الأخبار المحلية

مطالب شعبية باستنساخ تجربة “تواصل الديوان” في إمارات المناطق

ختصارها للزمن والمسافة، شجع على دعوات لاستنساخها.. على هذا النحو جاءت النتائج التي أسفر عنها تطبيق الديوان الملكي لتجربة “بوابة تواصل” الإلكترونية، التي اختصرت الجهد، وجنبت العشرات تكبد عناء السفر إلى كل من الرياض وجدة من أجل الحصول على فرصة الدخول إلى الديوان والتعقيب على معاملاتهم هناك.
تلك الحالة الإيجابية الناجمة عن تطبيق “تواصل”، أعلت من مطالب مواطنين بضرورة استنساخ التجربة في إمارات المناطق، بغية تسهيل استقبال القضايا والشكاوى المقدمة من أهالي تلك المناطق بكل يسر.
المواطن محمد العضيب أحد المطالبين بتطبيق هذا النموذج الذي تم تدشينه مؤخراً في الديوان الملكي، على جميع إمارات المناطق تسهيلاً على المواطنين، ووقوفاً على الحقائق التي يعانيها كل مواطن جراء تجاوزات، إما مقاولين أو جهات حكومية أو حتى المسؤولين أعينهم.
ولم تكن المواطنة فاطمة البقمي، بعيدة عن تلك المطالب، إذ قالت: هناك نساء في مجتمعي يتعرضن للإيذاء في منازلهن ولا يستطعن الخروج إلى الإدارات الحكومية أو حتى الإفصاح عما تعانيه إحداهن من مشكلات داخل بيتها، إما أن المسؤول عنها مدمن لمخدرات أو أنه ظالم لحقها في الزواج أو غيره من المشكلات، وما يعلن عنه من أرقام للعضل أعتقد أنه بسيط مقابل عدد من لا نعلم عنهن.
في المقابل يرى الكاتب فضل البوعينين أن الأصل في الخدمات أن تكون متاحة بدون مطالبات بتوفيرها، وأن تختص المحاكم في معالجة الشكاوى؛ والنظر في القضايا بكل يسر وسهولة دون الحاجة إلى رفعها لمستويات عليا، مضيفاً “لكن وللأسف الشديد فظهور بعض التقصير يؤدي إلى ظهور المظالم وتراكمها؛ ما يدفع بأصحابها إلى البحث عن جهات عليا للنظر فيها؛ ومن هنا ظهرت أهمية التواصل المباشر مع أصحاب المظالم؛ والحاجات الملحة؛ وعلى رأسها الخدمات”.
وأضاف البوعينين “أعتقد أن تسخير التقنية لخدمة المواطنين والتواصل معهم؛ والاستماع لهم مباشرة دون وسائط؛ أمر غاية في الأهمية، وأحسب أن رئيس الديوان الملكي خالد التويجري أسهم بشكل كبير في اختصار المسافات وإزالة الحواجز بين أصحاب الحاجات؛ والديوان الملكي أحدث نقلة نوعية في التواصل مع المواطنين متوافقة مع متطلبات العصر”.
وأكد البوعينين أن تسخير التقنية للحصول على وجهات النظر المختلفة يعد من أساسيات قياس الرأي العام حاليا؛ فكيف إذا ما تم تسخيرها لتلقي الشكاوى مباشرة من المواطنين.
ووصف البوعينين خطوة الديوان الملكي بالموفقة والمباركة؛ وسيكون لها انعكاسات إيجابية، ليس على معالجة الشكاوى المرسلة فحسب؛ بل إن تأثيرها سيطال جوانب مختلفة، ربما أسهمت في خلق رؤى جديدة لدى متخذ القرار.
وأشار البوعينين إلى أن التغذية المعلوماتية المباشرة من المواطنين إلى ولي الأمر تساعد كثيرا في معالجات الكثير من القضايا التي لا تحتاج إلا إلى فهم دقيق لوصف العلاج؛ خاصة مع تشكيل فريق عمل متخصص لفرز وعرض القضايا المرفوعة للديوان من خلال قناة التواصل الإلكترونية.
