الأخبار المحلية

فرسان الطرق.. مجموعة تطوعية لعلاج أعطال السيارات مجانًا

فرسان الطرق؛ مجموعة من شباب الوطن نذروا جهودهم لمساعدة المتعطلين بالطرق والصحارى في كافة المناطق مجاناً، ابتغاءً للأجر والثواب، عملاً بحديث المصطفى ﷺ: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.

مؤسس المجموعة؛ عبدالرؤوف ناشر أبو فارس، قال في حديثه لـتواصل: كانت لدي الخبرة في أعطال السيارات منذ سنوات، وكنت أخصص وقتاً يوميًا لمساعدة المتعطلين على الطرقات، ومع مرور الوقت رأيت أشخاصًا لديهم نفس التوجه لمساعدة الناس، بل وأفضل مني حيث يوجد في كل مدينة أشخاص جاهزون لخدمة المحتاج بدافع ديني لوجه الله ثم وطني؛ ففكرت في المشروع وقمت بعمل مجموعة تضم هؤلاء الفرسان وقمت بعمل إعلان تطوعي لاستقطاب فرسان الخير والدراية بهذا المجال، وقد فوجئت بإقبال كبير من كثيرين، وبعضهم لديه الاستعداد للمساعدة وإن كان المستهدف دعمه يبعد مسافة 200 كيلو.

وأوضح أن أغلب المتطوعين لديهم الخبرة في إصلاح الأعطال، وإنهم لا يتجاوزون سيارة متعطلة إلا ويصلحوها أو يعينوا أصحابها؛ لافتًا إلى أن عدد المتطوعين بلغ أكثر من 200 أغلبهم موظفين وطلاب، ومنهم في وظائف مرموقة.

وعن مرحلة البدء، قال عبدالرؤوف ناشر: بدأنا في منطقة الرياض ومن ثم منطقة القصيم وبعدها قمنا بالانتشار في أغلب مناطق المملكة، واليوم نتواجد في ٦ مناطق، حيث يوجد بمنطقة الرياض وضواحيها 47 متطوعًا، والقصيم 42، والشرقية 34، و30 متطوعًا بالمنطقة الشمالية، أما المنطقة الغربية فيوجد 27، وأخيرًا المنطقة الجنوبية يوجد 19 متطوعًا حتى الآن.

وفيما يتعلق بأدوات المساعدة والطوارئ لتقديم المساعدة وإغاثة المتعطل، أوضح أنها تشمل أجهزة ومعدات سحب المركبات وأدوات ومفكات ورافعات ومنافيخ وعبوات إطفاء حريق وتعبئة بنزين وزيت ووصلات كهربائية، وغير ذلك من أفضل المعدات الحديثة في هذا المجال.

وذكر أن من نماذج هذه المواقف الخيرة على سبيل المثال، في طريق السفر سكاكا حائل الجديد بطول 350 كيلو متر لا توجد محطات وقود، وفي الساعة ٢ صباحاً كانت هناك مركبة متعطلة تقل عائلة وكانت الرياح والأتربة شديدة فقمنا بمساعدتهم بعد أكثر من ثلاث ساعات تعطل في الطريق المقطوع، وقمنا بعدها بإصلاح العطل خلال نصف ساعة وأكملوا طريقهم وقمنا بالتواصل معهم للاطمئنان عليهم، وغيرها من المواقف اليومية كثير.

ومن المواقف الطريفة التي واجهتهم، قال: هناك الكثير من المتصلين يراسلوننا على أرقامنا، ظناً منهم بأننا نبيع سيارات أو نقوم بتغيير قطع الغيار مجاناً وهذا يسبب حرجًا للكثير منا، فنحن نقدم الخدمة فقط مجانًا وأن نوفر شيئًا أثناء علاج الخلل وإلا فلا نملك ذلك.

وفي رده على سؤال هل تتلقى المجموعة دعمًا ماليًا من أحد، قال: لا نستقبل أي دعم مادي أو عيني من أي جهة ولسنا بحاجة إلى المال، مؤكدًا ترحيبه بالتعاون مع الدفاع المدني والهلال الأحمر وأمن الطرق.

وعن مساهمتهم مع المتطوعين الآخرين في الأعمال البحثية عن المتعطلة مركباتهم والمفقودين في الصحراء، أوضح: نعم نساهم وكان آخرها قبل أسبوع في صحراء الخرج.

وفي ختام حديثه، طالب الجميع بمتابعة موقعهم الإلكتروني، حيث يوجد أرقام المتطوعين في أغلب مناطق المملكة، ويدخل إليه أكثر من 1000 زائر يوميًا، مشيرًا إلى أنه يتم التنسيق مع جهة حكومية من أجل العمل تحت مظلتها رسميًا قريبًا.