في محاضرة الوثائق الأهلية.. الدكتور الحربي من الضروري أن يقام وحدة خاصة بجمع وثائق منطقة الجوف
.
ضمن خطة النشاط الثقافي لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي لهذا العام، أقيمت مساء يوم الاربعاء 2018/9/12 محاضرة بعنوان” الوثائق الأهلية وأهميتها في توثيق تاريخ منطقة الجوف” ألقاها الدكتور فائز بن موسى الحربي-الباحث في الوثائق والتاريخ السعودي- في قاعة العرض والمحاضرات بدار العلوم بالجوف ؛ وادارها الأستاذ بدر بن فهد البليهد، وحضرها مجموعة من أعضاء المجلس الثقافي وعدد من أبناء منطقة الجوف، ونقلت للقسم النسائي عبر الدائرة التليفزيونية المغلقة.
حيث تحدث الدكتور فائز الحربي عن الوثائق تعريفها وأنواعها مؤكدا بأن الوثيقة هي كل مدون يحتوي على معلومات ذات قيمة تاريخية
مضيفا أن الوثائق الأهلية أو الخاصة هي مايطلق عليها وثائق غير رسمية.
وذكر الحربي أن اكثر المصادر واصدقها الوثائق التي كتبت في حينها وتعتبر مصدر موثوق اذا وجدت من يوثقها ويعتني فيها، وهذا ماتحتاجه منطقة الجوف اسوة بالمناطق الاخرى
وأضاف الحربي أن الوثائق الأهلية هي الوثائق المحلية عند الأسر بغض النظر عن موضوعها.
واستشهد الحربي بتجربة جمع وثائق الغاط حيث جمع اكثر من ٢٠٠٠ وثيقة تغطي اكثر من ٤٠٠ سنة ماضية
وقال الحربي أن الجوف أولى بجمع الوثائق قبل أن تتلف أو يأتي أجيال يرون أنها من الماضي وترمى أو تتلف
والوثيقة مخلوق قابل للتلف والضياع اذا لم يصل الى جهة بحثية تصىورها وتحفضها للاجيال المعاصرة والقادمة.
واستشهد الحربي بنشر الغرب للوثائق منذ ثلاثة قرون وأصبحت بداية للتاريخ الواقعي
وطالب الحربي بضرورة تصوير الوثائق وايصالها لهذا المركز لتصويرها وحفظها واذا اجتمع عدد من الوثائق تكلف لجنة لدراستها ونشرها بإصدار خاص مثل اصدار الغاط، الذي وصل الى الباحثين الامريكيين لدراسة تاريخ المنطقة ومعرفة الحالة الاجتماعية في زمن الوثيقة بالاضافة إلى التجارة والزراعة وصفات المجتمع والهدايا والاعطيات
وذكر الحربي أن من تجاربهم في الوثائق إصدار وثائق خيبر التي غيرت مفاهيم كثيرة عن مدينة خيبر
وأضاف الحربي أن منطقة الجوف لم تخدم تاريخيا ونرجوا أن نرى مشروعا وثائقيا من منطقة الجوف وأن تقام وحدة خاصة بجمع وثائق منطقة الجوف.
وذكر الحربي أن هناك من يتحسس من نشر الوثائق واعتبارها ملكية خاصة وسرية، والوثقية بعد فترة من الزمن تصبح عامة يجب أن تتاح للجميع.
وعن أهمية دراسة الوثائق والاستفادة منها ذكر الحربي أن الوثيقة تكشف نوعية الخطوط الموجودة واسماء من كتب الوثيقة واسماء العلماء والاشخاص وتاريخ نزول بعض الاسر ، وتفيد في معرفة الوضع السياسي والاقتصادي ومعرفة النقود المتداولة وطريقة البيع والايجار واللهجة المحلية الدارجة في ذلك الزمن والكلمات التي انقرضت
كذلك الأطعمة والأقمشة والملابس
والعلاقات الاجتماعية بين الجيران.
ولابد ان يكون الشخص الذي يتعامل مع الوثيقة شخصا متمكنا يعرف القراءة جيدا.
واستعرض الحربي عدد من الوثائق في الغاط والمدينة المنورة ووادي الصفراء وخيبر.
وقال الحربي أن الوثائق المحلية تغطي جزء كبير من الاوقاف مثل اناء الشرب والنخلة والابار والوصية والرسائل الشخصية تمثل جانب كبير من الوثائق لأنها تصف الواقع بصدق ودقة لأنه يكتب لطرف آخر يريد أن يقول له الحقيقة.
واختتم الدكتور فائز الحربي هذه المحاضرة بأن مهمة جمع وثائق المنطقة مسؤولية مشتركة بين الأهالي وبين الجهة التي تتبنى هذا المشروع.
وفي الختام قدم المدير العام لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي الأستاذ حسين الخليفة درعا تذكاريا للدكتور فائز البدراني الحربي.