«التنمر» يغزو مدارس المملكة
التنمر المدرسي ظاهرة سلبية نشأت في الغرب و بدأت تغزو مدارس المملكة بفعل تأثيرات العولمة و الغزو الإعلامي الغربي، فهو أحد أشكال #العنف والإيذاء والإساءة المتكررة من طالب أو عدة طلاب نحو طالب آخر يكون أضعف منهم جسديا أو نفسيا.
عدة أسباب قد تؤدي للتنمر إما عن طريق التخويف اللفظي أو الإيذاء البدني أو الترهيب والتهديد والإذلال، وقد يكون نتيجة لظروف أسرية، أو مادية، أو اجتماعية قاسية تجعله يصاب باضطرابات في الشخصية.
ويلعب الإعلام دورا محوريا أحيانا في إصابة الشخص بمرض #التنمر، فيتحول سلوكه من شخص عادي إلى شخص ذو سلوكيات عدوانية.
نسب ظاهرة التنمر عالميا
تُشير الإحصاءات إلى أن حوالي نصف #الأطفال في العالم تعرضوا مرة واحدة على الأقل للتنمر، خلال المرحلة المدرسية، وأن نسبة 10% منهم يتعرضون لنوع من الضغوط العنيفة بشكل منتظم.
وتنتشر هذه الظاهرة بنسبة 25% في المدارس الابتدائية في بريطانيا و10% في المدارس الثانوية.
وفي #دراسة لليند وكيرني Lind & Kerrney أجريت في نيوزلندا اتضح أن حوالي 63% من الطلاب قد تعرضوا لشكل أو آخر من ممارسات التنمر، كما أشارت دراسة أدامسكي وريان Rayan & Adamski التي أجريت في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة إلى أن أكثر من 50% من الطلاب قد تعرضوا لحالات التنمر، وفي أيرلندا أوضحت دراسة لمينتون Minton تعرض الطلاب لمشكلات التنمر بنسبة 35% من طلاب المرحلة الابتدائية و36% من طلاب المرحلة المتوسطة. (3)
وتنعكس ظاهرة التنمر بشكل سلبي على الطلاب الممارس عليهم لتجدهم يعيشون في حالة من القلق والخوف والعزلة والوحدة والتي قد تصل إلى مراحل متقدمة من الاكتئاب وبالتالي الانتحار.
إلا أن ظاهرة التنمر Bullying لا تنعكس آثارها على الضحية فقط، حيث أظهرت الدراسات أن المتنمرين أنفسهم من المحتمل أن يكونوا أكثر عرضة للفشل في حياتهم المستقبلية، وهم أكثر عرضة لارتكاب الجرائم في سن مبكرة.
ظاهرة التنمر والمطالبة بمركز للمكافحة في المملكة
توضح الدراسات المسحية في #المملكة- بحسب اللجنة الوطنية للطفولة- إلى أن (57.1 في المئة) من الفتيان، و(42.9 في المئة) من الفتيات يعانون التنمر في المدارس.
ويوضح #الكاتب السعودي أنمار حامد مطاوع في مقاله المنشور اليوم بجريدة عكاظ والذي حمل عنوان مركز مكافحة التنمر أن الدراسات الغربية تشير إلى ارتفاع حالات الانتحار الناتجة عن التنمر على الإنترنت Cyber Bulling في أربع دول غربية -منها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة- بنسبة 56%.
ويطالب الكاتب وزارة التعليم بإنشاء مركز متخصص لمكافحة التنمّر، يعمل فورًا على وضع الأنظمة والقوانين الواضحة الكفيلة بضمور هذا السلوك في المدارس، فالوزارة جهة تنفيذية قادرة على ذلك، وأبناؤنا وبناتنا من حقهم أن ينعموا ببيئة مدرسية آمنة مطمئنة.
ويتابع الكاتب قائلا كثير من أولياء الأمور لا يعرفون بأن أطفالهم يتعرضون للتنمر في المدرسة، بل حتى مدير المدرسة أو المسئولون التربويون فيها لا يعرفون، مطالبا وزارة التعليم بأن تكون صارمة بهذا الخصوص، وأن تكرس جهدا لا بأس به من أجل مكافحة هذا السلوك الممقوت.