المقالات

بالحب والوفاء نجدد البيعة والولاء

ستة أعوام (هجرية) مرت؛ منذ تسلم ملك الحزم والعزم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، وبمبايعته ملكًا للمملكة العربية السعودية؛ في يوم أبلج هو الثالث من ربيع الآخر 1436هـ. وتحل ذكرى تولي ملك الحزم والعزم سلمان الخير، في وقت تظهر فيه ثمار حكمته وحكمه الرشيد؛ بأن تأتي تلك الذكرى والمملكة تستعد لأن تبهر العالم بتنظيمها لقمة مجموعة العشرين، حيث تترأس مملكة سلمان الحزم والعزم لمجموعة العشرين، تلك المجموعة التي تضم أقوى اقتصادات العالم، ورموز القوة البشرية المالية والسياسية والعسكرية؛ لتعلن المملكة أنها في عهد حكم سلمان الرشيد وولي عهده الأمين؛ حققت ما يفخر به كل مسلم وعربي، وما يعلي هامة كل سعودي منتمي لمملكة الخير والعطاء، وكل مقيم على أرضها ناعم بخيراتها.
لقد كان الملك سلمان بن عبد العزيز ملك الحزم والعزم صادقًا عندما أعلنها مدوية – في مثل هذه الأيام لما تولى مقاليد الحكم – في كلمته الأولى؛ فوصف توليه حكم البلاد بـ«الأمانة العظمى»، مؤكدًا من أول كلمة له تمسكه بالنهج القويم «الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز – رحمه الله – وعلى أيدي أبنائه من بعده».
ست سنوات فترة في أعمار الدول لا تعتبر، ولكن سلمان الحزم والعزم وولي عهده الأمين؛ استطاعوا خلالها أن يحققوا ما لم تستطع دول عظمى تحقيقه، فتمضي مملكة الخير والعطاء في طريقها لتحقق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية راشدة رشيدة، تنقل مجتمع بأكمله إلى مصاف الدول العظام؛ إنها رؤية 2030، التي تم إطلاقها في بداية عهد سلمان العزم والحزم، مستهدفة تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته في المجالات كافة، وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل.
لقد جسدت رؤية 2030 الطموحة لسمو سيدي ولي العهد الأمين – حفظه الله – وأكدت ذلك وهي تقول «همة حتى القمة»، همة في البذل والعطاء، همة في الحزم والوفاء، همة في العزم والنماء، فكانت مشاريع النماء على كل الأصعدة، والعمل على التنمية المستدامة في كل درب ومجال؛ عمران وتعليم، بحث علمي واهتمام بالشباب، إعلاء لمكانة المرأة التي هي صانعة الأجيال، تأكيد لاحترام حقوق الإنسان، في رؤية حظي فيها الوطن والمواطن بدعم سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – حفظهما الله –.
فسعت المملكة خطوات وثابة نحو وضع كيانها في المكان الذي تستحق، فأضحت في المقدمة فاعلًا إقليميًّا ودوليًّا؛ وما ذلك إلا بفضل الله ثم بفضل قيادتها الرشيدة التي تعمل دونما كَلَل، وتسعى بغير ملل إلى الارتقاء بهذا الوطن وإنسانه؛ حتى أوصلته إلى ما نعايشه اليوم من رخاء وأمن؛ على الرغم من الأزمات التي مرت بها المنطقة والعالم، إنها نعمة من الله على تلك البلاد المباركة حمى الله بها بلاد الحرمين عالية خفاقة، فسخَّرت ما حبا الله به هذه البلاد من نعم ومكانة دولية لخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية؛ فكانت السبَّاقة دائمًا في مد يد العون إنماءً وإغاثةً، وامتدت أياديها البيضاء لمساعدة المحتاجين في مختلف الدول دون تمييز، لتكون مملكة الحزم والعزم مملكة الإنسانية، مملكة الخير والعطاء التي يعرفها العالم، ونجحت في التصدِّي بحزم وعزم لمحاولات تهديد أمنها، والاعتداء على حدودها.
