كيف ساهم اللبن الزبادي في إطالة أعمار سكان بلغاريا؟
لا يرتبط تاريخ اكتشاف اللبن الزبادي باسم بلغاريا فحسب، بل إن طرق إنتاجه أيضا تحكي تفاصيل عن تاريخ بلغاريا وتعكس هويتها الثقافية. وفي شوارع بلغاريا، يحتسي الناس مشروب الزبادي، ويغمسون في المطاعم شرائح الكوسا المقلية في أطباق الزبادي.
تقول نيكولا ستويكوف من مدينة صوفيا: نحن نضيف الزبادي إلى كل شيء. وأواظب على تناول ثلاث علب زبادي يوميا، في الصباح وبين الوجبات أثناء النهار، وقبل أن آوي إلى الفراش في الليل.
وتقول إيليستا ستويلوفا، الأستاذ المساعد لعلم الأعراق بجامعة بلوفديف: ظل الزبادي بالفعل عنصرا أساسيا في النظام الغذائي لشعوب دول البلقان على مدار قرون، لأن عملية إنتاجه طبيعية اكتشفها الناس بطريقة ما. وتعد منطقة البلقان واحدة من المناطق العديدة من العالم التي تتوفر فيها الأنواع المعينة من البكتيريا ودرجات الحرارة اللازمة لإنتاج الزبادي بطريقة طبيعية.
علاقة الزبادي بإطالة العمر
ولفت بحث غريغوروف الذي شرح فيه تركيبة الزبادي بالتفصيل انتباه عالم الأحياء الروسي إيليا ميتشنيكوف الحائز على جائزة نوبل، وربط في كتابة إطالة العمر الذي صدر عام 1908 بين إقبال الريفيين البلغاريين على تناول كميات كبيرة من اللبن الزبادي وبين أعمارهم الطويلة.
وقد سُجل بالفعل أكبر عدد من المعمرين فوق المئة عام على مستوى أوروبا في جبال رودوب في بلغاريا. وأثارت فكرة وجود علاقة بين الزبادي وطول العمر موجه من الاهتمام إلى حد الهوس بالصحة في البلدان الأوروبية، مثل فرنسا وسويسرا وألمانيا وأسبانيا وبريطانيا، وحرص سكانها على إدخال الزبادي البلغاري، الذي لم يكن يحظى بشعبية في غرب أوروبا من قبل، كمكون رئيسي في نظامهم الغذائي.