إيرانيون لـ”خامنئي”: أنت لم تحج ولم تر الكعبة.. فاسكت ولا تتهم السعودية
بينما يواصل الحجيج مناسكهم في الأراضي المقدسة بسلام آمنين، مازال ملالي إيران يشعرون بخيبة أمل شديدة، بعد فشل مخططاتهم في “تسييس” شعيرة الحج، في إطار حملة ممنهجة، بدؤوها قبيل بدء موسم الحج بأيام قليلة، وقادها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الذي شكك في قدرة المملكة العربية السعودية في تنظيم موسم الحج، ودعا إلى تدويل إدارته إلى جانب الحرمين الشريفين.
بوادر نجاح موسم الحج الحالي، الذي يشهد نحو مليوني حاج من الداخل والخارج، كشفت عن أصوات إيرانية تتمتع بالحكمة والعقل، رأوا أن المملكة هي الأجدر على تولي شؤون إدارة الحج، مشيرين إلى أن بلادهم سعت إلى توظيف ورقة الحج، لتحقيق المخطط الإيراني السياسي الرامي إلى نشر الدعاية السوداء ضد المملكة العربية السعودية، ونزع إدارتها للأراضي المقدسة بأي وسيلة كانت.
وبحسب صحيفة “سبق” أكدوا أن خامنئي نفسه، لا يعرف طبيعة الجهود التي تبذلها المملكة لخدمة المعتمرين والحجاج، والإمكانات التي تسخرها لتهيئة الأراضي المقدسة لاستقبالهم كل عام، بل ذهبوا إلى أبعد من هذا عندما أعلنوا أن مرشدهم الأعلى لم يحج من قبل، ولم ير الكعبة المشرفة بأم عينيه، أو يزور الأراضي المقدسة، في إشارة إلى أنه يحكم على شيء لا يراه من قبل، ولم يطلع عليه.
إيراني جريء
وتمنى عددٌ من المثقفين الإيرانيين، لو أن خامنئي تمهل قليلاً قبل أن يهاجم السعودية من بوابة الحج، وسأل بعض مستشاريه عن طبيعة الحج، وكيف تتغلب السعودية على المصاعب التي تواجهها لتوفير الخدمات المتنوعة لنحو مليوني حاج، يوجدون في الوقت نفسه في مساحة محدودة، تحيطها الجبال من كل جانب، مشيرين إلى أن خامنئي أثبت أنه يستوعب الدور المهم للجهات المسؤولة في السعودية، ونجاحها في إدارة الحشود في موسم الحج كل عام، بصرف النظر عن الأخطاء التي ربما تحدث، وتكون خارجة عن الإرادة.
وفي مقطع فيديو على موقع اليوتيوب، رفض مواطن إيراني جريء التشكيك في قدرة السعودية على إدارة موسم الحج، وأعلن على الملأ أن “مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي لم يسبق له أن حج إلى الأراضي المقدسة من قبل”، متسائلاً “فمن أين له يحكم بأن السعودية غير قادرة على إدارة موسم الحج؟”.
أسئلة مباشرة
وطرح المواطن الإيراني في مقطع الفيديو على الرابط ([url]https://www.youtube.com/watch?v=f0YA3LnYauE[/url]) العديد من الأسئلة المباشرة، موجهًا حديثه إلى المرشد قائلاً “هل ذهبت إلى الحج؟ هل تعرف ما الحج؟ هل تعرف أين مكة المكرمة؟ هل تعلم أين تقع الكعبة؟ هل رأيت الكعبة بعينيك؟ هل رأيت المسجد الحرام بعينيك؟ هل رأيت منى وعرفات؟ هل تعرف معنى منى والجمرات؟ هل تعرف مكان مزدلفة؟. واختتم المواطن حديثه قائلاً: “العجيب في الأمر، أنه على الرغم من أن المرشد الأعلى بنفسه لم يذهب للحج ولا يعلم ما معنى الحج ولم ير مكة أو الكعبة بعينيه، إلا أنه يكيل الاتهامات للآخرين، لذا أطالبه بالسكوت”.
عزل الإيرانيين
ونشرت وكالة الأنباء السعودية اليوم تقريرًا تهاجم فيه النظام الإيراني واصفة إياه بـ”نظام ملالي قام بعزل الإيرانيين عن العالم”. وجاء في التقرير: “النظام الإيراني استثمر موسم الحج العظيم للتعبير عن حقده الدفين على الأمة الإسلامية، من خلال تحريض الحجاج الإيرانيين الذين يغادرون إلى المملكة العربية السعودية لأداء نُسك الحج على القيام بأعمال همجية، بوصفها شعائر دينية تحت إطار “البراءة” من غير المسلمين متجاهلين قول الله تعالى “فَلاَ رفَثَ ولا فُسوَقَ ولا جدَاَل فِي اْلَحجِ””.
وأضاف التقرير “سيطر منهج ولاية الفقيه بزعامة الخميني على إدارة مفاصل الدولة في جمهورية إيران الإسلامية على مدى 37 عامًا، متدثًرًا وأتباعه بعباءة الدين بغية تنفيذ سياسات ضلالية، عززت بفتاوى وتعاليم باطلة، عزلت الشعب الإيراني عن العالم، وحرمتهم العيش بكرامتهم، والتمتع بمكتسبات وطنهم إلى جانب نسف حق الجوار مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من خلال التدخل في سيادة بعضها، ودعم ميليشيات إرهابية تؤدي دورها بالوكالة على أراضيها، بشعارات دينية ما أنزل الله بها من سلطان”.
واجب سعودي
ويقول الكاتب مشاري الذايدي، إن “الحج والعمرة، بالنسبة للسعودية، خارج الخلافات السياسية مع أي طرف مسلم، أيًا كان نوع هذه الخلافات، وهذا ثابت سعودي، وواجب خاص تتحمله المملكة أمام المسلمين كافة، وهي تمكنت منذ توليها رعاية الحرمين من الوفاء بهذا الواجب”.
وأضاف الذايدي في مقال له نقله موقع “العربية”: “من أنصع الأمثلة على ذلك، التعامل مع النظام الخميني الحاكم في إيران، فعلى الرغم من “الصداع” السنوي الذي تسببه آلة الدجل الإعلامي الخمينية، كل موسم حج، وعلى الرغم من المخاطر الأمنية التي أصابت مكة والمدينة تحت غطاء بعثة الحج الإيرانية، فإن السلطات السعودية لم تأخذ الحاج الإيراني البريء بجريرة ضباط وعملاء الحرس الثوري، وشاهد الكل، خلال العقود الثلاثة الماضية، صور تهريب متفجرات وأسلحة بأمتعة الحجاج المسنين الأبرياء، منظر تكرر كثيرًا، منذ هيمنة تلاميذ الخميني على حكم إيران، فضلاً عن مسيرات الفوضى والخراب، تحت اسم “بدعة” أحدثها الخميني في الحج، هي “البراءة”، لا علاقة لها حتى بأحكام الحج في كتب الفقه الشيعي”.
وأوضح أن “الفجور السياسي الخميني، كان في حرمان مواطنيه من أداء فريضة الحج، والزعم بأن السعودية منعت الإيرانيين من واجبات الحج، وهي ليست واجبات فقهية، بل نشاط سياسي أمني مثير.