إذا أرادت النفس الإجرامية الإقدام على مخالفة القانون والإضرار بالمجتمع، فلن يعوقها شيء مهما كان، حتى لو كان عجزًا أو عاهة مستديمة، هذا هو بالضبط ما أثبتته قضية اتجار شهدتها المحكمة الجزائية بالمدينة المنورة، والتي قضت فيها بالسجن 10 سنوات والجلد على مواطن “ضرير” ترأس شبكة مكونة من 5 أفراد لنقل وترويج المخدرات.
فلم يمنع عجز هذا المواطن من التغلب على كل ظروفه، سعيًا وراء بيع وشراء المواد المخدرة، بل والأدهى أنه تزعّم تشكيلا عصابيًّا يضم عددًا من الأشخاص كان هو المسؤول عن توجيههم وتحريكهم وتأمين مركبات فارهة لنقل البضائع الممنوعة، حيث استطاعوا تحت قيادته نقل 20 كلجم من الحشيش عبر شخصين تنكر أحدهما في ارتداء عباءة نسائية للتمويه على رجال الأمن.
وكانت إدارة مكافحة المخدرات بالمدينة المنورة توفرت لديها معلومات تكشف قيام مواطن “ضرير” من أصحاب السوابق، بتزعم تشكيل عصابي لترويج المخدرات، وكانت العصابة تستعد لجلب كمية من الحشيش المخدر للمدينة من محافظة جدة بواسطة اثنين من أفراد الشبكة بمركبة مملوكة لرأس المجموعة. ووقعت العصابة في كمين محكم وضبطت الكمية بمنزل أحد أفرادها، فأقروا جميعًا بجرائمهم عقب القبض عليهم.
وبينت التحقيقات، أن المتهم الرئيسي امتلك عددًا كبيرًا من المركبات الفارهة بأسماء أقرباء له وبعضهم أحداث يستغلهم لتأمين عملية نقل المخدرات، كما أظهرت حساباته البنكية مبالغ تجاوزت مليوني ريال زعم أنها من تجارة الإبل، واتضح وجود ست سوابق عليه.
وطالبت محكمة الاستئناف تغليظ الحكم على العصابة بعد ملاحظات في الحكم السابق، فيما اكتفت بتوقيف شريكهم الخامس بتهمة مساعدة زعيم العصابة بغسيل الأموال عن طريق نقل ملكية مركبة من نوع جيب لكزس باسمه لمدة أربعة أشهر تعود في الأصل للضرير من تجارة المخدرات.
