“الشورى”.. مشادة بين الرئيس وعضو برعاية “الكونجرس”
قد لا يكون عضو مجلس الشورى الدكتور سلطان السلطان يعلم أنه في الوقت الذي دخل فيه مشادة مع رئيس المجلس الدكتور عبدالله آل الشيخ في أول جلسة تستهل بها المؤسسة البرلمانية أعمالها بعد إجازة ناهزت الشهرين، كان هناك ما لا يقل عن 15 من كبار مستشاري ومساعدي “الكونجرس الأميركي” يراقبون الوضع عن كثب، حينما دلفوا إلى الشرفة المخصصة للزوار، وأخذوا أماكنهم، ووضعوا سماعات الترجمة على آذانهم.
نقطة الخلاف الرئيسة بين العضو والرئيس، تشكلت حينما عمد الدكتور آل الشيخ إلى إيقاف السلطان خلال إدلائه بمداخلته، بغرض الاستيضاح منه حول ما يريد أن يوصله بالضبط، وهو ما جعل من فائرة العضو تفور اعتراضا على مقاطعته.
وبحسب صحيفة الوطن قد يكون ما جرى أمام مستشاري “الكونجرس” جاء في وقته بالنسبة لمجلس الشورى، إذ كشف بشكل جلي وأمام الضيوف القادمين من بلاد العم سام، مدى الديناميكية التي يتمتع بها أعضاء المجلس، وتفاعلهم مع الموضوعات المطروحة، وتمسكهم بحق الكلام تحت القبة، ورفضهم لأي إجراء يؤدي إلى قطع حديثهم. وكان عضو الشورى الدكتور سلطان السلطان، يعلق على توصيات اللجنة التي درست تقرير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وذهب في وجهة نظره إلى أن التوصيات في مجملها إجرائية، وأن هناك أهمية في تشجيع مراكز البحوث في الجامعات؛ للتوسع في صناعة تقنية المعلومات لأنها الاستثمار المستقبلي الأهم، مضيفا بالقول: “الاعتماد على البترول وحده لا يكفي في هذا العصر”.
رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ، تداخل مع العضو السلطان في الوقت الذي كان فيه العضو يدلي بمداخلته، مما دفع بالأخير لأن يطلب من آل الشيخ عدم مقاطعته؛ لاسيما وأن الوقت المسموح له بالحديث خلاله لم ينفد بعد، وقال له: “قطع الأفكار ليس بالأمر الجيد”.
ولم يعلم آل الشيخ أن محاولته لاحتواء الموقف عبر تأكيده أن الهدف من المقاطعة هي مساعدة العضو السلطان في إيضاح فكرته، كانت سببا في زيادة تعقيده، إذ رد عليه العضو بقوله: “ما أحتاج أحدا يساعدني.. أنا إن بغيت أساعدك”، ليدخل المجلس عقبها في موجة ضحك قد لا تكون مبررة بالنسبة للضيوف الأميركيين لأن الموقف كان طبيعيا.