زيارة “السعوديين” للمرضى في العيد تثير إعجاب “الأميركان”
فيما كان يأمل السعوديون بأميركا في العودة لقضاء العيد مع أهاليهم على أرض الوطن، منع المرض بعضهم من تأدية صلاة العيد مع الجاليات المسلمة في المدن التي يقيمون فيها، وأقعدهم على الأَسرة البيضاء.
هذا الحرمان المضاعف لم يخففه عنهم سوى التواصل المرئي مع ذويهم عبر الهواتف الذكية، وزيارات بعض المواطنين والخليجيين الذين جاؤوا للعلاج، أو المرافقة، أو الدراسة.
إذ تعدّ زيارة المريض في المملكة والخليج واجبا دينيا واجتماعيا، حتى دون سابق معرفة.
وفي مدينة روشستر بولاية منيسوتا وفقا لصحيفة الوطن أدى السعوديون والخليجيون صلاة العيد مع أكثر من خمسة آلاف مسلم في الصالة المغطاة بكلية المجتمع والتكنولويجا في المدينة، ثم اتجهوا إلى معايدة المرضى المنومين في مستشفيي “السانت ماري”، و”المثادست” التابعين لـ”مايو كلينك” في لفتة جميلة أثارت إعجاب الجالية العربية والمسلمة في الولاية، بل وإعجاب الأميركيين.
فوجئ موظفو التمريض الأميركيين في الدور الثامن بأعداد الزوار، وارتداء بعضهم الزي الوطني المميز.
وعبرت مسؤولة التمريض في القسم عن دهشتها، وتقديرها لحرص المسلمين على زيارة المرضى في العيد، ومشاركتهم هذه المناسبة، وقالت إن “الزيارة بهذه الأعداد، واستخدام كاميرات التصوير غير مصرح بهما في المستشفى، إلا أن العيد هو استثناء”، وسمحت بتصوير المرضى المسلمين فقط.
وحظي المبتعث عبدالرحمن الدايل، الذي خضع لعملية جراحية في ذراعة قبل العيد بجانب من الزيارات، وتجلت الابتسامة على وجهه وهو يرى هذا العدد من الأشخاص وقد حرص على تهنئته ومشاركته فرحة المناسبة.
وقال الدايل إن “العملية التي خضعت لها كان هدفها معالجة مشكلة في العصب بذراعي الأيسر حدثت إثر حادث مروري تعرضت له، والأمور تسير على ما يرام”.
وعبر عن حزنه لعدم تمكنه من أداء صلاة العيد كما يحدث كل عام، وأضاف أن “جرعة طبية أخذتها في الوريد بقسم التنويم لليوم الواحد منعتني من أداء الصلاة مع بقية المسلمين في المدينة”.
وأكد الدايل أن “قضاء العيد بعيدا عن الأهل في المملكة مؤلم، نظرا للطبيعة الخاصة للاحتفال هناك، ولكن زيارات بعض الزملاء والأصدقاء والسعوديين لي في المستشفى خففت الوضع قليلا، كذلك التواصل مع الأهل والأقارب عن طريق برامج الاتصال المرئية في الهواتف الذكية مثل “تانجو”، و”سكاي بي” أو النصية مثل “واتس أب” خففت كثيرا من غربة العيد”.
ويقول يحيى خواجي أحد الزائرين “أنا وزملائي المقيمون في “الريفر فيو” حرصنا على تهنئة المنومين بالعيد، ومشاركتهم فرحتهم”.
في حين أكد الكويتي غازي المطيري، أن زيارتهم لـ”الدايل” وغيره من المرضى المنومين هي من باب الواجب الديني والاجتماعي”.
أما عبدالرحمن العنزي “١٤ عاما” فقال: “جدولنا في اليوم الأول من العيد بدأ بالصلاة، ثم الاجتماع في الديوانيات للمعايدة، وبعدها بدأنا في زيارة المستشفيات لمعايدة المنومين من السعوديين والخليجيين والعرب، ثم الذهاب إلى مدن قريبة لغرض الاحتفال والترفيه”.