«الشرائع» تحتضن رفات النجمي..ووالدته تكشف مستجدات القضية
يوارى رفات الحدث أسامة النجمي (17 عاما) الثرى اليوم بمقبرة الشرائع، بعد انتهاء الطب الشرعي من فحص جثته، التي عثر عليها قبل عدة أشهر من قبل أحد الرعاة في منطقة صحراوية بجعرانة على طريق الصهوة.
وتعود تفاصيل الحادثة بحسب صحيفة “عكاظ” إلى ما قبل عامين عندما طلب النجمي من والدته السماح له بالخروج في نزهة برفقة صديقه وجاره ولم يعد، ليتم فك لغز اختفائه قبل عدة أشهر بعثور أحد الرعاة على جثته ملقاة في منطقة صحراوية بجعرانة على طريق الصهوة، فأبلغ الجهات الأمنية التي باشرت الموقع وأحالت الجثة إلى الطب الشرعي للتأكد من هويتها، حيث أكدت شرطة منطقة مكة المكرمة في بيان لها قبل شهرين على لسان المتحدث الرسمي المقدم الدكتور عاطي بن عطية القرشي، تطابق تحاليل DNA مع الجثة وأسرة المفقود، وتم ضبط ثلاثة مواطنين تتراوح أعمارهم ما بين ١٥ إلى ١٨عاما بتهمة قتل الحدث أسامة النجمي قبل سنتين لوجود دوافع أخلاقية تجاههم، مبينا اعتراف المتهمين بارتكابهم للحادثة وهم رهن الاعتقال لحين استكمال باقي التحقيقات وإحالة أوراقهم للجهات المختصة.
يشار إلى أن أحد الجناة الثلاثة يعد جارا للمجني عليه منذ أكثر من عشر سنوات وزميله في الصف بالمدرسة المتوسطة.
من جانبه قالت فاطمة الشعبي والدة الحدث المغدور يوم موارته الثرى ودموع الألم تخنق صوتها المكلوم على من قالت عنه الابن والصديق والأمل الذي مات قبل بلوغ مراده: «اليوم أدفن قطعة من قلبي مع جسد أسامة الذي راح ضحية مثابرته واجتهاده ورغبته في تحقيق طموحاته والنهوض بذاته ورفع مستوانا المعيشي، كما كان يحلم ويعدني في كل لحظة وفي كل موقف يصعب علينا الحصول على ما نريد أو يتعذر علينا جلب احتياجاتنا؛ بأنه سيأتي اليوم الذي يحقق لي ولأشقائه كل مطالبنا ويشتري لنا بيتا يريحنا من هم الإيجار، كنت أخشى عليه من تفوقه الدراسي وتميزه عن أقرانه في الصف بأن تصيبه أعين الحاسدين وتفتك به، ولم أدرك بأن من كنت اعتبره بمثابة الابن والجار والصديق لأسامة هو يخطط لاغتيال فرحة عمري، وسندي على متاعب الحياة ولوعة الحاجة والفقر».
وذكرت الشعبي لذات الصحيفة بأنها وأشقاء المغدور كانوا رافضين استلام الجثة قبل استكمال كافة التحقيقات وتصديق الجناة على اعترافاتهم في المحكمة؛ إلا أن ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام والمكلف بالتحقيق في القضية أصر على استلام الجثة لانتهاء الطب الشرعي من فحصها ولعدم وجود جدوى من بقائها في مشرحة مستشفى الملك فيصل «الششة»، حيث تم إشعارنا باستلامها منذ شهر رمضان المنصرم، وإلا سيتم دفنها عن طريقة جهة التحقيق، ما اضطرنا إلى قبول أمر الدفن وإنهاء جميع الإجراءات، منوهة أن أملها في عدالة الله ثم في جهود رجال الأمن في مواصلة التحقيقات مع الجناة وانتزاع الاعترافات منهم حتى ينالوا جزاءهم على الجرم الذي ارتكبوه في حق ابنها اليتيم.