الأخبار المحلية

والدة الطفل المصاب بالسرطان ترفض العزاء في ابنها وتتقبل التهاني بالحرم النبوي

رفضت والدة الطفل المصاب بالسرطان المثنى السويدان تقبُّل التعازي في ابنها، بعد أن أُديت صلاة الجنازة عليه أمس الجمعة في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، وتم دفنه بمقابر البقيع، ونعت طفلها بنفس مطمئنة راضية بقضاء الله وقدره، وقالت: “ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. الحمد لله أنني دفنته بالمدينة المنورة، الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله”.

وبعثت برسالة أمس الجمعة، نقلها برنامج “يا هلا”، قالت فيها: “أتقبل التبريكات والتهاني أن شرفني الله بأن يكون ابني المثنى شهيدًا مبطونًا بالسرطان؛ ولا يوجد عزاء، والتهنئة في ساحة المسجد النبوي الشريف”.

وقال المذيع مفرح الشقيقي مقدم البرنامج: “أرجو من كل المسؤولين أن يستمعوا إلى فاطمة الدوسري أم المثنى، ولا يُفلتوا أحدًا صغيرًا أو كبيرًا من العقاب. دم المثنى في ذمة كثير من الأشخاص والمسؤولين الذين يجب أن يحاسَبوا”.

وكانت المواطنة فاطمة راشد محمد الدموخ الدوسري قد ناشدت عبر “سبق” إنقاذ ابنها المثنى مطلق عبدالرزاق السويدان الموجود في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ورقم ملفه ٥١٤٧٠٨٨. وقالت في حديثها لـ”سبق”: “ما زالت كلمات ابني تتردد على مسامعي (ماما ما أبغي أموت)، وحالة طفلي متدهورة صحيًّا وهو طفل ذو ٦ سنوات مصاب بسرطان الدماغ مع انتشار الورم في العمود الفقري، وأُدخل مرات عدة من قسم الأورام إلى العناية المركزة”.

وأضافت: “الجديد في حالة طفلي أن الأطباء قرروا وضعه على حالة (منع الإسعاف الطارئ والإنعاش القلبي في حال – لا قدر الله – توقف القلب أو الرئة). علمًا بأن رئته اليمنى لم تكن تعمل. ومع معارضتي الشديدة، وعدم توقيعي على أي أوراق رسمية، فإن الأطباء أصروا على وضعه في حالة منع الإسعاف بما يسمى طبيا no-code / DNR ، وعذرهم الوحيد في ذلك هو أنه ربما يحتاج إلى أجهزة تنفس تستدعي بقاءه في العناية المركزة، وعدد الأسرّة في العناية لديهم محدود”.

وتابعت: “المستشفى تواصل معي لإجباري على إخراج الطفل من العناية المركزة بهذه الحالة، مع أن حالته لا تسمح بذلك، وتم نقل دم وصفائح دموية له اليوم”.

وزادت: “أناشد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد – حفظهم الله وسددهم للخير – أن يوجهوا لمن يلزم الأمر بإعادة طفلي إلى حالة الإسعاف الكامل full-code ، وإبقائه في العناية المركزة، سواء كان ذلك في المستشفى نفسه أو بنقله بالإخلاء الطبي لأي مستشفى ذي كفاءة عالية من مستشفيات السعودية في الرياض أو جدة أو خارج السعودية، حسبما يرونه مناسبًا لحالة الطفل التي تستدعي العناية المركزة والعلاج التلطيفي المساند؛ إذ إن كل دقيقة يبقى فيها الطفل على حالة المنع من الإسعاف يكون معرضًا للموت من دون أي تدخل طبي إسعافي”.