الأخبار السياسية والدولية

ابن طفلة: الاتحاد الخليجي يحمي المنطقة من التقلبات ويحقق الأمن الاستراتيجي

قال وزير الإعلام الكويتي السابق الدكتور سعد بن طفلة العجمي: إن الكونفدرالية تعد الشكل الأنسب لتحول دول الخليج العربي من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد. وأضاف في حوار لـ«عكاظ»، أن الاتحاد السياسي يأخذ أشكالا عديدة، والكونفدرالية أحد أشكاله، وهي في رأيي الشكل المناسب والمعقول والممكن تحقيقه عمليا.
وحول كيفية التوفيق بين مبدأ احتفاظ الدول بسيادتها والاندماج في الاتحاد الخليجي، أجاب بأن الكونفدرالية ليست اختراعا خليجيا ولا عربيا، فهي اختراع الدول والشعوب المتقدمة التي تدرك وتقدر التباينات والاختلافات بين شعوبها، وتعي أن لكل دولة استقلاليتها وخصوصيتها التي يصعب التنازل عنها، ولذلك فإنه ليس مطلوبا منا أن نعيد اختراع العجلة، بل المطلوب أن نتعامل مع بعضنا كدول شقيقة بوعي الاختلافات والخصوصيات الإقليمية، والاتحاد الكونفدرالي يبحث في توحيد السياسات الخارجية والاقتصادية والعسكرية، وهي مسائل تم وضع قواعدها بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والسوق الخليجية المشتركة ودرع الجزيرة على التوالي، وكل ما هو مطلوب هو تطوير هذه الآليات لتحقيق الاتحاد الكونفدرالي الخليجي.
وأضاف الدكتور العجمي «لا أعتقد أن هناك من يطرح موضوع الاندماج، ولا أظن أن طرح فكرة الاندماج تخدم فكرة الاتحاد، بل من غير المنطقي أصلا طرح الاندماج ونحن لم نحقق الكونفدرالية. واعتبر أنه من قبيل العبث السياسي طرح فكرة الاندماج في وقت نشهد فيه أزمات دبلوماسية بين الدول الأعضاء تمثلت في سحب السفراء والتي نتمنى أن تكون صفحة قد طويت بلا عودة بحكمة القادة والمخلصين من أبناء دول الخليج».
وحول الأبعاد الأمنية في حال الخوض في مرحلة الاتحاد، أشار ابن طفلة إلى أن المنطقة تمر بمرحلة دقيقة، وخاصة في ظل الأحداث الدامية التي تحيط بمنطقة الخليج شمالا من العراق وسوريا وجنوبا من اليمن، وفي الشرق تقع إيران التي لا يخفى طموحها للهيمنة والتدخل في الشأن العربي على أحد، وبالتالي فإن تنسيق السياسات على كافة المستويات مطلوب على شكل اتحاد كونفدرالي خليجي يحقق لنا أمنا استراتيجيا ويقينا عواصف مدمرة تحيق بمحيطنا، ولا أظننا محصنين من أخطارها تحصينا تاما، لافتا إلى أن العالم يتغير ولا يحترم سوى القوى التي تعمل على توحيد مواقفها من أجل أمنها الاستراتيجي.
وردا على سؤال حول احتمال تأثر بنية النظم السياسية لدول الخليج في حال الانتقال لمرحلة الاتحاد، قال «لا شك لدينا أن الاتحاد الكونفدرالي الخليجي يتطلب تضحيات وتنازلات قد تكون صعبة في البداية، ولكنها خير من انتظار المجهول والبقاء سجناء لتقلبات المنطقة ولعب الكبار فيها من أجل مصالحهم»، وعلينا أن نقدم بعض التضحيات، كي لا يأتي اليوم الذي نقدم فيه كل شيء -لا قدر الله-.