«سعوديات» يمتهنَّ دفع العربات في الحرم المكي بحثاً عن “ريال حلال”
تحت وطأة تعب الصيام وحرارة الشمس امتهنت سعوديات دفع عربات المعتمرات في المسجد الحرام ساعات طويلة، للخروج بمبالغ مالية شريفة تسد عنهن حاجة السؤال.
تم التحدث مع عدد منهن لمعرفة ما يقمن به وماذا دفعهن إلى هذا العمل القاسي، وتقول أم محمد الشريف وفقا لصحيفة الشرق «هجرني زوجي وأنا أم لـ12 من الأبناء الصغار، فمررت بأيام من الجوع والقهر والألم، فلجأت إلى باب بيت الله الحرام وأخذت ابنتي (17 سنة) لنطلب ما عند الله ونعمل أي عمل شريف يسد الجوع والظمأ عني وعن أبنائي، وهأنا لا قوة لي للعمل، فأنا امرأة كبيرة في السن ولا أقوى على الحراك والعمل، ولكن آتي مع ابنتي كل يوم لمراقبتها والوقوف معها، ونحن نعمل على هذه العربة لمساعدة النساء المعتمرات غير القادرات على أداء العمرة، ورغم مشقة العمل هنا إلا أن الريال الحلال خير لي من أن أكتفي بمد يدي للناس أو أمدها للحرام».
وصرخت أم مها العنزي قائلة «ظُلمت وتزوجت صغيرة السن ولم أكمل تعليمي الابتدائي، وأنجبت ابنتي مها، وبعد سنوات طلقني زوجي وابتعد عني القريب ولم يمد لي الغريب يد العون، وما كان لي إلا أن أذهب للبحث عن عمل شريف أحصل به على ما يحقق كفايتي أنا وابنتي، ولكن لأنني لست متعلمة لم يقبل أحد توظيفي، وكنت موجودة في الحرم كثيراً وأرى أن بعض المعتمرات يرغبن في مَنْ يعرف ويستطيع أن يؤدي بهن العمرة من طواف إلى سعي، فأقدمت على ذلك». وأضافت «أعمل هنا منذ 4 سنوات، وعلى الرغم من صعوبة العمل إلا أنني أرغب في العمل الشريف لأتمكن من أن أحقق كفاية ابنتي (16 سنة) لتكمل تعليمها، وأعمل حالياً في رمضان 12 ساعة يومياً لاستغلال فترة رمضان التي يكثر فيها المعتمرون لأتمكن من جمع مبلغ إيجار شقتي، التي أقطن فيها برفقة ابنتي».
أم عبدالله العتيبي تحدثت عن ظروفها، التي دفعتها للعمل، وقالت «ظروفنا قاهرة وزوجي رجل كبير ومتقاعد عن العمل وأنا أم لـ4 من الأبناء، وتكاليف الحياة الآن ترهق مَنْ هم على وظائف، فما بالك بعائلة دخلها الوحيد راتب تقاعد ومسكنهم شقة إيجار».
وتضيف «أمضيت هنا أكثر من 5 سنوات أعمل في الحرم وأطلب فضل الله، ويتفاجأ كثيرون عندما يعلمون أن امرأة سعودية تعمل هنا، بل لا يصدق بعضهم أنني سعودية وأعمل هذا العمل، والآن أعمل برفقة أبنائي الأربعة، فنحن لا نتقاضى كثيراً، خصوصاً خارج شهر رمضان والحج، ونعمل على هذه العربات ساعات، ولكننا راضون بما أراد الله لنا ونحمد الله دائماً وأبداً».