الأخبار المحلية

زميل “الصيعري” بنيوزيلاندا يروي قصة تحوله إلى الإرهاب

بين النبوغ والتطرف “شعرة” ما إن أزاحها السعودي “طايع الصيعري” حتى تحول من مبتعث متفوق بإحدى الجامعات النيوزيلاندية إلى إرهابي متخصص بتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وتجهيز الانتحاريين لتنظيم “داعش” الإرهابي.

وبمجرد تطاير الأخبار عن نجاح الجهات الأمنية بالمملكة في التخلص من الإرهابي طايع سالم يسلم الصيعري، حتى أفردت صحف نيوزيلاندية مساحة مميزة لتناول قصة هذا الشاب الذي درس بجامعاتها قبل أن يسيطر عليه الفكر المتطرف وينتهي به الأمر إلى هذا الوضع المأساوي.

وأصدرت جامعة ماسي الواقعة بمدينة أوكلاند النيوزيلاندية، بيانًا مؤخرًا، أكدت خلاله أن طالبًا سعوديًّا يحمل اسم المطلوب السعودي طايع سالم يسلم الصيعري -بعد أن أعلنت الداخلية السعودية أنها تمكنت من القضاء عليه خلال عملية المداهمة الخطيرة التي شهدها حي الياسمين بالرياض، بحسب موقع (stuff) الإخباري النيوزيلاندي- قدِم إلى نيوزيلاندا عام 2008؛ حيث انضم إلى دورة نظمتها الجامعة لتعلم اللغة الإنجليزية، خلال الفترة من 2008 إلى 2009، ونجح فيها؛ ما مكّنه من التسجيل في الجامعة لدراسة هندسة الميكاترونيك من عام 2010 إلى 2013، بحسب بيان الجامعة.

وأجرى الموقع حوارًا مع المبتعث السعودي “ح. السالم” الذي كان تجمعه علاقة صداقة بالصيعري، خلال السنوات الأربع التي سبقت اعتناقه الفكر المتطرف وسفره إلى سوريا للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي وقتال بشار الأسد.

السالم قال إن الصيعري كان مهتمًّا للغاية بمتابعة الوضع في سوريا، وكان يشعر بالغضب الشديد من بشار الأسد، مرجعًا قرار الصيعري إلى ترك دراسته والانتقال إلى سوريا إلى مقتل مبتعث سعودي آخر في سوريا بعد تركه دراسته في نيوزيلاندا.

وقال السالم: “أصبح الصيعري، في العام السابق لسفره إلى سوريا عام 2013، أكثر عزلة وتدينًا واهتمامًا بالأوضاع في سوريا. لقد تغير كثيرًا خلال ذلك العام. كنت أراه يمضي كثيرًا من الأوقات لمتابعة أخبار سوريا حتى أصبح متحمسًا ومتعاطفًا بالكامل مع المقاتلين هناك”.

وعبّر السالم عن أسفه الشديد لما انتهى إليه الصيعري كلما تذكر حاله قبل أربع سنوات عندما تعرف إليه للمرة الأولى من خلال أصدقاء مشتركين بينهما.

وتابع السالم حديثه، قائلًا: “لقد كان أذكى مبتعث عرفته في نيوزيلاندا على الإطلاق، وكنت أراه دائمًا جالسًا في المكتبة يحاول مساعدة جميع المبتعثين الذين يجدون صعوبة في تحصيل دروسهم، لقد كان رائدًا في مجال هندسة الميكاترونيك”.

ووصف السالم الصيعري قائلًا: “لقد كان صاحب فكر وسطي معتدل، وكان يتمتع بشخصية جذابة. لقد كنت أؤمن دائمًا بأنه ذكي بما يكفي ليتقي ضلال ذلك الطريق الذي قرر أن يسير فيه. تمنيت كثيرًا أن يعود لرشده ويتوب عما هو فيه ويعود ليمارس حياته الطبيعية. اعتقدنا جميعًا أنه ذهب ليقاتل بشار الأسد، ولم نتخيل أنه من الممكن أن يفكر في إيذاء زوار المسجد الحرام”.

وأكد السالم أن الصيعري لم يكن شابًّا عاديًّا ليتمكن تنظيم داعش من السيطرة عليه وإقناعه بانتهاج الفكر التكفيري المتطرف على هذا النحو.

من جهته، رفض رئيس وزراء نيوزيلاندا بيل إنجليش الرضوخ للأصوات المطالبة بفرض إجراءات أمنية أكثر صرامةً على الطلبة الأجانب القادمين إلى نيوزيلاندا بغرض الدراسة، وآثر مطالبة الجميع بالصبر حتى الانتهاء من التحقيقات التي أمر هو بإجرائها حول كيفية تحول المطلوب السعودي طايع سالم يسلم الصيعري إلى الفكر المتطرف أثناء وجوده في نيوزيلاندا.

وذكر موقع ” tvnz”، الاثنين (9 يناير 2017) أن رئيس وزراء نيوزيلاندا رد على الأصوات التي طالبته بتشديد إجراءات التدقيق الأمني في هويات الطلاب الأجانب الوافدين إلى نيوزيلاندا بغرض الدراسة وتقليص عدد تأشيرات الدراسة التي تمنحها نيوزيلاندا للطلاب الأجانب، بمطالبة الجميع بالصبر حنى انتهاء المسؤولين من التحقيقات التي أمر هو بإجرائها حول كيفية تحول الصيعري إلى التطرف أثناء وجوده في نيوزيلاندا.

وبعد أن أكد الموقع أن الصيعري كان مقيمًا في نيوزيلاندا في الفترة من (يوليو 2008) إلى (نوفمبر 3013)، طالب الموقع جميع من لديهم أي معلومات عن الصيعري بالتواصل معه عبر البريد الإلكتروني.

وكانت الجهات الأمنية السعودية تمكنت من رصد المطلوب للجهات الأمنية طايع سالم بن يسلم الصيعري الذي سبق أن أعلن عن اسمه ضمن قائمة المطلوبين منذ عام مع ثمانية آخرين ضمن نتائج التحقيقات التي تمت بالجريمة الإرهابية التي تعرض لها مسجد القوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير في شهر شوال من عام 1436هـ وكان بمعيته شخص آخر يدعى طلال بن سمران الصاعدي.