الأخبار المحلية

حُرقة المعدة في شهر رمضان.. ما هي أسبابها وكيف يمكن الوقاية منها؟

تُعد إحدى المضاعفات الشائعة التي يمكن أن تنشأ خلال الصيام بشكل خاص

يعتبر رمضان والصيام فرصة ممتازة من الناحية الصحية والجسدية ليحصل منها الجسم على راحة، خاصة الجهاز الهضمي فالصيام يخفف الضغط على الجهاز الهضمي ويريح كامل أعضاء الجسم لكي يجدد نشاطها ولكن بسبب سوء التغذية أو التعامل الصحيح مع المعدة بعد صيام يوم كامل فإن ذلك يتسبب في المشاكل الصحية والمتعلقة بالتغذية والتي يعاني منها الكثيرون في شهر رمضان خاصة حرقة المعدة والحموضة الزائدة، فما هي حرقة المعدة وما علاقتها بالصيام، وكيف يتم علاجها؟

تعد حرقة المعدة أو كما تعرف بالحموضة إحدى المضاعفات الصحية الشائعة التي يمكن أن تنشأ خلال فترة صيام رمضان بشكل خاص. وهي عبارة عن ألم حارق وشعور بعدم الارتياح بأسفل عظمة الصدر، وعادة ما تحدث نتيجة الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي وهو حالة يتم فيها عودة حمض المعدة إلى المريء تبعاً لعدة أسباب وعوامل. وعادة ما تظهر أعراضها بعد تناول الطعام، أو عند الانحناء أو الاستلقاء.

في رمضان وبالرغم من أن الصيام لوقت طويل، من المفروض أن يقلل من كمية الحمض الذي يتم إفرازه في المعدة لهضم الطعام، إلا أن المشكلة قد تتفاقم وتظهر، خاصة بعد الإفطار وخلال ساعات المساء، وذلك كنتيجة طبيعية لامتلاء المعدة والاصابة بالتخمة، أو عوامل أخرى.

فيما يلي سنحدثكم عن أسباب حرقة المعدة في رمضان، وما هي الوسيلة التي ستساعدكم في التخلص منها، وحول كيفية الوقاية والتعامل معها.

أسباب حرقة المعدة في رمضان:

العديد من الأسباب قد تكون وراء الارتجاع المعدي المريئي، واصابتك بحرقة المعدة بشكل عام أو في شهر رمضان بشكل خاص، والتي قد تشمل الاصابة بإحدى المشاكل الصحية، أو كنتيجة لاتباع عادات معينة، واليكم أكثر الأسباب انتشارا لحدوث حرقة المعدة:

* الوزن الزائد والسمنة قد تؤدي إلى زيادة الضغط على المعدة وبالتالي ارتجاع الطعام والحمض إلى المريء، وضعف الصمام.

* فترة الحمل والتغيرات الهرمونية التي تصاحبها والزيادة في الوزن وضغط الجنين على منطقة المعدة وخاصة في أشهر الحمل الاخيرة.

* اتباع نظام غذائي غني بالدهون، فالمعدة تحتاج إلى فترة أطول للتخلص من الحمض بعد هضم وجبة دسمة.

* تناول أنواع خاصة من الأغذية، مثل: الحمضيات، البصل، الطماطم، الأطعمة الحارة أو بعض المشروبات كالمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.

* تناول كميات كبيرة من الكافيين أو تناول الكحول.

* تدخين التبغ بكافة أشكاله،إذ وجد له تأثير على استرخاء عضلة الصمام.

* الاجهاد والضغوطات النفسية.

* وجود مشكلة طبية، كوجود فتق حجابي، أو مشكلة خزل المعدة (Gastroparesis) أو الربو.

* تناول بعض أنواع الأدوية، مثل الاسبرين أو أدوية الربو أو المضادات الحيوية.

* النوم بعد الأكل مباشرة.

* التخمة وتناول كميات كبيرة من الطعام، وهذا عادة ما قد يكون وراء الاصابة بحرقة المعدة في رمضان بشكل خاص عند معظم الأشخاص.

أما من تصيبهم حرقة المعدة أثناء الصيام وخلال فترة النهار فهذا قد يرجع إلى أسباب أخرى، قد تشمل أن معدتك لازالت تعتاد على أوقات محددة لتناول الطعام فتقوم بافراز حامض الهيدروكلوريك، دون تناول الطعام، أو لمجرد استنشاق رائحة الطعام أو رؤيته! أو لربما قد تناولت وجبة دسمة تحتاج إلى فترة طويلة حتى يتم هضمها، أو قمت بالنوم مباشرة بعد الوجبة. فكل هذه الاسباب قد تكون سبب اصابتك بحرقة المعدة في رمضان.

