كتاب سعوديون: قانون 11/9 مسرحية لابتزاز المملكة.. وأمريكا ستخسر أيضاً
يؤكد كتاب ومحللون سياسيون أن كل لجان التحقيق الأمريكية أثبتت براءة السعودية من التورط المباشر أو غير المباشر في أحداث 11 سبتمبر عام 2001، وأن مشروع قانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب”، الذي وافق عليه الكونجرس مؤخرا، هو “حيلة ومسرحية أمريكية”، هدفها ابتزاز السعودية وتوليد الضغوط عليها، بعد أن وقفت المملكة في وجه مخطط حرق وتقسيم دول المنطقة، محذرين من استخدام نفس القانون لمقاضاة الحكومة الأمريكية.
قليلا من الحياء
وفي مقاله “قليلا من الحياء يا أمريكا ” بصحيفة ” عكاظ” يقول الكاتب والمحلل السياسي حمود أبو طالب ” من عجائب الزمن وغرائبه أن يصادق الكونغرس الأمريكي بغرفتيه على مشروع قانون يسمح لأسر ضحايا ١١ سبتمبر بمقاضاة السعودية تحت مسمى «العدالة ضد رعاة الإرهاب» بعد أن صرح الرئيس المغادر أوباما قبلها بأيام قليلة بأن من أسباب التحفظ على صفقة سلاح مبرمة سلفا لصالح المملكة وحشية ما تقوم به في عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن .. خبران عجيبان لا يصدران من دولة سوى أمريكا لأنها الدولة الوحيدة التي تمارس التناقضات بشكل علني يستخف بكل منطق وكل عقل يشاهد ما تفعله في هذا العالم الذي تسببت في كثير من بؤسه ثم يسمع عن مثل هذه القرارات والتصريحات الصادرة عنها”.
ويؤكد أبو طالب أن أمريكا وراء كل الإرهاب الذي يجتاح المنطقة ويقول ” لو سألنا كل الإنس والجن، والسابقين واللاحقين، والعقلاء والمجانين، والمنصفين والمحايدين في هذا الكون عن أسباب الإرهاب الذي يجتاح كوكبنا البائس منذ شرارته الأولى حتى وصوله إلى هذا الحد غير المسبوق في التاريخ لأشار كل هؤلاء بأصابعهم إلى أمريكا .. صحيح أن كثيرا من أدواته محلية لكن التصميم والتجميع والبرمجة والإخراج صناعة أمريكية قديمة جديدة بامتياز، ولم تعد خافية على أحد. وبدلا من الاعتذار للعالم ومحاولة التكفير عن خطاياها تجاهه فإنها تريد الآن حمل هراوة جديدة تبتز بها الدول التي عانت من مخططاتها”.
التآمر وخسائر أمريكا
وفي مقاله ” أمريكا والتآمر الخفي على المملكة العربية السعودية” بصحيفة ” عكاظ”، يبدأ الكاتب والمحلل السياسي عبدالعزيز بن عثمان بن صقر بالتأكيد أنه ” اليوم وبعد مرور خمسة عشر عاما على جريمة الحادي عشر من سبتمبر، لم تتمكن أي لجنة من اللجان المتعددة التي قامت بعملية كشف أسرار الاعتداءات بإيجاد أي دليل أو إثبات يشير إلى وجود أي تورط، مباشر أو غير مباشر، للمملكة في هذه الجرائم. وقد أصدرت هذه اللجان الخاصة بالتحقيق قرارها ببراءة المملكة من أي تورط في هذه الجريمة. وبعد مرور خمسة عشر عاما لم يحدث أي تغيير في قرار هذه اللجان، ولم تظهر أي أدلة جديدة تستدعي تغيير الحكم الأساسي ببراءة المملكة من هذه الجريمة”.
ويرى بن صقر أننا أمام ” مسرحية أمريكية ومؤامرة على السعودية”، ويقول ” الفصل الأخير من هذه المسرحية، وهي مسرحية التآمر الخفي الأمريكي على المملكة موجودة الآن على مكتب الرئيس في البيت الأبيض، وهناك تساؤلات حول مصير هذا القانون، هل سيقوم الرئيس الأمريكي بوضع توقيعه على الوثيقة لتصبح قانونا قابلا للتنفيذ، ولتبدأ مرحلة رفع الدعاوى القضائية في المحاكم الأمريكية لملاحقة المملكة والحصول على تعويضات مالية .. أم هل سيقوم الرئيس الأمريكي باستخدام الفيتو الرئاسي لتعطيل القانون”.
ويرى بن صقر ” إن مشروع القانون سيتم إقراره، على الأرجح، خلال الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي القادم” مطالبا المملكة بـ “توظيف فريق قانوني للدفاع عن المملكة ضد التهم الباطلة، والدخول في معارك قانونية طويلة ومكلفة ماديا ومعنويا، ولكن لا يمكن ربما تجنب هذا الخيار”.
ويخلص بن صقر إلى “إن قيادة المملكة ستكون مضطرة ومجبرة لإعادة النظر بمجمل طبيعة العلاقات السعودية مع الولايات المتحدة، ولن يكون هناك خاسر واحد .. ولن تكون الولايات المتحدة بمنأى عن الخسائر”.
السعودية ليست العراق ولا سوريا
وفي مقاله “ليس دفاعاً عن السعودية” بصحيفة ” الحياة” يستخدم الكاتب والمحلل السياسي محمد المزيني لهجة تحد وهو يؤكد “أن السعودية ليست كأي دولة هشة يسهل اختراقها لا من الداخل ولا من الخارج، فهي ليست عراق صدام حسين، ولا ليبيا القذافي، ولا سورية الأسد، ولا إيران الشاه، هي بلاد الحرمين قبلة المسلمين في أصقاع العالم”.
وعن القانون المزمع يقول المزيني “لن تنطلي هذه الحيلة على السعودية التي اكتوت هي نفسها بويلات الإرهاب منذ ثمانينات القرن الماضي، والكونغرس يتجاهل حقائق التاريخ ويعمي بصره عن حقائق أخرى لا يمكن إنكارها أو حتى تجاهلها”، ثم يحذر الإدارة الأمريكية من نتائج إقرار هذا القانون، قائلا ” ألا يحق لملايين اليابانيين مقاضاة أمريكا على قنبلتي ناجازاكي وهيروشيما؟ ماذا فعل الاجتياح الأميركي بفيتنام! ألا يستحقون تعويضات أميركية تدفع لهم جراء التدمير والخراب الذي لحق بهم؟ ثم ماذا عن العمليات الأميركية في أفغانستان والعراق وسورية وليبيا، ألا يحق لأهالي الضحايا رفع قضايا على وزارة الدفاع الأميركية؟ ماذا عن معتقل غوانتانامو أكبر فضيحة تاريخية، ألا يحق للسعودية والكويت مقاضاة الولايات المتحدة عن الشباب الذين لقوا حتفهم تحت هراوات التعذيب؟”.