سؤال للمفتى يفتح ملفاً حساساً يقود لتقديم “روشتة”.. هذه مواصفات الخطيب الجيد
فتح اتصال من سائل لمفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أمس، على برنامج “نور على الدرب”، ملفاً حساساً يخص إطالة بعض المشايخ لخطبهم يوم الجمعة، وتناول مواضيع غير حيوية وما يذهبون له من أطروحات على مرأى من المئات من الحضور، وما تشهده المنابر من تجاذب بين الناس وتضارب للآراء؛ حيث منهم من يرى الإطالة ومنهم من يؤيد الإيجاز.
“سبق” تبحث
وبدورها حاولت “سبق” البحث في هذا الموضوع؛ لمعرفة ما يراه العلماء وطلبة العلم والخطباء حول مواضيع الخطبة ووقتها؛ حيث قال مستشار إمارة المنطقة الشرقية الدكتور غازي الشمري: “تعتبر منابر الجمعة أحد أهم المنابر الإعلامية على مر التاريخ، ويكفي فخراً أنه منبر محمد صلّى الله عليه وسلم، ويتمنى أي شخص إعلامي أو غيره أن يقول ما لديه وينصت له الحضور دون حركة وصوت، وهذا لا يكون إلا في خُطب الجمعة”.
احترام العقول
وأضاف: “على الخطيب أن يحترم عقول الناس، وأن يراعي أمرين: اللغة السهلة وتناول الموضوعات التي تلامس الناس في حياتهم اليومية، وهنا يستطيع أن يكسبهم ويتسابقوا لخطبه، والدولة أيّدها الله كانت قد أنشأت معهداً لإعداد الخطباء لكنه توقف، ونرجو عودته بحيث ينخرط الخطيب بين فترة وأخرى بدورات في الخطابة ومخاطبة الآخرين بشكل سلس ومفهوم سهل”.
خطباء متميزون
وقال خطيب جامع الحنفي بجدة سليمان علو: “لدينا في هذه البلاد المباركة خطباء متميزون في كل المناطق وعلى رأسهم خطباء الحرمين الشريفين، والخطباء استفاد منهم أهل البلد والكثير من الوافدين العاملين في هذا المجال خاصة الخطيب الذي يحترم منبره”.
ما يجب فعله
وأضاف: “كذلك الخطيب الذي يحترم جمهوره والمصلين، ويختار لهم خطباً تناسبهم فلا يطيل ويكون مملاً، ولا يختصر فيخلّ، ويكون بذلك ممقوتاً، بل يختار المادة الرائعة الجيدة التي تعين الجمهور فيما يخدم دينه ومعاشه، يتكلم عن دينهم وعن مشاكلهم وقضاياهم، ويتحدث في الولاء والبراء وعن المستجدات، سواء إرهاب أو فكر ضال أو تفجير أو تكفير”.
يؤلف القلوب
واختتم: “يجب على الخطيب تناول كل هذه الأمور دون أن يتدخل أو يمس ما لا علاقة له به، والخطيب الناجح الواعي هو الذي يجمع المصلين في خير، فلا يجعلهم يخرجون من المسجد وقد تألبت قلوبهم على ولاة الأمر أو بدأ فيهم شيء من النفرة والحقد، والخطيب هو من يؤلف القلوب ويجمع الشمل ويكون فاعلاً ومؤثراً في إقامة الحجة عليهم في الولاء والبراء والعودة بهم للكتاب والسنة”.
كالطبيب يداوي
وقال الدكتور حسن الأزيبي: “باعتقادي الخطيب يكون مثل الطبيب فكيف يطابق الدواء على الداء وماذا لو أخطأ، فالخطابة قبل كل شيء هي ملكة وليس كل شخص يمتلكها، والخطباء على مر التاريخ الإسلامي نعدهم على أصابع اليد، ولا بد من القوة والتخصص، وبعض الخطباء يجرح ويتطرق لحوادث عابرة”.
وأضاف: “فالطبيب لا يهمه من أمامه وعليه تأدية الواجب، وبلدنا مستهدف من الداخل والخارج، فكيف توظف هذه المخططات من الجهات الخارجية على منبرك وتحذر المصلين، ونلاحظ كثيراً من الخطباء يركزون على قضايا الأمة ويتركون قضايا وطنهم واستهدافه من الجهات الخارجية”.
فتوى بغير علم
واختتم: “كذلك نجد الآن كثيراً من الدعاة يفتون بغير علم، ومثلهم بعض الخطباء، إذا صعد المنبر بدأ يفتي دون احترام للمرجعية الدينية وهي هيئة كبار العلماء فلكل مرجعية، ويجب أن يحترم هؤلاء العلماء الذين تعلموا ودرسوا لسنوات طويلة”.