برازيليون يجهّزون مئات الآلاف من البنات الأطفال لـدعارة المونديال
نشرت صحيفة ميرور البريطانية أمس الأول، تحقيقا استقصائيا يكشف عن شبكات دعارة لمئات الآلاف من البنات الأطفال لمن هن في سن العاشرة أو أقل، يتم الترويج لهن في البرازيل من قبل عصابات سيكون لها دور في العرس الكروي.
وأماط التحقيق اللثام عن الظروف التي يعيشها هؤلاء الطفلات المغرر بهن، فمنهن من يعيشن على شم الغراء و منهن من أدمنّ الكوكين، في كلتا الحالتين إنهن فريسة وضحية تجار المخدرات والقوادين، الذين يستغلونهن اسوأ استغلال خاصة في هذا المونديال الدولي، الذى يستقطب مئات الألوف من المشجعين من كافة أنحاء المعمورة.
وقام معد التحقيق الذي يعمل لأكثر من 30 عاما في إعداد التحقيقات الاستقصائية عن البغاء، بانتهاز فرصة هذا العرس الكروي الكبير ليطير الى مدينة ريسفي المضيفة لإحدى المجموعات، ليجري مقابلة مع عدد من الطفلات اللائي يدرن في فلك أو دائرة البغاء الفارغة التي لا قرار لها. القوّادون الذين يتربحون من هؤلاء الطفلات بتأجيرهن لطالبي المتعة الرخيصة بمبلغ يقل عن الدولارين، يأمرون البنات الأطقال ليرتدين أزياء تظهرهن أكبر من أعمارهن الحقيقة، في العادة يتواجد هؤلاء القواد بضعة أمتار من نُزل المشجعين البريطانيين وغيرهم من الجنسيات. وأصبحت هؤلاء الصغيرات يخشين على حياتهن، بعد أن قُتلت إحدى بائعات الهوى التي لم يتجاوز عمرها 14 عاما، وتم العثور على جثتها مرمية في إحدى الشوارع. وبحسب الرواية، قتلها أحد طلاب المتعة الرخيصة المحرمة، عند ما طالبته بدفع أجرها الزهيد، الذي لا يزيد عن بضع دولارات لا تسمن ولا تغني من جوع.
وتجري هذه التجارة الرائجة على مرأى ومسمع من رجال الشرطة، الذين يجوبون شوارع سابع أغنى دولة في العالم دون أن يحركون ساكن وما يجرى في عاصمة البلاد برازيليا، يجرى في رسيفي خامس أكبر مدن البلاد. وبمجرد أن تطأ قدميك أرض المطار، يتحلق حولك سائقي التاكسي ليعرضوا عليك اصطحابك إلى أماكن المخدرات أو الجنس، كما أنك تجد هؤلاء الضحايا الصغار في مركز المدينة الذى يتجمع فيه المشجعين. وقد تظن من أول وهلة أنك بين أطفال أبرياء، لكن سرعان ما يخيب ظنك عند ما يعرضن عليك خدماتهن الجنسية، دون أن يرمش لهن رمش.
وقال كاتب التحقيق، إن ما أحزنه وحزّ في نفسه إنهن بنات أطفال بكل ما تنطبق عليهم هذه الكلمة، رغم أنهن يحاولن أن يبدين أكبر من أعمارهن، بارتدائهن ملابس تظهرهن أكبر من أعمارهن الحقيقية. وقال إنه اصطحب معه مترجما واحد القوّادين، وبدأ يتحدث إلى ثلاثة من هؤلاء البنات، واحدة تبدو أنها ليست في حالة جيدة، إما لأنها كانت تحت تأثير المخدر، أو لأنها شمت غراء.
إحدى الفتيات تدعى لوريسا (13 عاما)، حجمها الضئيل لا يناسب عمرها، لأنها شمامة غراء. كانت ممسكة بزجاجة بلاستيك تحتوى على غراء صناعي، يطلقن عليه اسما حركيا هو كولا. قالت اليافعة: عند اشتم الغراء أشعر بدوار، كما أنه يفقدني الشعور بالجوع، لذا لا أحتاج أن أتناول أي طعام، ليس هذا فحسب بل يجعلني أتماشى مع العنف والخطر المحدق في الشارع.
انضمت إليها صدقيتها رافيئلا (13 عاما)، فأخذت تحكى له كيف يتحلق حولها عشرات من طالبي المتعة المحليين والسياح وسائقي التاكسي، قالت إنهم يدفعون لها ما يساوى ثماني دولارات. وقال الصحافي البريطاني أن الفتاة حكت له قصة مفزعة عن صديقتها مايكلا (14 عاما)، التي كانت تعيش في الشارع يوم إضراب الشرطة، فالتقطها شخص بالقرب من محطة الميترو ومارس معها الجنس، فعندما طالبته بأجرها ذبحها بدم بارد ورمى جثتها، وأخبرته أن الحادث حدث قبل بضعة أسابيع.
وذكر الصحافي المحقق، أنه في هذا الأثناء مرت دورية شرطة مرتين، ولم ينبس الضباط ببنت شفه، أضاف أنه التقى بعاهرة أكبر منها تلعب دور الأم بالنسبة للصغيرات منهن، ذكرت له أنها أبلغت الشرطة باغتيال البنت، لكنه لم يحرك ساكنا. وقال إن القوّاد وتجار المخدرات يتجولون امام الشرطة ويتحركون بعلم منهم ولكن للأسف لا يقومون باي دور لينزعوا من قلوبا الصغيرات الكالحات الرعب الدائم الذى يعشن فيه.
وواصل الصحافي حديثه قائلا، إننه التقى بفتاة أخري تدعى كاليم (14 عاما)، أخبرته أنها بدأت في بيع جسدها في سن الحادية عشر ، وأنها عاشرت رجالا بعدد شعر رأسها ولا يعطونها سوى 5 ريل برازيلى ما يعادل أقل من ست دولارات. وهى متعاطية دائمة لتألكولا والخشخاش والكوكايين، الذى تحصل عليه من مروجين في الشوارع. وقالت: والدي توفى وأمي تعيش مع خالتي التي يشاركها السكن تسعة من إخوتي وشقيقاتي، توفوا ثلاثة منهم وقتل أحدهم رميا بالرصاص. وأضافت أن بقية عائلتها على علم أنها تعيش في الشارع، وأنها تبيع نفسها للجنس، حينها علق الكاتب أنه اهتز من الأعماق عند ما وصفت حياتها بالطبيعية. وقالت إنها تخشى أن يجلب كأس العالم مزيدا من الرجال الذين يرغبون في الجنس.
وفى هذا الأثناء، تدخلت امرأة (41 عاما)، قالت إنها تعيش في الشوارع منذ كانت في السابعة، وإنها تخشى على هؤلاء الطفال من خطر الرجال المحليين والسياح. وأضافت: هؤلاء الطفلات يذهبن مع الرجال، إما لأنهن تحت تاثير المخدرات، أو طلبا للمال ليشترين مخدرات. وحكت واحدة من الطفلات ما يشيب له الولدان تدعى إريكا ، وقالت: بعد ولادتي بقليل أعطتني والدتي العاهرة إلى صديق يمتلك بيت للدعارة، فقام برعايتي إلى أن بلغت سن العاشرة، فقال لي حان الوقت لتردى إليّ ما صرفته عليك طوال هذه السنوات، فضماني إلى قائمة العاهرات اللائي يعملن معه. فمنذ ذلك اليوم إلى اللحظة أمارس الجنس لأرد له ما أنفقه عليّ، ولا أدرى إلى متى سيستمر سداد ديني.