واستدرك البوعينين في حديثه بالقول: بالنظر إلى مساحة المملكة وعدد المناطق وحجم السكان، يمكن القول إن قناة “تواصل” ربما لا تستطيع التعامل مع القضايا الإغراقية التي تطرح من خلال البوابة الإلكترونية، كما أن كثيرا من تلك القضايا ذات أبعاد وتشعبات تستدعي الدراسة المطولة والتدقيق؛ وبذلك يمكن القول إن استنساخ بوابة “تواصل” في إمارات المناطق أمر غاية في الأهمية.
وأردف فضل البوعينين قائلاً: “بحسب ظني أن بعض إمارات المناطق تطبق حاليا التواصل الإلكتروني لتلقي الشكاوى مباشرة من المواطنين؛ ومن ضمنها إمارة المنطقة الشرقية، والقنوات الإلكترونية ستساعد كثيرا في اطلاع الإمارات على أداء الإدارات الحكومية ونوعية الخدمات المقدمة للمواطنين وأية قصور أو ظلم قد يقع على المواطن”، مستدركاً “ولكن يجب أن نقول إن فلترة القضايا ليس بالأمر السهل في مجتمع يسعى دائما إلى طرق أبواب مختلفة في القضية الواحدة”.
وقال البوعينين: برغم إيماني بأهمية قنوات التواصل إلا أنني أؤمن بأن تحقيق العدالة وتقديم الخدمة المتميزة للمواطنين هما الأصل؛ وهي ما يقلل من حجم الاعتراضات المرفوعة، أما حسابات التواصل على تويتر فهي مهمة لنقل المعلومات وتلقي ردود الأفعال من المواطنين، وفي النهاية فالكفاءة في التعامل مع المعلومات الإلكترونية هي أساس النجاح.
وأيد البوعينين فكرة أن تأخذ إمارات المناطق نموذج “تواصل” وأن تطبقه في مواقعها الإلكترونية، مطالباً بضرورة محاسبة كل من قصر في معالجة قضايا المواطنين حتى اضطر أصحابها لعرضها على إمارة المنطقة.
وعن توقعاته بنجاح أو فشل تطبيق هذه الخطوة في إمارات المناطق، بين البوعينين أن النجاح في قنوات التواصل الإلكترونية؛ وفي أي قناة تواصل أخرى؛ والنجاح أيضا في التعامل مع القضايا يعتمد في الأساس على اهتمام المعني بها، وبذلك يعتقد فضل أن أي قناة تواصل لا يتم الاهتمام بها من المسؤول لن يكتب لها النجاح، مشيراً إلى أن اهتمام أمير المنطقة بالقضايا المتدفقة إليه عبر بوابة التواصل الإلكتروني هو الضامن لنجاحها، مردفاً “ومن تجربة شخصية أجد أن هناك تنامياً في اهتمام المسؤولين بالقضايا التي ترفع لهم من خلال قنوات التواصل ومنها تويتر؛ بل أجد أن هناك ردوداً صريحة على من تقدم بملاحظاته على بعض الإدارات الحكومية.
وطالب البوعينين كل وزير وكل مسؤول ممن لوزاراتهم علاقة مباشرة بالمواطنين، بإنشاء قناة تواصل إلكترونية مع المواطنين، مبيناً أن هناك عدداً من الوزراء الفاعلين إلا أن بعض إداراتهم لا تعمل وفق كفاءتهم، خاصة عندما تتوزع الإدارات في مناطق مختلفة، مضيفاً “الوزير والمسؤول في حاجة ماسة لمعرفة ما يحدث وإن كان على بعد آلاف الكيلومترات، والخدمات الإلكترونية أتاحت لهم تقنية آمنة وسريعة لتلقي ردود الأفعال وشكاوى المواطنين واقتراحاتهم، وأعتقد أن تدفق المعلومات يساعد كثيراً في تطوير الأداء؛ ومكافحة الفساد؛ وتحقيق أمنيات وتطلعات المواطنين”.
الوطن