“صراع الخلافة” يشعل “داعش”
بدأت بوادر الانقسام تظهر وسط صفوف تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بمدينة الرقة، وذلك عقب تواتر أنباء تفيد بإعلان والي “داعش” في محافظة الرقة السورية علي الشواخ المكنى بـ”أبو لقمان”، عن رفضه إعلان تنصيب البغدادي خليفة للمسلمين، وأضافت الأنباء بأن أفراداً من قبيلة “العجيل” التي ينتمي لها الشواخ بايعوه خليفة للمسلمين.
مصادر “الوطن” قي الرقة أكدت وجود خلافات سابقة طفت على السطح بين البغدادي وواليه على الرقة، كما أكدوا وجود تحركات مريبة واستنفار أمني لقبيلة العجيل، التي ينتمي إليها أبو لقمان، إضافة إلى اختفاء قيادات التنظيم الأجانب من غير السوريين عن الأنظار منذ إعلان خلافة البغدادي، وتولي القادة السوريين، خصوصاً من قبيلة العجيل للمشهد في مدينة الرقة، كما أكدت المصادر عن رواج أنباء غير معلنة حتى الآن، عن خلع أبناء القبيلة بيعتهم للبغدادي ومبايعة الشواخ خليفة للشام، إضافة إلى انتشار أنباء أخرى تفيد عن قيام تحالف بين أبو لقمان و”حسان عبود” قائد لواء “داوود” الذي كان يقاتل على جبهة إدلب في صفوف صقور الشام ومن ثم انفصل عنها، ليقاتل بشكل منفصل، ومن ثم فاجأ الجميع بمبايعته للدولة الإسلامية وعودته إلى الرقة الأسبوع الجاري.
وعرفت عن أبو لقمان في السابق مواقفه المعادية للمقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم، حيث وصفهم في بعض تصريحاته بأنهم مرتزقة، كما دعا في عدة مناسبات إلى طردهم من سورية، إلا أنه تراجع فيما بعد بضغوط من البغدادي وبعض قادة التنظيم، كما يتهم الشواخ أيضاً، بأنه المسؤول عن مقتل أمير جبهة النصرة بالرقة أبو سعد الحضرمي.
وفي الجهة الجنوبية وفي درعا بالتحديد، أصدرت المحكمة الشرعية العاملة في درعا والمعروفة باسم “الكوبرا” حكما بإعدام امرأة تدعى إبتسام لطفي الحسن، بعد ثبوت عمالتها لنظام الأسد وتقديم معلومات تجسس عن الأشخاص الفاعلين داخل المجتمع، إضافة إلى تقديم معلومات أسهمت في تسليم قيادات من الفصائل المقاتلة. وجاء في بيان وزعته المحكمة، أن التحقيقات أثبتت تورط الحسن في التجسس لصالح النظام، والمساهمة في تسليم قيادات فصائل مقاتلة له، دون أن يعطي البيان تفاصيل عن تلك العمليات، وقالت المحكمة في بيانها: “إنها قررت إيقاع أشد العقوبة بالجاسوسة، وحكمت عليها بالإعدام”، كما نوهت إلى وجود أشخاص آخرين متورطين بنفس بالعمالة للنظام، وأنه ستتم ملاحقتهم للقبض عليهم وتنفيذ حكم الله فيهم. وكانت نفس المحكمة قد حكمت في وقت سابق بإعدام 9 عملاء من عائلة نافذة بدرعا، وذكرتهم بأسمائهم الصريحة، موضحة أن تهمتهم الأساسية تتمثل في العمل لصالح النظام.
في سياق منفصل، انتخب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس هادي البحرة رئيساً جديداً له، خلفاً لأحمد الجربا، بعد اجتماعات مطولة. وجاء في بيان للائتلاف “انتخبت الهيئة العامة خلال اجتماعها فجر اليوم هادي البحرة رئيساً للائتلاف”. وفي جلسة أخرى عقدت بعد الظهر، تم انتخاب نصر الحريري أميناً عاماً للائتلاف، وكل من محمد حسين قداح، وعبدالحكيم بشار ونورا الأمير نواباً للرئيس.
يأتي ذلك فيما كشفت الولايات المتحدة أن برنامجها لتدريب وتسليح المعارضة السورية سيدخل حيز التنفيذ في بداية شهر أكتوبر المقبل. وقال المتحدث باسم البنتاجون الأدميرال “جون كيربي”: “إن الأموال التي كان الرئيس باراك أوباما قد طلب من الكونجرس تخصيصها لتسليح وتدريب المعارضة السورية ستكون متوفرة في أكتوبر”. وأن وزير الدفاع “تشاك هيغل” أعطى توجيهاته لطاقم الوزارة للشروع في تجهيز خطط تفصيلية تتعلق بكيفية توزيع هذه الأموال ومكان إجراء التدريبات والوقت الذي سوف تستغرقه، مضيفاً أن الأهم من ذلك هو كيفية انتقاء المقاتلين الذين سيخضعون للتدريب.