عقلية القائد
في احدى الشركات ارتكب أحد المديرين التنفيذيين الناشئين خطأ رهيبًا كلف الشركة مايقارب ( 10مليون دولار) تم استدعاء المدير الصغير إلى مكتب رئيسة وقال له : أعتقد أنك تريد مني تقديم استقالتي أليس كذلك ؟! عندها نظر إليه رئيسة وقال له : بالطبع لا يمكن للشركة أن تستغني عنك لقد أنفقنا للتو (10 مليون دولار ) في تدريبك !
من خلال هذه القصة القصيرة يتجسد مفهوم القيادة في علم النفس وهو قدرة الإنسان أو القائد على التأثير بالأخرين وتوجيههم جيدًا لتحقيق هدف إيجابي معين أو عمل معين ، فقد تكون الخسارة في نظر القائد ذي العقلية القيادية نقطة انطلاق للتأثير والتغيير للأفضل .
فالقيادة هي عقل وفكر تنمي القدرات وتصقل المهارات وتوفر الممارسات فيجب أن تكون العقلية القيادية هي القاعدة التي نبني عليها المهارات والخبرات القيادية التي تصل بنا لرأس هرم القيادة وهو التأثير والتغيير .
فقد قيل ” العقل هو هبة الجسد وليس الجسد هبة العقل ” ففي القيادة نحن نتعامل مع عقول له قدراتها وإمكاناتها ومهارات وخبراتها فالقائد ذو العقلية القيادية هو الذي يدرك أهمية هذا الأمر ومن خلاله يتعامل ويوجه ويكلف ويطور و يؤثر ويغير .
لذا نستطيع القول أن عقلية القائد لابد أن تكون :
1- واقعية لا تنسحب عندما تواجه بيئة عمل سلبية أو أفرادًا غير فاعلين بل يؤمن أن هذا واقع طبيعي ودوره التغيير .
2- تشاركية بحيث يؤمن أن الجماعة أساس النجاح وأن العقلية التشاركية تشرك الجماعة في كل شيء بدءاً من الرؤية المشتركة وصولاً إلى الاحتفال بالنتائج .
3- مُتزنة ومتوازنة ما بين المحاسبة والتحفيز
4- ذات بعد استراتيجي لا تفكر فقط بالنجاحات السريعة بل تخطط لنجاحات بعيدة المدى .
5- مؤمنة بالتغيير تتطلع للتقدم والوصول إلى محطة أفضل وهذا يتطلب معرفة ووعي وإدراك لما يدور حوله للوصول إلى الأفضل .
ومن خلال ما طرح يتبادر لذهني سؤال قد أجده مهمًا وهو هل نستطيع صناعة عقلية قيادية ؟ وقبل أن أترك الإجابة لعقولكم النيرة أقول : نعم نستطيع وذلك من خلال إيجاد برامج ذات جودة عالية تهتم بتنمية العقل القيادي وتوفر لها فرصة الممارسة من أجل اكتساب الخبرات وصقل المهارات متطلع لقيادة منبعها فكر يترجمه ممارسة .
ولم أرَ في عيوب الناس عيبًا .. كنقص القادرين على التمام
– المتنبي –
بقلم
يحيى عبيد الخالدي