أخبار المجتمع

طرق ملتوية بمسمى «الحب» يسلكها متحرشون للإيقاع بالقاصرات على «التواصل الاجتماعي»

 

في جنح الظلام وتحت أستار الليل، يعبثون بمشاعر القاصرات واستدراجهن إلى المحظور بالكلمات المعسولة، والوعود الكاذبة وقصائد الغزل، ثم يلقون بالضحايا إلى شباكهم المنصوبة بالخداع والوهم. وتلاحق الأجهزة الأمنية هؤلاء العابثين في كل مكان، والضرب عليهم بيد من حديد لحماية القاصرات والمراهقات من شرورهم.

في الأسبوع الماضي، سددت الأجهزة الأمنية ضربة قاصمة لـ«دنجوان» في الرياض ومثله في جدة، ليتم ضبطهما في عمليات أمنية منفردة؛ الأولى كانت لشاب عشريني من جنسية يمنية، استدرج عدداً من القاصرات والتقط مقاطع خادشة لهن ثم جاهر بأفعاله المشينة ونشر المقاطع على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وتم القبض عليه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه وإحالته إلى النيابة العامة.

وبحسب عكاظ فقد شكلت شرطة جدة فريق عمل للبحث عن الشاب وتحديد هويته، واتضح أنه من جنسية يمنية في العقد الثاني من العمر واتخذ من حساب على منصة «التيك توك» منطلقاً لاستهداف القاصرات واستغلالهن، مستغلاً قدرته على تقليد الأصوات والغناء. وبحسب مصادر، فأن المتهم انتحل عدة جنسيات عربية خلال ظهوره في مقاطع الفيديو بهدف التضليل، ثم عمد إلى حذف حسابه في محاولة للهروب بفعلته. وفي عملية الضبط الثانية التي نفذتها الأجهزة الأمنية في الرياض تم القبض على مواطن في العقد الثالث من العمر، عقب استدراجه فتاة قاصراً واستغلالها وتصويرها في أوضاع مخلة ومجاهرته بأفعاله على منصات التواصل قبل أن تتحرك شرطة الرياض لضبطه وإحالته لجهات الاختصاص.

قانونية: جرائم التغرير موجبة للتوقيف

كشفت المستشارة القانونية أمل عسيلان، أن مستدرجي القاصرات يواجهون عقوبات عدة، خصوصاً في حال ارتباطها بجرائم معلوماتية. وقالت، إن المتهمين في هذه القضايا يواجهون أيضاً تهمة مخالفة المادة السادسة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية المتعلقة بإنشاء ونشر المواد الإباحية، وتعد هذه الأفعال من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف.

وتنصّ على عقوبة السجن مدة لا تزيد على 5 سنوات وبغرامة لا تزيد على 3 ملايين ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين، وتشمل العقوبات إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام أو القيم الدينية أو الآداب العامة أو حرمة الحياة الخاصة أو إعداده أو إرساله أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي.

كما يواجه المتهم مخالفة المادة (8) من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، المتعلقة بعقوبة التغرير بالقصّر ومن فِي حكمهم واستغلالهم.

ويعد التغرير بالقصّر ومن فِي حكمهم، أو استغلالهم، من الظروف المشددة في الجرائم المعلوماتية.

خبير أمني يكشف أسرار ضعاف النفوس

أساليب الإيقاع بالفتيات يكشفها الخبير الأمني اللواء متقاعد مسفر الجعيد، ويصفه بدروب الأفاعي التي تسلك طرقاً ملتوية للوصول إلى الضحايا. ويسهم غياب الوالدين وضعف رقابتهما الأسرية في سهولة وقوع الفتيات القاصرات اللائي لا يملكن الخبرة أو المعرفة لردع ضعاف النفوس الذين يمطرون الضحية بالكلام المعسول والوعود الزائفة لتحقيق مآربهم. ويؤكد الجعيد، أن على الوالدين منح أبنائهم ثقتهم مع عدم إغفال رقابتهم ومعرفة مع من يقضون الساعات الطوال عبر الأجهزة المحمولة، التي تعج بالكثير من برامج التواصل الاجتماعي والتي يستغلها المتحرشون والمستدرجون أسوأ استغلال في ظل انعزال الأسر وتفرق أفرادها، لذا من الضروري إحكام الرقابة الأسرية على تلك المنصات والرقابة الأسرية على بعض الألعاب الحديثة التي تعد أسلوباً جديداً للمستدرجين خصوصاً في ظل توفر خدمة المحادثات الصوتية والكتابية مع عدم وجود توعية للأبناء والبنات بخطورتها.

أخصائي الطب النفسي: لا بد من إزاحة ذريعة الخجل

أخصائي الطب النفسي وليد الزهراني، شدد على أن بعض القاصرات لا يتقبلن آراء الوالدين والأكبر منهن بحجة أنهم «من العصر القديم، ولا يفهمون مستجدات العصر من ثورة تقنية في برامج التواصل الاجتماعي»، وبسبب هذا المفهوم الخاطئ للعصر وتقنياته تقع بعض الفتيات فريسة للمستدرجين بالكلمات المعسولة والوعود الكاذبة. ويضيف الزهراني: من أبرز الأسباب التقليد الأعمى للأفلام والمسلسلات وما تتداوله بعض القنوات من رومانسيات زائفة خصوصا الفتيات من سن 12-17 عاماً، ومن السهل استدراجهن واستغلالهن والتغرير بهن ودعوتهن للخروج بزعم الحب، وبعد الوقوع في المحظور يصبح صعباً على الضحايا الإفلات من الشباك.

ويشدد الزهراني على أن المستدرجين عادة لديهم أهداف لإشباع رغباتهم باستغلال القاصرات للظهور كدنجوان لإسقاط أخريات في حبالهم، وغالب هؤلاء يتسمون بطبائع غير سوية وإجرامية.

ويلمح الأخصائي النفسي الزهراني، إلى أن الفتيات القاصرات لا يدركن تبعات أفعالهن بسبب قلة رشدهن ولا يستوعبن الخطأ الذي سقطن فيه لذا يجب مضاعفة الرقابة والمتابعة الأسرية.

وطالب الأسر بإزاحة ذريعة الخجل ومقولة يجب عدم فتح عين وعقل الفتاة على بعض الجوانب الجنسية أو الاجتماعية، وفتح باب التعليم للفتيات القاصرات والنقاش معهن عما قد يتعرضن له من ضعاف النفوس.

«النيابة»: مخالفة لنص المادة الثامنة

النيابة العامة كشفت عقوبة التغرير بالقصّر ومن في حكمهم واستغلالهم، إذ نصت المادة (8) من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، المتعلقة بعقوبة التغرير بالقصّر ومن في حكمهم، على أن «لا تقل عقوبة السجن أو الغرامة عن نصف حدها الأعلى إذا اقترنت الجريمة المعلوماتية بالتغرير بالقصّر ومن في حكمهم واستغلالهم».