رئيس «الحسبة» : لا يمكن أن يحمل أعضاؤنا «أسلحة» .. لسنا كتيبة عسكرية
قطع الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الطريق على بعض المطالبين بتسليح رجال الهيئة أسوة برجال الضبط الجنائي في وزارة الداخلية، مؤكدا أنه لن يتم تسليح أي عضو في الهيئة بسلاح، كما أنه لن يرضى بأن يصبح جهازه كتيبة من كتائب الجيش، ليخرج بذلك عن الهدف الذي أنشأ عليه بمنهج الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
وقال لـ “الاقتصادية” الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ الرئيس العام لـ “الهيئة”: إن مثل هذه المطالب تخالف الهدف الذي أنشأ عليه جهاز الهيئة في دوره الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من خلال الصبر والاحتساب، ومنافياً لمنهج الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، مشيراً إلى أن جهاز الهيئة ليس جلاداً وأعضاؤه ليسوا بجلادين، بل إنهم دعاة رحمة، ولن يحمل المحتسب سلاحاً عدا سلاح الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، كون حمل السلاح يخرج الجهاز عن إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليصبح كتيبة من كتائب الجيش.
وأشار آل الشيخ إلى أن المجال الوحيد لوجود السلاح يتم من خلال مرافقة رجال الشرطة مع رجال الهيئة في القضايا الخطيرة التي يباشرونها لكي يقوم كلٌ بدوره وليصبح العمل أكثر تنظيماً.
وعن مطالبات رجال الهيئة التي لم تتحقق حتى اللحظة منذ عام 2008 بمنحهم بدل ميدان نظراً لما يعترضهم من خطر عند دهمهم، ونتيجة إصابة أعداد من رجال الهيئة من قبل المتهمين، أوضح آل الشيخ إلى أنه من قبل مطالبات رجال الهيئة الميدانيين بصرف بدل ميدان لهم، فقد حرص الجهاز على منحهم مكافآت خارج الدوام، إضافة إلى منحهم بدل العمل في المناسبات والأعياد وهي تعتبر حافزا لهم، مضيفاً: “وفيما يخص منحهم بدل الميدان فقد سبق أن رفعنا للجهات العليا لمنحهم زيادة على الراتب بمقدار 20 في المائة، مبيناً أن النسبة ليست نهائية ومن الممكن أن تزيد أو تنقص بعد إبداء الرأي والاطلاع على المشروع الذي يقبع حالياً تحت الدراسة والبحث.
وأكد آل الشيخ أن إقرار بدل الميدان لأعضاء الهيئة ليس بالأمر الهين أو البسيط كون أعداد الأعضاء بالآلاف، لافتاً إلى أن الجهات المعنية تعمل على دراسة النظام المرفوع إليها لتحديد آلية صرفها.
وعلى خلفية شج مبتز رأس عضو في هيئة الأمر بالمعروف في منطقة الجوف عقب دهم رجال الهيئة للموقع، أبان آل الشيخ أنه يتوقع حدوث مثل هذه الإصابات لأعضاء الهيئة، حيث أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر قد يفاجأ بمثل هذه التصرفات من قبل المرضى النفسيين والمختلين عقلياً.
وبين آل الشيخ أن دعوة المصطفى محمد – صلى الله عليه وسلم – بدأت باللين والحكمة وبالرحمة ولم يستخدم السلاح من قريب ولا من بعيد، مشيراً إلى أن جميع شباب وشابات الوطن أثبتوا أنهم آمرون بالمعروف وناهين عن المنكر، وقال: “ولله الحمد جميعهم لديهم غيرة على دينهم ووطنهم وولاة أمرهم، وكل من يراهن بعكس ذلك فهو خاطئ، فكل مواطن صاحب منهج سلفي حق يدافع عن دينه ووطنه ولا يراهن عليهم بغير ذلك، أما الشاذ لا حكم له”.
ولفت آل الشيخ إلى أن العاملين لدى جهاز الهيئة هم أيضاً شريحة من شرائح المجتمع التي تؤدي واجبها تجاه المجتمع في الدفاع عن دينهم ووطنهم وولاة أمرهم، وأما الشاذ من الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر لا حكم لهم وهم مرضى نسأل الله أن يشفيهم.
وفي الإطار أكد رئيس الهيئات أن أعضاء الهيئة وجهوا بأن يأخذوا بأيدي المواطنين والمواطنات إلى كل مأمن، بمساعدتهم وإبعادهم عن مواقع الزلل والشر، دون تشهير أو إيذاء أو تصعيد وتجسس، مشدداً على أن مراعاة إنسانية المواطن ستكون من أولويات رجال الهيئة التي يجب أن يأخذونها بالحسبان. لافتاً إلى أن أعضاء الهيئة رحماء لا يكرهون أحداً، مضيفاً: “هذه توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد، ونتمنى أن نطبقها حرفياً بما يرضي الله سبحانه وتعالى ويحقق العدل لجميع المواطنين”