مُغرّد يُلخص حياته في صور أسماها “قطار العمر” ويُتوفى بعدها صائمًا.. هنا التفاصيل
“ابن عياش” لـ”سبق”: له قصص عجيبة من بر الوالدين.. وبسببها أسس أول جمعية لخدمتهما
لم يكن يعلم مُغرّد أن نشره لمحطات حياته في صورة أسماها “قطار العمر” ستكون هي اللحظات الأخيرة له من عمره، وذلك بعد أن كتب تغريدة مؤثرة يوم أمس، ليتوفى بعدها بساعتين، وهو صائم، إثر نوبة قلبية ألمت به، وتُؤدى الصلاة عليه ظهرًا بمقبرة الشمال في الرياض.
“المغرّد الراحل” هو الشيخ عبدالعزيز بن علي السبيعي -رحمه الله– مؤسس جمعية “أبرار”، أول جهة خيرية معنية بتعزيز بر الوالدين في الرياض، وكان قبلها خطيبًا في شركة أرامكو، وتحديدًا بـ”مصفاة الرياض”، وله نشاط اجتماعي ودعوي في أوساط عمله، وعُرِف عنه حب الخير، وحرصه على أن يكون أبًا للصغير وابنًا للكبير، ومستشارًا أسريًا ومصلحًا اجتماعيًا في أوساطهم، كما قالوا عنه.
خبر وفاة “السبيعي” أحدث تناقلاً واسعًا على الشبكات الاجتماعية، وأُطلق وسمًا باسمه على منصة “تويتر”، وشارك به الكثير مِما حزنوا على وفاته، وذكروا مواقفهم معه، أو بعضًا من أعماله وجهوده الخيرية، بل وبعضًا من قِصص بره بوالديه؛ التي وُصِفت بمضرب مَثل يُحتذى به.
“سبق” تواصلت مع “سلطان بن عياش” أحد الذين رافقوه عن قرب، وروى بعضًا من تفاصيل حياته –رحمه الله-، بقوله: “الراحل أبو نايف صاحب برامج اجتماعية ودعوية، ومتحدث بارع، ورجل صالح مُنذ صغره – نحسبه والله حسيبه –، بل وعُرِف عنه الاتزان والتوجّه السليم، ودليل ذلك ما قاله الكثير عنه بعد وفاته من مواقف وقصص وتفاصيل جمعتهم به”.
وأضاف: “كان السبيعي خطيبًا في شركة أرامكو بمصفاة الرياض، إلى أن تقاعد منها، واتّجه بعد ذلك للعمل في الجمعيات الخيرية والمراكز الدعوية، ومَكثَ كثيرًا في مكتب الدعوة لتوعية الجاليات بحي الروضة في الرياض، حيث تستهويه المناشط الدعوية والخيرية منذ صغره”.
واتبع “ابن عياش”: “للراحل –رحمه الله– قصص عجيبة في بره بوالِديه، إذ كان يسكُن في أحد الأحياء بالرياض، ووالده في حي آخر، وعلى الرغم من المسافة والكثافة المرورية؛ إلا أنه يذهب يوميًا لمنزله؛ باعتباره كبيرًا بالسن ويحب رعايته وإطعامه والعناية الشخصية به، قبل أن يتوفى، غفر الله له.
وواصل: “لم تتوقف قصص البِر عند الراحل هنا، بل كان له قصّة أخرى مع والدِته (المُقعدة) التي استأذنها بالذهاب معه وإكمال حياتها في منزله بعد وفاة رفيق دربها، حيث قام بتهيئة منزله لها، من خلال تسهيل حركة سيرها داخل المنزل، ووضع مسارًا خاصًا لها في المداخل للخروج والتنقّل بسهولة، كما قام بتجهيز جناح سكني فاخر لتقضي يومها فيه دون ملل –حتى توفاها الله هي الأخرى-“.
وأشار بقوله: “لم تتوقف قصص بِره بوالديه عند وفاتهما، بل عَلِمتُ يومًا بأنه ذهب للسودان لبناء مسجد في إحدى القرى التي بها كثافة سكانية وتفتقر لهذه الفرصة العظيمة، وجعله صدقة جارية لهما، وخطب بهما يوم الجمعة وارتجل كعادته على المنابر الدعوية”.
وأكمل “ابن عياش” حديثه عن الراحل “عبدالعزيز السبيعي”، قائلاً: “نماذج البِرْ هذه، جَعلتْ الفقيد يُفكّر في سَنِ سنة حسنة ويستفيد منها الكثير من كبار السن وأبنائهم في هذا الوطن، وأعدَ أفكاره وبدأ جاهدًا لتأسيس “جمعية بر الوالدين” (أبرار)، لتكون أول جهة خيرية رسمية من نوعها في المملكة متخصصة في تعزيز بر الوالدين، وكُتب له افتتاحها في شهر رمضان من العام قبل الماضي”.
وأردف بقوله: “الفقيد كان يُتابع عمل الجمعية عن قُرب، بل وأطلق مسابقة رمضانية لا تزال على حساباتها، ومشرف عليها طوال العشرة أيام الماضية، قبل أن يُغرِد بكلمات مؤثرة فيها عبرة وحكمة ووقفة تأمل، عنوانها مراحل عمره في صور، وأتبعها بآية قرآنية تقشعر منها الأبدان، وكأنه يعلم بأنها وداعية، وستُقبض روحه وهو صائم، تحديدًا بعدها بساعتين تقريبًا –غفر الله له-“.
وختم “ابن عياش” قائلاً: “تلقى الكثير رسالة تهنئة بقدوم رمضان من الفقيد مطلع الشهر الكريم، وأوصاهم فيها ببذل الخير، وأن يُصلوا في بيوتهم ويتضرّعوا إلى ربهم.. ولم تخلوا من الرسالة الوطنية (كلنا مسؤول)، وكانت هي الوداعية للكثير من جهات الاتصال عنده”.