هل سنتوقف عن ارتداء الكمامات حال تلقينا لقاح كورونا؟
طرحت “سبق” سؤالاً على الدكتور ياسر بن محمد القرشي، وهو أستاذ مساعد علم الفيروسات الطبية والجزيئية بجامعة طيبة بالمدينة المنورة، حول ما إذا كنا سنتوقف عن ارتداء الكمامات حال تلقينا لقاح كورونا؟
وقال “القرشي” في تصريح إلى “سبق” في رد على هذا السؤال الذي يدور في أذهان الكثير تزامنًا مع قرب اللقاحات: “لن نتوقف عن ارتداء الكمامات حتى يتم إعلامنا بواسطة الجهات المختصة عن إمكانية التوقف عن ارتدائها؛ وذلك لاعتبارات عدة. فمن المعلوم أن أغلب الكمامات التي يستخدمها العامة حاليًا تُعرف بالكمامات أو الأقنعة الجراحية، وتستخدم لمنع انتقال المرض من الشخص الذي يرتدي الكمامة للمحيطين به”.
وأضاف: “لكل لقاح نسبة نجاح. فمثلاً لقاح شركة فايزر المرخص في العديد من الدول له نسبة نجاح تبدأ من 90 %، حسبما نشرته مجموعة التجارب السريرية للشركة في مجلة نيوإنجلاند الطبية بتاريخ العاشر من ديسمبر لعام 2020م؛ ما يعني أن الشركة قدرت حسب التجارب السريرية أن 90 شخصًا من كل مائة يتم تحصينهم سوف يكتسبون مناعة تحميهم من الإصابة بالمرض. وهذه النسبة تقل في الواقع عنها في التجارب السريرية. وهذا أيضًا يعني أن نسبة 10 % على الأقل لن يكتسبوا المناعة ضد المرض؛ ومن المحتمل إصابتهم به”.
وتابع “القرشي”: “عندما ننظر إلى دولة تعداد سكانها ثلاثون مليون نسمة -على سبيل المثال- يمكن تقدير عدد الأشخاص الذين سوف يكون من الممكن إصابتهم بالمرض، وهو ثلاث ملايين شخص. وفي حال عدم ارتدائهم الكمامة سوف يكون هناك احتمالية عالية لانتقال المرض بينهم في بداية فترة توزيع اللقاح؛ إذ إن الفترة التي يستغرقها توزيع اللقاح والفترة اللازمة للحصول على مناعة عامة للمجتمع، التي تعرف بمناعة القطيع، هي فترة زمنية غير قصيرة. كما أنه أيضًا من المعلوم أنه حتى بعد أن يتلقى الشخص جرعة اللقاح، وينجح هذا اللقاح في اكسابه مناعة ضد المرض، فإن هذا الشخص يمكن أن ينتقل له الفيروس المسبب للمرض دون أن يسبب له المرض، ولكن من المحتمل أن ينقله للأشخاص غير المحصنين ضد المرض”.
وختم تصريحه بقوله: “ارتداء الكمامة لأي شخص يحس بظهور أعراض أمراض تنفسية عليه سوف يقي أفراد المجتمع من انتقال أي مرض محتمل، حتى بعد انقضاء هذه الجائحة بإذن الله”.