وأثناء وصوله إلى سوريا في شهر مايو من العام الماضي بقي في منطقة الزبداني القريبة للحدود اللبنانية.
بعد ذلك خرج من مقر سكن أسرته ولم يعد، حيث اختفى داخل الأراضي السورية وانقطعت أخباره تماماً عن أسرته في ظروف غامضة.
وحاولت زوجته البحث عنه دون نتيجة، وبقيت هي وأطفالها أكثر من 5 أشهر عالقين لا يعرفون ماذا يفعلون، ولا يعرفون ما حل بعائلهم.
ومما زاد العبء على زوجته هو تدني الحالة الصحية لأبنائها، فعبدالإله الذي كان يعاني من مرض في عينيه تسبب له في الحول الذي بدأ يزداد بسبب الجوع والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها، وكذلك معاناة ابنتها نور الهدى التي تعاني من فتق ولحمية.
وأضاف مبارك قائلاً: بسبب الأوضاع هناك عاشت زوجة أخي وأطفالها أياماً عصيبة، لكن سخر الله لهم فاعلي خير سوريين كانوا يساعدونهم بالتنقل من مكان لآخر، إلى أن تمكنَّا من التواصل مع أحد الأشخاص السوريين الذي قام بإيصالهم إلى الأراضي اللبنانية، حيث دور السفارة، وتوجهوا إلى السفارة السعودية في بيروت.
وثمن مبارك الدور الإنساني الكبير لسفارة المملكة لدى لبنان والقائمين عليها الذين قاموا بتأمين منزل لهم ودفع إيجاره الشهري، كما أنها في البداية كانت تدفع لهم راتباً شهرياً، إلا أنها توقفت عن ذلك وأصبحنا نقوم بإرسال الحوالات الشهرية لهم بما يعادل 3 آلاف ريال شهرياً. وكذلك تكفلها بإجراء عمليتين جراحيتين لنور الهدى، هما عملية فتق وعملية لحمية تكللتا بالنجاح.
ويضيف مبارك وفقا للشرق: تقدمنا بخطاب إلى مكتب وزير الداخلية لإدخال عائلة أخي إلى المملكة، وتمت الموافقة، لكن ما حال دون تنفيذ السفارة للموافقة هو أن جنسية الزوجة كانت مسجلة في الخطاب «سورية» بينما هي وبحسب أوراقها الرسمية عراقية.
ما اضطرنا إلى رفع معاملة جديدة أحيلت إلى الجهات المختصة ولم يتم البت فيها حتى الآن، أحيلت إلى الأحوال المدنية منذ 3 أشهر ولم يبت فيها حتى الآن.
وناشد مبارك وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بسرعة إعادة عائلة أخيه خوفاً عليهم من المخاطر بسبب الأوضاع الأمنية الحالية في لبنان التي جعلت غالبية الدول تسحب رعاياها خوفاً عليهم، خصوصاً أنهم أطفال مع أمهم ولا محرم لديهم.
إضافة إلى أن جدهم وجدتهم لوالدهم كبيران في السن ويعانيان من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر، وقال: أصبح تفكيرهما في أحفادهما هاجساً يقلقهما. وأنه على استعداد لكتابة كافة التعهدات لتنفيذ جميع الإجراءات المطلوبة بعد دخولهم، وأنه سبق لوزارة الداخلية أخذ عينات الحمض النووي (dna) منهم، ويمكن مطابقتها مع أبناء شقيقه قبل دخولهم للمملكة.
تواصلت مصادر مع المستشار القانوني الأمين العام للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان خالد الفاخري، الذي قال إن السفارة هي التي ترفع لوزارة الخارجية وتطلب تأشيرات الدخول لهم لأنها تمثل الخارجية.
وطلب الفاخري من أسرتهم التواصل مع حقوق الإنسان لتتمكن من مساعدتهم ووعد بمتابعة الموضوع، ودعمه لكن بعد الاطلاع على الأوراق والتأكد من كافة تفاصيلها….