الأخبار المحلية

مع ضبط السعوديين ساعاتهم يحل “الهزاني”.. إليك قصة مترجم إشارة مؤتمر “كورونا”

منذ انطلاقة المؤتمر الصحافي اليومي الخاص بمستجدات “كورونا”، يضبط السعوديون ساعاتهم على الثالثة والنصف عصراً، للإصغاء لمستجدات هذا الوباء، وكيف يتعامل معه المعنيون بالأمر داخل المملكة بكل هدوء واحترافية مذهلة.

هذا المؤتمر لم يتميز بمتحدثيه البارعين وشفافية معلوماته فقط، بل كان وجود أحد مترجمي لغة الإشارة بجوار المتحدثين أمراً لافتاً استحقّ الإشادة، بعد أن نجح في إيصال المعلومات التوعوية ومستجدات الفيروس بشكل مباشر إلى قرابة 720 ألف مواطن من فئة “الصم”، حسب المعلومات الأولية لأعدادهم بالمملكة.

علي الهزاني الشاب السعودي الذي يحمل في جعبته خبرات عملية في خدمة الصم تتجاوز الـ20 عاماً كان سعيداً للغاية منذ أن اتفق مع وزارة الصحة على مشاركته في المؤتمر الصحفي اليومي؛ حيث يقول: “منذ أن بدأت وزارة الصحة رسائلها المكثفة للتوعية بفيروس “كورونا” قبل تسجيل أي حالة بالمملكة تواصلوا معي؛ لأشاركهم مقاطع الفيديو التوعوية مترجماً بلغة الإشارة، وبعد انطلاق المؤتمر الصحفي تم الاتفاق معهم على المشاركة بشكل مباشر وعلى المسرح، وليس عبر مربع صغير في الشاشة، وهي خطوة حضارية وإنسانية لا أعتقد أن أي دولة سبقت المملكة بها في الشرق الأوسط”.

ويضيف موضحاً أكثر: “في مجتمع الصم عند ظهور المترجم على الشاشة بهذه الطريقة، فذلك يعني أن الأمر في غاية الأهمية، ويجب الاستماع له حتى النهاية، ولذلك جاءت فوائده بشكل ملحوظ مع الاستجابة العالية لإخواننا من هذه الفئة الغالية”.

مترجم لغة الإشارة والذي أصبح وجهه مألوفاً على الشاشة يحرص يومياً على الحضور قبل انطلاقة المؤتمر بوقت كافٍ لا يقل عن نصف ساعة، ليقرأ البيان ويتعرف على كل المعلومات التي سينقلها بعد قليل لمئات الآلاف من المشاهدين، ويسهم في إيصال كل المعلومات والنصائح التي يقدمها المتحدثون إلى المواطنين يومياً.

“الهزاني” ذلك الشاب الذي يقف يومياً على الجانب الآخر من المسرح، بدأ عمله في لغة الإشارة منذ قرابة عشرين عاماً، حيث نال البكالوريوس من جامعة الملك سعود في مجال تربية وتعليم الصم وضعاف السمع بتقدير ممتاز، ثم نال الماجستير في تقنيات الاتصال، وعمل معلماً ثم محاضراً في جامعة الأمير سطام، وقبل ذلك انتقل رسمياً للعمل في هيئة الإذاعة والتلفزيون، ليقوم بمهام ترجمة الأخبار والمؤتمرات في القناة الأولى والإخبارية.

نشاط “الهزاني” في خدمة الصم لم يتوقف عند لغة الإشارة فقط، بل سبق وأن كان ناشطاً بالجمعية السعودية للإعاقة السمعية، حتى تولى رئاستها لأعوام أربعة تطورت في عهده، وأسس جمعية مترجمي لغة الإشارة الوحيدة بالوطن العربي، فضلاً عن عمله مستشاراً في مؤسسة “أحياها”.