إمام المسجد النبوي: لا يُقدم على أذى الخلق إلا ضعاف الإيمان أسرى الهوى
تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ حسين آل الشيخ، عن أذية الخلق والتسبب في ذلك بغير حق، موصيًا المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال: من أخطر المسالك على الإنسان أذية الخلق والتسبب في ذلك بغير حق، فتلك مسالك شيطانية تنطلق من الخلافات العدوانية
وصراعات التناحر فاقدة مبادئ الرحمة والرفق وقيم العطف والرأفة.
وأضاف أن إطلاق العنان للنفس بأن تؤذي الآخرين بالمقال أو الفعال لا يصدر إلا من ضعيف الإيمان منقاد للهوى، يقوده الباطل والنفس
الأمارة بالسوء والفحشاء، فكفَّ نفسك أيها المسلم عن الأذى وازجر هواك عن الردى، تسلم وتغنم دنيا وأخرى، قال تعالى:(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا).
ودعا “آل الشيخ”، المسلم إلى أن يحفظ حسناته ويصُون دينه، ويكف أذيته عن غيره , وأن يكون كما قال الفضيل بن عياض :”لا يحل لك أن
تؤذي كلباً أو خنزيرًا بغير حق فكيف بمن هو أكرم مخلوق” لقد اشتد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أذية المسلمين فقال:(يا معشر من
أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم و لا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله) .
وبيّن أن في عالم اليوم ما يسمى بقنوات التواصل الاجتماعي، التي يسخرها البعض لأذية المسلمين والتعرض لحكامهم وعلمائهم وأفرادهم
ومجتمعاتهم وكل أقوال فاجرة وإشاعات مغرضة فليتذكر هؤلاء أن الله لهم بالمرصاد وأن الميزان حسنات وسيئات فليحذروا أن يلاقوا ربهم
وهم في حالة الإفلاس والإبلاس نسأل الله العفو والعافية.
واختتم إمام وخطيب المسجد النبوي، خطبته بالإشارة للمسلم قائلاً: عود نفسك على سلامتها من أذية الخلق ونزهها ظاهراً أو باطناً عن كل
ظلم بالآخرين، واعلم أن سلامة القلب من الشرك والبدع ومن الغل والحسد والأحقاد والقبح والظلم للمسلمين سبب من أسباب النجاة
وصفة من صفات أهل الجنة قال تعالى عن عبده وخليله إبراهيم أنه دعا ربه بما ذكر سبحانه بقوله: (وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) .