الأخبار المحلية

نسبة اطفال التوحد بالمملكة من 1.5-2% والمطالبة بالكشف والتدخل المبكر

طالب مهتمين بذوي الاعاقة وتحديدا بمرضى التوحد، بضرورة التشخيص المبكر لأطفال التوحد منذ ظهور الأعراض او المؤشرات الاولية، مؤكدين بوجود نقص بمراكز الفحص المتخصصة للكشف المبكر عن مرض التوحد على مستوى المملكة مما يزيد الفجوة ويرفع عدد المرضى، محذرين أولياء الأمور بان “إغلاق الابواب” على المعاقين ليس هو الحل بل يضاعف المشكلة، وعليهم مجابهة هذه الامراض والاعلان عنها والبحث عن العلاج، فالدولة -أعزها الله- لم ولن تبخل في ايجاد الحلول العلاجية ولن تجعل الأسرة لوحدها تعاني بالانغلاق على نفسها.

وقال د. واصف كابلي، من مركز نداء الأمل لذوي الاعاقة بجده، خلال مشاركته في ديوانية الاطباء في لقائها الــ 59 بعنوان (التوحد والتدخل الوقائي المبكر للإعاقة) الذي تم مساء أمس الأول، -عن بعد-، بأن التدخل المبكر والكشف المبكر على أطفال التوحد يساهم في حل هذه المعضلة التي تواجه الأسرة، مشيرا الى أن أسباب التوحد غير معروفه، ويعتبرها البعض مزيج من امراض وراثية أو طبيعية أو حوادث اجتماعيه ونفسية “كآبة، وفاة عزيز، خسارة مالية” مرت بها الام اثناء الحمل، بالإضافة الى عوامل اخرى تعرضها في حياتها الزوجية من عنف أسرى وإساءة لشعورها أو إحساسها أثناء الحمل، وتدخل بموجبه في حاله كآبة وحزن وألم نفسي قد يحرم الطفل من بعض الانزيمات المغذية التي تنعكس على الجنين بالتوحد، فيما يرى البعض من المتخصصين بأن التوحد هو نتيجة حتمية لبعض العوامل المساندة أثناء الحمل مثل “التدخين، شرب المسكرات، ادوية بدون وصفة طبية ، بعض التطعيمات الثلاثية التي تؤخذ مرة واحدة”، وهناك اعاقات يكون سببها طريقة التوليد او نقص الاكسجين في المستشفيات، وأحياننا يكون هناك مشاكله في القوقعة تحرم الرضيع من التواصل.

وطالب د. كابلي، بعمل بحث مجتمعي يشرف عليه عدد من الأطباء في الجامعات ومراكز البحث العلمي، بهدف التحقق من سبب مرض التوحد أثناء الحمل، وقد نتمكن من معرفه السبب ونوع الإفرازات التي لم تفرز أثناء الحالة النفسية والاجتماعية والتي قد تكون سبب في التوحد، ثم نتوصل للحقن التي تعوض هذا النقص الذي سبب التوحد وتعطي في الأشهر الأولى بعد الوضع، موصياً في ذات السياق بتطوير المهارات المهنية والرياضية والاجتماعية والحياتية لمرضى التوحد والتخلف العقلي ومتلازمة داون لمن تجاوز سنهم ١٢ عاماً.

فيما كشف د. تركي البطي، استشاري الطب النفسي للأطفال و المراهقين والمتخصص في الاضطرابات النمائية والتوحد التشخيص والتدخل، ومدير مركز عبداللطيف الفوزان للتوحد بالخبر، أن نسبة الاطفال المصابين بالتوحد بالمملكة بحسب دراسة أجريت حديثا وسوف تنشر نتائجها قريبا 1/ لكل 45 طفل أي ان نسبة الاصابة 1.5-2% وهذي قريبة من النسبة العالمية، لافتا الى ان الدراسات الحديثة العالمية أظهرت تزايد نسبة الإصابة باضطراب طيف التوحد بشكل مضطرد خلال 15 الماضية، حيث زاد العدد من ١ لكل ١٦٦ طفل في عام ٢٠٠٤ ليصل الى ١ لكل ٥٤ طفل في عام ٢٠٢٠م.

واكد د. البطي، ان الكشف المبكر على الاطفال الذين يتم تشخيصهم بالتوحد سيوفر على الدولة مبالغ كبيرة فكل ريال يصرف على الكشف المبكر يوفر سبعة ريال قبل وصول الطفل الى سن الخمس سنوات، مبينا في ذات السياق أن التوحد هو اضطراب نمائي عبارة عن عوامل (وراثية و بيئية طبيعية)، وأن الاعراض تظهر في عمر مبكر من حياة الطفل في مرحلة السنة والسنة والنصف، ويصبح هناك صعوبة في التواصل مع الاخرين، والذي من المفترض ان يبدأ هذا التواصل من عمر ستة أشهر الى سنة ونصف، واي تأخر في ذلك سيؤدي الى تأخر في الكلام و الادراك (قصور ادراكي)، لافتا الى ان افضل بيئة لتطوير طفل التوحد هي المدرسة مع تكييف المنهج الأكاديمي بما يتلاءم مع قدرات الطفل التوحدي.

بالمقابل وخلال ديوانية الاطباء –عن بعد-، سلطت، ام يوسف، والدة طفل توحدي، الضوء على معاناتها مع ابنها ذوي الخمس سنوات، والذي كان مصاب بطيف توحدي عالي، وبفضل اهتمامها ودراستها وتركيزها على هذه المرض منذ السنة والنصف الاولى بعد ملاحظته على ابنها، تم علاج الأبن واصبح بشكل أفضل، مطالبة بضرورة التشخيص المبكر لأطفال التوحد والتدخل المبكر، وأن يكون هناك برامج وورش تدريبية للأمهات للتعامل مع حالات ابنائهم وفي مجال التدخل المبكر، الى جانب دورات تدريبيه للمعلمين والمعلمات في المراكز بأحدث الطرق التعليمية ليطوروا أنفسهم والاستفادة من تجارب جميع الدول.