خطيب الحرم يُحَذّر من الاستهانة بالثوابت والطعن في الشريعة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط، المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، والعمل على طاعته، واجتناب نواهيه؛ مُحَذراً من الاستهانة بالثوابت والطعن في أحكام القرآن الكريم.
وقال “خياط” في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام: “الثبات على الطريق ولزوم الصراط المستقيم والحذر من اتباع السبل، آية رشد المرء، وبرهان نضجه، ودليل سداد رأيه، وإن أرفع مراتب الثبات وأعلى درجاته ثبات القلب على الحق، واستقامته على الدين وسلامته من التقلب”.
وأضاف: “في هذا العصر الذي أطلت فيه الفتن وتتابعت على المسلمين فعصفت بالقلوب ريح الشبهات والشهوات، وانبعث سيل من المغريات المغويات فيما يقرأ ويسمع ويرى؛ دأب فريق من الناس على الاستهانة بالثوابت والاستخفاف بها؛ مثل الطعن في القرآن وكماله، وفي بعض أحكامه، وبُغض دور التحفيظ وحلقاته أو في الرسول صلى الله عليه وسلم وفي سنته وسيرته ونجاح دعوته”.
وأردف: “لقد راجت بين كثير من المسلمين بِدَع محدثات أُدخلت على الدين وليست منه، وأضحت في أعرافهم ديناً يُتعبد الله به، وقربى يزدلفون بها إليه، إلى أن بلغ السيل الزبى في استباحة الدماء المحرمة وقتل الأنفس المعصومة؛ اتباعاً للظن والهوى، وإعراضاً عن اتباع وصية نبي الرحمة والهدى لأمته في حجة الوداع؛ (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم؛ ألا هل بلغت؟)”.
وتابع: “للسلامة من الزيغ أسباب تُرجى بفضل الله ورحمته؛ ومنها صدق الإيمان وقوة اليقين وإخلاص التوحيد له سبحانه في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته والاعتصام بسنة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، والحذر من البدعة؛ فإن كل بدعة ضلالة، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإنه مَن يَعِش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين تَمَسّكوا بها وعَضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)”.
وأبرز “خياط” أهمية لزوم جماعة المسلمين وإمامهم؛ عملاً بوصية نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم والإخلاص في الأعمال لله عز وجل، والاستدامة عليها، والابتعاد عن الفتن والشبهات.
وقال: “حفظ العبدِ ربه بالعمل بما يُرضيه، هو من أظهر أسباب الثبات ومن أقوى عوامل السلامة من الزيغ؛ فيحفظ الله على العبد دينه من الزيغ والشبهات والفتن المُضِلّة؛ حتى يتوفاه على الإسلام، ويدخله الجنة دار السلام، {مَن عَمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}”.
ودعا الشيخ أسامة خياط، المسلمين إلى الحرص على كل أسباب الثبات، والحذر من كل أسباب الزيغ، واتخاذ النهج القويم؛ فهو أفضل زاد وخير عدة، والتمسك بالفلاح في الأقوال والأعمال، والاستعانة بالله عز وجل في كل الأمور ظاهرها وباطنها.