الأخبار المحلية

سائق الملك فهد الخاص يكشف عن مواقف لا تنسى وأصعب لحظات عمله مع الملك الراحل

كشف النقيب المتقاعد عجاب حنيبل العتيبي السائق الخاص للملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – عن مواقف مؤثرة ولحظات لا تنسى خلال 36 عاماً أمضاها برفقة الملك فهد.

وعدّ العتيبي وفقا لصحيفة “سبق” فترة عمله مع الملك فهد هي أجمل أيام عمره التي لن ينساها، مشيرا إلى أنه انضم لقوات الأمن الخاص بتاريخ ١/ ١/ ١٣٩١هـ برتبة جندي أول، وبعد ترشيح قيادة قوات الأمن الخاص تم تكليف ستة أشخاص بالعمل في قصر الملك فهد -رحمه الله- والذي تعيش فيه حرمه، حيث كان واحداً منهم، وكان الملك فهد آنذاك وزيراً للداخلية.

ولفت إلى أنه تمكن من تعلم القيادة على سيارة خاصة اشتراها خلال عمله بالقصر، حتى تم تكليفه في عام ١٣٩٨هـ ضمن فريق الحماية المرافق للأمير فهد بن عبدالعزيز وزير الداخلية، مبينا أنه خلال تلك الفترة التحق بدورات تدريبية مكثفة على يد خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع أنه في عام ١٤٠٥هـ تم اختياره ليكون السائق الخاص للملك فهد بن عبدالعزيز، منوها إلى أن لحظات قيادته الأولى برفقة الملك فهد كانت الأصعب في حياته.

وعن ذكرى هذه اللحظة، أوضح العتيبي: “جاءني أمر بجلب السيارة استعداداً لخروج الملك فهد متوجهاً إلى الديوان الملكي الذي يبعد عن القصر قرابة كيلو ونصف”، مضيفا: “كنت في حالة من التوتر والقلق التي انجلت عقب صعوده -رحمه الله- للسيارة وسلامه عليّ بتواضع وهدوء مطلق، قبل أن يصدر الملك فهد أمراً باعتمادي ضمن السائقين الخاصين له”.

وكشف عجاب عن ضروريات للملك فهد لا بد أن تكون داخل السيارة في كل توجهاته ويؤكد دائماً على عدم نسيانها وهي سجادة الصلاة والبوصلة والقرآن الكريم، والتي بقيت ملازمة لسيارته حتى وفاته.

وأضاف أن الملك الراحل كان دائماً يقضي رحلاته في روضة تنهات ومزرعة خزام التي غالباً ما تكون يومي الخميس والجمعة، وفي جدة يقضي رحلاته داخل البحر، كما يقوم برحلات عديدة للبر والقنص بالصقور.

وعن المواقف الصعبة التي واجهته، قال: “من بين المواقف التي لا تنسى عند قدومنا من مزرعة خزام ووصولنا لقصر اليمامة كانت هناك سيارة كهربائية، حيث وجّهني الملك فهد بأن أجعل اتجاهها نحو إحدى الفلل، وفعلت ما أمر به، إلا أنني فقدت السيطرة عليها، وتسببت في ارتطام أحد الأبواب وسقوطه، وعند وصول خبر ما حدث إلى الملك فهد قال لي خلال اتصال هاتفي: (انتبه يا ابني مرة أخرى)”.

وأضاف: “من المواقف كذلك انفجار أحد الإطارات خلال قيادتي السيارة، وكان حينها بجواري الملك فهد ويرافقه الملك سلمان، حيث كانا متوجهين من مزرعة خزام إلى المستشفى التخصصي لزيارة والدة الأمير فيصل بن فهد وتم على الفور إيقاف المركبة وتبديلها بأخرى، وأكملنا بعدها خط السير”.

ولفت عجاب إلى ما كان يلاحظه من الاحترام الكبير بين أفراد الأسرة الحاكمة، واحترام الصغير للأكبر مهما كانت المناصب، في صورة ليس لها مثيل، مشيرا إلى أن الملك فهد كان حريصاً على الالتقاء بأفراد الأسرة الحاكمة في فترات متفاوتة كما كان يتوجه في بعض الأحيان إلى بعض الزيارات دون موكب رسمي أو إفساح للطرق، ومن ذلك زيارته للشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-.

وعن آخر مرة قاد فيها سيارة الملك فهد، قال: “كانت قبل وفاته بقرابة شهرين أثناء عودته من روضة تنهات إلى قصر اليمامة، يرافقه الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز والملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان ملازماً للملك فهد كما كان يرافقهم صديقه ذياب الجوهر”.