الأخبار المحلية

القصة الكاملة لرحلة مؤشر “التيمز”.. بين “نكسة 2015″ و”قفزة 2019”

لم يكن المستوى الجيد الذي حققته السعودية في الاختبارات الدولية في الرياضيات والعلوم “TIMSS”، وأعلنته الرابطة الدولية لتقويم التحصيل التعليمي IEA الثلاثاء الماضي، ليحصل لولا جهود منظومة كاملة، تقودها وزارة التعليم في وقت ضيق خلال 80 يومًا منذ بداية عام 2019.

وعلى الرغم من أن النتائج لم تكن في الإطار المفترض عطفًا على إمكانات الدولة، وحرص قيادتها، واهتمام ومتابعة وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، إلا أنها أثمرت وضع القدم الصحيحة في مكانها الصحيح، وكشفت للمعلمين والمعلمات وأولياء الأمور والطلاب أنها “سمعة وطن”، وليست كأسًا أو درعًا على الرف، ولا حتى ميدالية.

كما تعد اختبارات “التيمز” مقياس أداء، ومؤشرًا مهمًّا لجودة التعليم، وذات مصداقية لتقييم واقع التعليم. وتمثل أيضًا أبعادًا كثيرة، منها القدرة على تغيير ثقافة المجتمع التعليمي وأولياء الأمور والطلاب، والقدرة على خلق تيار وموجة تطويرية في مؤسسة ضخمة ومترهلة. وأخيرًا تحسُّن النتائج سيؤدي إلى تحسُّن في ترتيب السعودية في مؤشر رأس المال البشري للبنك الدولي، وإلى تحسُّن ترتيب السعودية في أنظمة التعليم عالميًّا.

وتمكنت وزارة التعليم مطلع 2019 من تكثيف العمل على اختبارات “التيمز”، وبدأت تسابق الزمن في فترة قصيرة وحرجة، لا تتجاوز 80 يومًا. وكانت أمام تحديات كبيرة، أهمها تجاوز “نكسة 2015” التي تذيلت إثرها السعودية قائمة الدول الـ60 المشاركة في الاختبار بـ33 درجة، وعملت على اتجاهات عدة لرفع الدرجة، منها إجراء اختبارات تجريبية، أظهرت أن النتائج في حال عدم استعداد الوزارة ستكون مثل الدورة السابقة أو أسوأ.

وحملت وزارة التعليم على عاتقها مهمة الاختبارات وحدها وسط تحديات أشبه بالمعجزات. واجتمع الوزير “آل الشيخ” بمديري التعليم بالسعودية، وأشركهم في جانبَي المسؤولية والمتابعة، وتحولت الاختبارات إلى مشروع وطني، وهمٍّ يشعر به كل منسوبي “التعليم” وأولياء الأمور في المدارس المشاركة من قِبل الرابطة الدولية لتقويم التحصيل التعليمي IEA، التي تحرص على النزاهة لضمان المصداقية.

وخلال الأيام التي سبقت يوم الثلاثاء الماضي “موعد الإعلان” كانت كل التوقعات تشير إلى أن النتائج لن تكون بعيدة عن 2015، وربما أقل. وجاءت المفاجأة بأن الدرجة قفزت بشكل واضح وفارق كبير، وهي نتيجة جيدة قياسًا بالقفزة، لكنها لا توازي حجم الإمكانات ولا الطموحات، غير أنها وضعت المشاركة في الطريق الصحيح.

وتعددت مزايا النتائج التي حققتها السعودية، وتمثلت في:

– تحقيق المركز الأول عالميًّا والمركز الأول على مجموعة G20في مقدار التقدم في درجة TIMSS لمادة العلوم للصف الثاني المتوسط بـ35 درجة بين عامَي 2015 و2019.

– حققت السعودية المركز الرابع عالميًّا والمركز الثاني على مجموعة G20 في مقدار التقدم في درجة TIMSSلمادة الرياضيات للصف الثاني المتوسط بـ 25 درجة بين عامَي 2015 و2019.

– أظهرت دراسة الاتجاهات الدولية للعلوم والرياضيات TIMSSانخفاض مؤشر تعرُّض الطلاب السعوديين للتنمر لدى طلاب الصف الرابع الابتدائي للعام 2019 مقارنة بدورة عام 2015.

-أظهرت دراسة الاتجاهات الدولية للعلوم والرياضيات TIMSSأثرًا إيجابيًّا لبرامج الطفولة المبكرة، وتبيّن ذلك في نتائج طلبة السعودية الذين شاركوا في الاختبار.

– من ثمار نتائج اختبارات 2019 إيقاف الانخفاض، وعكس الاتجاه للصعود، والإيجابية في جميع المؤشرات الأربعة، وبمقدار مرتفع ومعتبر وفق المعايير الدولية، وبمتوسط ثاني أحسن دولة في الارتفاع.

– مقارنة بنتائج 2015، السعودية تحقق تقدمًا في المؤشرات الأربعة الأساسية في التقييم الدولي “TIMSS” .

– في مقدار التقدم بين دورتَي 2015 و2019 بمادة الرياضيات للصف الثاني متوسط حققت السعودية المركز الرابع في أحسن تقدم لدولة على مستوى جميع الدول المشاركة، وحققت المركز الثاني في أحسن تقدم على مستوى مجموعة دول العشرين.

– في مقدار التقدم بين دورتَي 2015 و2019 بمادة العلوم للصف الثاني المتوسط حققت السعودية المركز الأول في أحسن تقدم على مستوى جميع الدول المشاركة، والأولى على مستوى مجموعة دول العشرين.

– النتائج أشارت إلى أن الرحلة لتغيير التعليم لا تزال طويلة، وتحتاج لتطوير مناهج، وتطوير كبير في برامج إعداد المعلمين، وتطوير خطط وبرامج دراسية مختلفة، وضبط للحوكمة على مختلف المستويات.