صائمو “سورية” و”العراق”: لا تثق آذاننا بـ”مدفع رمضان”
مدفع الإفطار.. قد تميزه في المملكة على أنه تم إطلاقه لهذا الغرض، بفضل الأمن الذي حفظه المولى لهذه الأرض المباركة، لكن لم تعد الآذان تثق بهذا الصوت في سورية والعراق وغيرها من بعض الدول الملتهبة، التي باتت سماؤها فضاء للقذائف، وأرضها خارطة للموت.
مدفع رمضان للإفطار، موروث تاريخي، صاحب المسلمين منذ سنوات طوال، وهو من المظاهر التي يتميز بها شهر القرآن، ويشير التاريخ إلى أن المسلمين في رمضان، كانوا أيام الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه، يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت النوم.
وعندما بدأ استخدام الأذان الذي اشتهر بلال وابن أم مكتوم بأدائه، حاول المسلمون على مدى التاريخ، ومع زيادة الرقعة المكانية وانتشار الإسلام، أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الأذان للإشارة إلى موعد الإفطار، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود.
وبات المدفع الرمضاني من المورثات التاريخية التي تراكمت عبر سنوات طوال، إذ يعد مدفع الإفطار مظهراً من مظاهر شهر رمضان المبارك، فقد ارتبط اسمه بالشهر الكريم وروحانياته، وتوارثت المجتمعات العربية منذ مئات السنين عادة إطلاق المدفع للإعلان عن حلول وقت الإفطار خلال شهر رمضان، ويعتبر مدفع الإفطار من التقاليد المتبعة في العديد من الدول الإسلامية، ويذكر المؤرخون إن القاهرة هي أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان مصادفة في أول يوم من رمضان عام 865 هـ.
وتختلف الروايات التاريخية في تحديد من هم أول من استخدم هذا المدفع لتحديد لحظة إفطار الصائمين، لكن غالبيتها تجمع على إن الأمر تم بمحض الصدفة، ومن ثم بدأت الفكرة تنتشر في أقطار الدول الإسلامية، فانتقلت إلى القدس ودمشق ومدن الشام الأخرى ثم إلى بغداد، ومنها إلى كافة أقطار دول الخليج العربية