جاء فيروس كورونا فأربك العالم وأضر بالاقتصاد وخطف الأرواح وأصبح الكل يريد النجاة ولا يريد الاقتراب من أي مصاب خشية من العدوى حتى لو كان أقرب الناس إليه. جاء هذا الفيروس ولم يفرق بين غني أو فقير، وبين كبير أو صغير، وبين مشهور أو مجهول، حيث أصاب ولي عهد بريطانيا ورئيس وزرائها ووزير الصحة، بل وأجبر وزيراً ألمانياً على الانتحار بعد أن شاهد الكارثة أمامه.
تحولت البلدان ذات الحضارة المتقدمة إلى بلدان مرتبكة عرضت حياة مواطنيها والمقيمين فيها بضعف الاحترافية والتردد وتفضيل الاقتصاد على حياة الإنسان. وهجم الناس هناك من دون وعي على الأغذية والتموينات، وخلت الصيدليات من الأدوية الضرورية والمعقمات، وزادت المشاحنات على المستلزمات حتى تدخلت الشرطة لتنظيم الأمور. وبقيت المملكة بقيادة حاكم متمكن حازم ليقدم حياة الإنسان فوق كل اعتبار، ويوجه أجهزته الحكومية – وبالذات الصحة – إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة، حيث أقفلت المدارس والمساجد والمطاعم والمطارات، وتم منع التجول إلا لساعات محدودة يخرج الفرد لقضاء حاجياته الضرورية. والتزم الجميع بتعليمات القائد، حيث كانت كلمته مطمئنة وواضحة حول هذا الأمر الجلل. وتوج كل ذلك بأمره الكريم بعلاج الجميع، ومنهم المقيمون ومخالفو الإقامة، وهذه إنسانية عظيمة تعطي دروساً في حقوق الإنسان وسلامته، وهل هناك أعظم على الإنسان من صحته وحياته؟!
ووجه مدير عام منظمة الصحة العالمية الشكر لخادم الحرمين الشريفين على هذا القرار الإنساني العظيم الذي لم يحظَ بالتغطية الإعلامية المستحقة دولياً وبالذات من الإعلام الغربي ومنظمات حقوق الإنسان المدعية بحمايته، بينما العالم يصارع في دول توصف بالمتقدمة، ويسحب جهاز الأوكسجين من كبار السن ليموتوا وتعطى الأجهزة لصغار السن.
وبحمد الله أثبتت هذه الأزمة التطور الملحوظ الذي أحدثه سمو ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في أداء الأجهزة الحكومية واستقطاب كفاءات إدارية مميزة، فرأينا حسن الأداء والمتابعة في الدفاع والداخلية والحرس الوطني والصحة والتعليم والتجارة والبلديات والموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والغذاء والدواء والاتصالات حتى أصبحت التجربة السعودية الأولى عالمياً ومحل الثناء والتقدير والاقتداء.