الأخبار المحلية

جرس الأزمة يدق لقهر العوائق.. مختص تنمية يدعو لإنشاء هذه الشركة الوطنية

قال: العالم بأسره يعاني تهديدًا.. وكل دولة ستلبي احتياجاتها الداخلية أولًا وتوقف التصدير

اقترح المختص في المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة الدكتور نايف بن سراج الهذلي، إنشاء شركة وطنية للمحاصيل الزراعية؛ هدفها توفير الدعم اللوجستي لصغار المنتجين الزراعيين وتدريبهم، كما تقوم بتوفير المعدات الزراعية المتطورة واللازمة لهم، وشراء محاصيلهم الزراعية من خلال تسعيرة مشجعة ومتزنة تساعد في حفظ حقوق المزارع، وتراعي في الوقت نفسه متطلبات المستهلك، كما تقوم بتخزين المحاصيل الزراعية والحفاظ على جودتها، لتقليل الفاقد منها، وإعادة توزيعها وتسويقها على التجار في مناطق المملكة المختلفة.

وقال “الهذلي”: إن هذه الأزمة التي يمر بها العالم دقت جرس الإنذار لكثير من الأمور الهامة التي كانت إما غائبة عن أذهاننا أو مؤجلة، أو لم تحظَ بالأهمية اللازمة، التي تعتبر مهددة للأمن الاقتصادي والسياسي؛ مشيرًا إلى أن من أهم هذه الأمور تحقيقُ الأمن الغذائي الوطني من خلال الاكتفاء الذاتي الكلي أو الجزئي من المحاصيل الزراعية المختلفة.

ولفت إلى أن هذا الأمر لم تغفل عنه حكومة خادم الحرمين الشريفين؛ حيث قامت مشكورة من خلال وزارة البيئة والمياه والزراعة -بالتعاون مع منظمة الأغذية والتجارة للأمم المتحدة “الفاو” وانطلاقًا من رؤية المملكة 2030- بإطلاق برنامج التنمية الريفية المستدامة، الذي يهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة لتشجيع القطاع الزراعي على الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة والميزة النسبية للمناطق المختلفة؛ مشيرًا إلى أن المملكة شبة قارة مترامية الأطراف، وقد حباها الله بتضاريس مختلفة ومتنوعة تسطيع استغلال هذه الميزة والاستفادة منها في تحقيق الأمن الغذائي.

وبيّن أن البعض قد يقول إن شح المياه سوف يكون عائقًا أمام هذا المشروع، والرد على ذلك بأنه لا يوجد شيء لا يمكن معالجته وإيجاد الحلول المناسبة للتغلب عليه؛ فبالإمكان الاستفادة من التقنيات الحديثة للرفع من كفاءة الري باستخدام تقنيات الري المتطورة والتركيز على البحوث العلمية الزراعية لتطوير الإنتاجية؛ وذلك بالاستعانة بالخبراء على الصعيد المحلي أو الدولي في هذا المجال لرسم خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف؛ لافتًا إلى أنه ليس بالضرورة أن نحقق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الزراعية بنسبة 100%؛ لكن من الضروري أن يكون لدينا محاصيل زراعية تساعدنا على تجاوز الأزمات التي قد لا تكون في الحسبان، وأكبر دليل على ذلك هي الأزمة الحالية التي إن طالت فسوف يعاني العالم بأسرة من تهديد لأمنه الغذائي، وكل دولة في حينها سوف تلبي احتياجاتها الداخلية أولًا وستتوقف عن التصدير.

وأوضح “الهذلي” أن هناك كثيرًا من قرى المملكة أهلها في الأصل مزارعون ولديهم الخبرة والدراية الكاملة بأمور الزراعة؛ إلا أن العائق الذي يواجههم بالإضافة إلى شح المياه هو عدم دعم محصولهم الزراعي، فكثير من الأحيان يذهب إنتاجهم بأسعار زهيدة قد لا تحقق في كثير من الأحيان التكلفة التي تكبدوها في الإنتاج؛ مما يؤدي بالتالي إلى عزوفهم عن استصلاح أراضيهم الزراعية؛ مشيرًا إلى أنه من خلال إنشاء هذه الشركة نكون قد حققنا نوعًا من الاكتفاء الذاتي، وأيضًا ساهمنا في توفير فرص عمل في الأرياف، وكذلك زيادة دخل المزارعين والحد من الهجرة الريفية، وتحقيق الأمن الغذائي الذي لا بد أن يكون هدفًا استراتيجيًّا مهما بلغت تكلفته المادية؛ لأن الإخلال به من أبرز المهددات السياسية والاجتماعية وهو أحد أهداف رؤية المملكة 2030.