الأخبار السياسية والدولية

مساعي وقف النار بـ”غزة” تتواصل.. وإسرائيل تلوح بتوسيع الحرب

استمرت المساعي الدولية أمس، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة لمدة 5 أيام، يجري خلالها الاتفاق على تنفيذ المطالب الفلسطينية المتعلقة بوقف العدوان على غزة، ورفع الحصار، وإنهاء المناطق العازلة في محيط غزة، وإطلاق سراح أسرى.
يأتي ذلك في وقت واصلت الحكومة الإسرائيلية لليوم الثامن عشر على التوالي الاستفراد بقطاع غزة، بقصف جوي وبحري وبري، مما أدى إلى استشهاد 51 فلسطينيا، ورفع إجمالي عدد الشهداء إلى نحو 700 شهيدا، و4640 جريحا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، بحسب مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور أشرف القدرة.وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف لـ”الوطن”، إن الحديث حاليا يتركز على وقف إطلاق نار، أيا كان تسميته سواء وقف إطلاق نار أو هدنة أو هدنة إنسانية، ومن ثم يتم الاتفاق سريعا في غضون 5 أيام على المطالب الفلسطينية، وهي رفع الحصار، وفتح المعابر، وإنهاء المنطقة العازلة، وتوسيع منطقة الصيد في غزة، والإفراج عن الأسرى الذين أعيد اعتقالهم من صفقة شاليط وأعضاء المجلس التشريعي والدفعة الرابعة من الأسرى القدامى.وأضاف “كل الجهود تتركز على هذا التوجه الآن، وقد تم تسليم هذه المطالب إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يوم أمس، وتم الاتفاق مع الأشقاء المصريين على أن هذه هي لائحة تفسيرية ولا تخل بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل قد اشترط رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة؛ للقبول بهدنة إنسانية في القطاع.
وتتردد إسرائيل في الموقف بشأن هذا الاقتراح، إذ في حين رجح مسؤول إسرائيلي القبول بهدنة تستمر 5 أيام بدءا من يوم غد السبت، فان مسؤولين إسرائيليين آخرين لوحوا بتوسيع الحرب ضد غزة.وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عزمه الاستمرار في العملية العسكرية في قطاع غزة، وذلك في خضم جهود دولية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة.وقال بعد لقائه مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، في الكنيست في القدس الغربية: “لقد أطلقنا العملية العسكرية من أجل استعادة الهدوء إلى المواطنين الإسرائيليين. ونحن سنستعيده. لقد بدأنا بالعملية البرية أولا؛ من أجل التعامل مع منظومة الأنفاق، وفعلا يتم التعامل معها، صحيح أنه لا توجد ضمانات لتحقيق النجاح بنسبة %100، ولكن الجيش حقق إنجازات ملموسة على الأرض، ونحن نستمر في هذه العملية”.وأضاف “كما يواصل الجيش ضرب حماس والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وهو يقتل الكثير من المخربين، ويأسر الكثير منهم، وهذه العملية مستمرة أيضا. سنقوم بكل ما هو مطلوب من أجل حماية المواطنين الإسرائيليين، ونقوم بذلك بشكل يتحلى برباطة الجأش وبالصبر وبوحدة الصف”.
في الغضون، فقد أطلق فلسطينيون عشرات الصواريخ على مدن الوسط في إسرائيل، بما فيها مدينة تل أبيب، وجنوبي إسرائيل، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض عدد من الصواريخ فوق عدد من المدن في وسط إسرائيل.
ولم يتوقف إطلاق الصواريخ على جنوبي ووسط وشمالي إسرائيل منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، على الرغم من إعلان إسرائيل أن هدف حربها هو وقف الصواريخ.
عسكريا، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 32 جنديا في غزة منذ بدء العملية البرية في القطاع، فيما أعلن عن الجندي أورون شاؤول في عداد المفقودين، علما بأن حماس أعلنت أسره.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه يعالج في مستشفيات إسرائيلية 137 جنديا إسرائيليا جرحوا خلال المعارك في غزة، ووصفت حالة أحدهم ببالغة الخطورة، فيما وصفت حالة أربعة آخرين بالخطيرة.
من ناحية أخرى، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي قيودا مشددة على إحياء المصلين المسلمين ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك، حيث منعت من هم دون الخمسين عاما من الدخول إلى المسجد.وتحولت مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، حيث انتشر الآلاف من عناصر الشرطة والجيش الإسرائيليين في أنحاء المدينة، خاصة على مداخل القدس القديمة وأزقتها وبوابات المسجد الأقصى.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن الإجراءات الاحتلالية المشددة ستستمر اليوم الجمعة أيضا، حيث صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.
الوطن