علاج حرقة المعدة والوقاية منها أثناء صيام رمضان

عادة ولعلاج الارتداد المعدي المريئي لحامض المعدة ينصح باجراء التغيرات خطوة بخطوة، مع البدء بتغيير النظام الغذائي وكل ما قد يكون سبب في ما وراء الاصابة بحرقة المعدة. واذا لم ينجح ذلك في العلاج والسيطرة على حرقة المعدة، فقد يستلزم التوجه للمساعدة الطبية. واليكم أهم خطوات العلاج والنقاط االتي يجب مراعاة تطبيقها وخاصة في شهر رمضان الفضيل:

* ننصح بمواصلة تناول الادوية المعالجة للحرقة لمن كانوا يتناولونها مسبقاً، وفي الأيام العادية، مثل: مضادات الحموضة، مضادات الهيستامين أو مثبطات مضخة البروتون. وقد يكون الوقت الافضل لذلك بعد وجبة الفطور، أو مع وجبة السحور لمن تستمر معهم الاصابة بالحرقة خلال فترة النهار.* السيطرة على الحرقة يمكن أن يتم بتناول الطعام باعتدال، وتجنب التخمة أو امتلاء المعدة.

* تقسيم الوجبات إلى أربع أو خمس وجبات ما بين أذان المغرب وحتى أذان الفجر، بحيث تشمل: وجبة الافطار، وجبتين خفيفتين، وجبة السحور.

* تناول وجبة الإفطار على مراحل وببطء، حيث بالامكان البدء بالتمر وكوب من الماء، ومن ثم الشوربات، المقبلات، فالوجبة الرئيسة.

* تناول طعامك ببطء مع الحرص على هضمه جيداً.

* تجنب الأغذية الغنية بالدهون، كالاغذية المقلية، والغنية بالدسم.

* تجنب الأطعمة الحارة، وأي نوع غذاء قد يساعد في اصابتك بالحرقة.

* الحد من تناول الكافيين مثل: القهوة والشوكلاتة.

* التوقف عن التدخين بكافة أنواعه، وتحديداً بعد وجبة الافطار مباشرة.

* تجنب النوم بعد تناول الطعام عل الاقل بثلاث ساعات.

* ممارسة تمارين رياضية خفيفة تساعدك على الهضم مثل المشي ما بعد وجبة الفطور بساعتين.

* لا تنسى شرب الماء بما لا يقل عن 2- 3 لترات في اليوم.

* إن كنت تعاني من السمنة فحاول وضع خطة لنظام غذائي يساعدك في تخفيف الوزن واستغل رمضان والصيام كفرصة لتحقيق هدفك.

* ارفع رأس سريرك ما يقارب 20 سم عن طريق وضع قطعة خشب أو كتلة تحته، ولا ينصح باستخدام المخدات والوسائد الإضافية لذلك حتى لا تزيد من الضغط على البطن.

دور التغذية في زيادة أعراض الحرقة أو تخفيفها في رمضان

تطرقنا إلى أن بعض أنواع الأطعمة قد تكون سبباً في زيادة فرص إصابتك بحرقة المعدة. وتجنبها قد يكون الحل الأمثل لك، وتشمل هذه الأطعمة:

* مصادر الكافيين: القهوة والشاي، والشوكلاتة والمشروبات الغازية…إلخ.

* الحمضيات بأنواعها.

* الطماطم، ومعجونها وعصيرها.

* البصل.

* النعناع.

* الأغذية الغنية بالدهون:

المقالي والألبان الغنية بالدسم، الأغذية المصنعة واللحوم الغنية بالدهون، الزيوت، الزبدة، الحلويات والشوربات الدسمة.

أما ما قد يساعدك في تقليل الحرقة:

* شرب المياه الغازية

* كوب من الماء المخلوط بملعقة صغيرة من صودا الخبز

* كوب من البابونج أو اليانسون

* عرق السوس

* مضغ العلكة الخالية من السكر

* عصير الألوفيرا

* اللوز النيئ

* تناول الموز الناضج أو التفاح.

فكل ما ذكر قد يكون له دور في التخفيف من أعراض حرقة المعدة وعلاجها وخاصة إذا ما تم تناولها بعد الوجبات الدسمة.