الأخبار السياسية والدولية

400 ألف تغريدة استغاثة لإنقاذ سوريا من جرائم الأسد وأعوانه

أطلق رواد التواصل الاجتماعي استغاثة للعالم لإنقاذ سكان مناطق حلب من الغارات الإجرامية التي ينفذها النظام السوري والطائرات الروسية مستنزفا دماء المئات من أطفال ونساء ورجال المنطقة على مدار الأيام الماضية، واكتست صفحات التواصل الاجتماعي باللون الأحمر الذى اختاره النشطاء كرمزا للتنديد بالمجازر التي تحدث في حلب، كما دشن النشطاء العديد من الوسوم والهاشتاجات والتي تصدرت المراكز الأولى في صدارة الترتيب عبر تويتر وفيس بوك حول العالم، ولعل أبرزها كان #حلب_تحترق #حلب تناديكم #شاب_يحرق_حمامه #حلب_تباد .

مشاهد مروعة

وتداول النشطاء في تغريداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فييدو توضح بشاعة الوضع على أراضي حلب، فهنا ناشط ينشر فيديو لانتشال طفل حي بعد يوم كامل من وجوده تحت أنقاض مستشفى القدس في حي السكري بمدينة حلب، وهناك أب ينتشل طفلته من تحت الأنقاض، وسيدة محملة بالركام تبكي على فلذات أكبادها الذين راحوا نتيجة القصف، في مشاهد يدمى لها القلب، وذلك بعد قصف إجرامي شنه النظام وأعوانه على المستشفى التابع لمنظمة أطباء بلا حدود يوم الأربعاء، مما أدى الى مقتل أكثر من 30 شخصا، بينهم ثلاثة أطباء وآخرون من أفراد الطاقم الطبي والمرضى، كما ألحق القصف دمارا كبيرا بمبنى المستشفى ومحيطه من الأبنية السكنية.

وقال أحد النشطاء السوريين أن أكثر من 100 شخص قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية، وفقد معظم المواطنين أطفالهم وآبائهم، فاقدين الأمل والأصدقاء أيضا.

هاشتاج الصدارة

واحتل هاشتاج حلب تحترق صدارة أولا على مستوى تداول مستخدمي موقع تويتر بالدول العربية، وحقق الهاشتاج الهاشتاج حوالي 401 ألف تغريدة قصيرة، على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية، ومحققا الأكثر تفاعلا على مستوى العالم، حتى كتابة هذه السطور.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، عن تقرير جديد لحصيلة قتلى النظام السوري على حلب والتي قال فيه أن الغارات الإجرامية للنظام خلفت 202 شهيدا بينهم 34 طفلًا، و20 سيدة.

وذكر المرصد، في بيانه اليوم الجمعة، أن مدينة حلب السورية شهدت هدوء حذر بعد 7 أيام متواصلة من قصف الطائرات الحربية لقوات النظام السوري و الروسي، التي استهدفت مناطق سيطرة المعارضة، بالرغم من وجود مدنيين بهذه الأماكن.

توثيق للمجازر

وقال التقرير إن المرصد وثق 123 قتيلا بينهم 18 طفلًا و 10 سيدات استشهدوا جراء القصف السوري الروسي على أحياء الكلاسة، المغاير، الفردوس، الصاخور، المواصلات، المرجة، باب النيرب، طريق الباب، الأشرفية، بني زيد، العامرية، صلاح الدين، الزبدية، بعيدين، بستان القصر، طريق الكاستيلو، السكن الشبابي، الأنصاري، السكري، الصالحين، المشهد و الحيدرية بمدينة حلب، وأسفر القصف عن دمار وأضرار مادية في العشرات من المنازل و الممتلكات الخاصة للمواطنين بالإضافة لإصابة العشرات من المواطنين بينهم أطفال و مواطنات بجروح متفاوتة الخطورة.

إدانات عربية وعالمية

ووصفت الأمم المتحدة الوضع في حلب بـالكارثي، بعد مقتل عشرات الاشخاص من على مدار الأيام القليلة الماضية على أهداف كان بينها مستشفى.

وحملت الحكومة الألمانية قوات الأسد المسئولية عن القصف الذي استهدف مستشفى في حلب قبل يومين، وقال وزير الخارجية الألماني إن الأسد يتحمل مسؤولية الخروقات الأكثر وحشية ضد الهدنة، وطالبت الحكومة الألمانية اليوم الجمعة، رئيس النظام السوري بشار الأسد بالالتزام بالهدنة المتفق عليها، وناشدت برلين روسيا ممارسة نفوذها على الأسد.

وقال شتاينماير: يتعيّن على الحكومة السورية أن تقرر: هل تريد المشاركة بجدية في المفاوضات، أم تريد تدمير بلدها بالكامل؟، واصفا الغارات بأنها انتهاك لـمعايير أساسية في القانون الدولي الإنساني، موضحا أنها تعرض المساعي السياسية للتوصل لحل سلمي للنزاع.

كما تحدث الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت عن جريمة قتل، وقال: إننا نقف على أعتاب رحلة حاسمة خطيرة، مؤكدا ضرورة الحيلولة دون إخفاق محادثات السلام في جنيف.

بدورها، أدانت الخارجية المصرية الأعمال العدائية التي تحدث في مدينة حلب، لاسيما قصف مستشفى القدس بمدينة حلب، وما خلفته من مشاهد يندى لها جبين الانسانية.

وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن مصر تعرب عن قلقها الشديد لتدهور الأوضاع في العديد من المناطق السورية، وما يتوارد من معلومات عن سقوط العديد من المدنيين ضحية للتصعيد، والأثر السلبي الذي يمكن أن يترتب على ذلك سواء على الصعيد الإنساني أوالسياسى، لاسيما وأن الحاجة تقتضى تطوير العملية السياسية والانتقال بها إلى مرحلة التفاوض المباشر، بالاضافة الى تسهيل تمرير المساعدات الانسانية لابناء الشعب السورى في جميع المناطق المحاصرة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس، إن الضربة الجوية التي نفذتها سوريا على مستشفى في حلب مستهجنة ودعت روسيا إلى استخدام نفوذها للضغط على الحكومة السورية لوقف الهجمات.

ودعا المتحدث باسم الخارجية جون كيربي النظام السوريس لوقف هذه الهجمات الحمقاء التي تمثل بالطبع انتهاكات لوقف العمليات القتالية، ومضى يقول إن الهجوم يحمل ملامح الهجمات التي شنتها الحكومة السورية على المنشآت الطبية وعمال الطوارئ فيما سبق. وأضاف أن وقف العمليات القتالية في سوريا معرض لخطر كبير بسبب الانتهاكات المستمرة.
..