هذه السيدة سأل عنها الملك في القصر الرئاسي مرتين
رغم ازدحام جدول الزيارة ووسط حفاوة كبيرة لم ينسَ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يسأل عن أبناء وأحفاد الرئيس الإندونيسي الراحل أحمد سوكارنو؛ ففي لفتة إنسانية غير مستغربة سأل خادم الحرمين مرتين عن حفيدة “سوكارنو”.
وجاء حديث الملك عن أحفاد “سوكارنو”، أمس، أثناء وجوده في القصر الرئاسي في بوجور عقب استقبال الرئيس الإندونيسي له. وفي وقت لاحق تشرفت حفيدة “سوكارنو” بوان ماهاراني، بالسلام على خادم الحرمين الشريفين.
وتشغل بوان ماهاراني منصب الوزير المنسق للتنمية البشرية والثقافة في الحكومة الإندونيسية منذ 27 أكتوبر 2014، وهي ابنة ميجاواتي سوكارنو بوتري، أول امرأة تتولى منصب رئيس البلاد في إندونيسيا.
وحضرت والدتها ميجاواتي سوكارنو، اليوم، كلمة خادم الحرمين أمام البرلمان، و”ميجاواتي” هي رئيسة إندونيسيا السابقة، وهي أول سيدة تتقلد منصب رئاسة إندونيسيا بين 23 يوليو 2001 وحتى 20 أكتوبر 2004 خلفاً لعبدالرحمن وحيد.
يُذكر أن الرئيس سوكارنو (1901 – 1970) هو أول رئيسا لإندونيسيا بعد استقلالها، ونال شهرة واسعة بسبب نضاله من أجل الاستقلال، اعتقل في سجن الاستعمار الهولندي أكثر من مرة، ليخرج في النهاية منتصراً بتوليه منصب رئاسة إندونيسيا. وُلِد في جزيرة جاوا عام 1901، وتلقى تعليمه العالي في معهد باندونج للتكنولوجيا، وتخصص في الهندسة المدنية، وبدأت اهتماماته السياسية منذ سنواته الأولى في ذلك المعهد، فاعتبر أحد زعماء الطلبة البارزين المنادين بالاستقلال، وكان عضواً في الحزب الوطني الإندونيسي الذي أسهم في تأسيسه، بالتعاون مع زملائه من أعضاء رابطة الطلاب الإندونيسيين في هولندا، ليصبح بعد ذلك زعيماً له.
وفي عام 1928 اعتقلته السلطات الهولندية للمرة الأولى، وفي عام 1933 ألقي القبض عليه من جديد، ونفي إلى جزيرة فلورز، ثم إلى جزيرة سومطرة حتى عام 1942، إذ أطلقت قوات الاحتلال الياباني سراحه.
بعد هزيمة اليابانيين في الحرب العالمية الثانية أعلن الثوار الإندونيسيون استقلال دولتهم، وانتخبوا “سوكارنو” رئيساً، وظلّ يشغل هذا المنصب خلال الفترة من 1945 حتى 1968.
من أشهر الأعمال السياسية التي قام بها “سوكارنو” في السنوات الأولى لحكمه الدعوة إلى مؤتمر باندونج الذي عُقد خلال الفترة من 18 إلى 24 أبريل 1955، وحضره قادة ورؤساء 29 دولة من قارتي آسيا وإفريقيا، وكان من نتائج المؤتمر ظهور المجموعة الآفروآسيوية في الأمم المتحدة، ثم كتلة عدم الانحياز بعد ذلك.