خلال هذه السنوات الست، واجه فيها العالم، والسعودية خصوصًا، تحديات على مختلف الأصعدة والمجالات، اقتصادية أو سياسية أو أمنية، وغيرها، إلا أن الحكومة السعودية، وتحت قيادة سلمان الحزم والعزم وولي عهده الرشيد، تمكنت من تجاوزها وإرساء البلاد في بر الأمان، ودفع العملية التنموية في شتى مناطق المملكة، ليس ذلك وحسب، بل تجاوزت الجهود الحدود، فوصلت المملكة إلى قيادة جهود دولية لضمان استقرار المنطقة والعالم، عبر مجموعة العشرين، وما خاضته في تعزيز الاقتصاد العالمي، خصوصًا في فترة جائحة «كوفيد – 19»، وما قدمته من دعم مادي لمشاريع علمية لإنتاج لقاح لمواجهة فيروس فتك بالعالم.
عام كانت فيه جائحة كورونا هي العنوان الأبرز، تجلت فيه إنجازات المملكة العربية السعودية لشعبها ولغيرها من الشعوب، ورغم أنه كان تحديًا صعبًا، فإن السعودية وبقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، وبتعليمات صريحة منه ومن ولي عهده الأمين تمكنت من التصدي المبكر للجائحة، والتعامل مع تداعياتها بتوفير احتياجات المواطنين والمقيمين كافة، وحتى مخالفي نظام الإقامة؛ فكانت المملكة مثالًا في التعامل الإنساني الحكيم مع تلك الجائحة، وأضحت إدارتها للأزمة مثالًا يدرس، فقال سلمان الحزم والعزم: «لقد أثمرت جهود بلادكم في التصدي المبكر للحد من آثار الجائحة، وهو ما ساهم في تدني انتشار العدوى، وانخفاض أعداد الحالات الحرجة، ولله الحمد»، وأضاف – حفظه الله -: «لقد سعينا من خلال إدارة الجائحة إلى استمرار الأعمال، وموازنة الأثر الاقتصادي والصحي والاجتماعي، وسنواصل التقييم المستمر، حتى انتهاء الجائحة بإذن الله».
وفي أوج هذه الأزمة تستضيف المملكة قمة مجموعة دول العشرين، التي ينظر لها العالم لأهميتها في معالجة الأوضاع الاقتصادية في العالم، وهو ما قدمته المجموعة في عام رئاسة السعودية لها، من خطط وتوصيات لمواجهة تداعيات «كورونا».
وتُعدّ السعودية لاعبًا رئيسيًا في المنطقة، كما تؤدي دورًا مهمًا في استقرار الاقتصاد العالمي. وحين تسلمت المملكة رئاسة مجموعة العشرين صرح سلمان الحزم والعزم قائلًا: «سـيكون لاسـتضافة المملكـة العربيـة السعودية أعمـال مجموعة العشـرين لأول مـرة دور رئيسـي فـي تقديـم منظـور منطقة الشرق الأوسط وشـمال أفريقيـا بالإضافة إلـى وجهـات نظـر الـدول الناميـة». وصرح جلالته: «إنه في ظل تباطؤ معدلات النمو واضطراب الأسواق المالية، فإن لمجموعة العشرين دورًا محوريًا في التصدي للآثار الاقتصادية لهذه الجائحة. لذلك، لا بد لنا من تنسيق استجابة موحدة لمواجهتها وإعادة الثقة في الاقتصاد العالمي. وترحب المملكة بالسياسات والتدابير المتخذة من الدول لإنعاش اقتصادها، وما يشمله ذلك من حزم تحفيزية، وتدابير احترازية».
وحظي عام رئاسة السعودية لقمة العشرين بعديد من البرامج الدولية التي تدعم الصحة العامة والاقتصاد العالمي والإنسانية، وتهدف إلى تمكين الإنسان وحماية الكوكب وتشكيل آفاق جديدة تحت هدف موحد هو «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع» وذلك شعار الدورة الحالية.
ويكأن ذكرى البيعة تأتي والعالم يتطلع للملكة وينظر لما أنجزته في عهد سلمان الحزم والعزم؛ ففي هذه المناسبة العطرة، والذكرى العظيمة يسرني أن أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – حفظهما الله – وللشعب السعودي الكريم مع الدعوات لوطننا الحبيب بمزيدٍ من التقدم والرقي والازدهار، ونعلنها مسمعة الآفاق أننا على العهد ماضون، وبالسمع والطاعة سائرون، وبالبيعة متمسكون ولها مجددون لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ووليّ عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لأعوام مديدة منكم الازدهار والرخاء والنماء، ومنا الحب والوفاء والولاء ..
دمتم لنا عزّا وفخرًا.

خالد بن هزيل الدبوس الشراري
باحث في التراث والتاريخ