الأخبار المحلية

الأولى في تاريخها.. تجربة تعليمية فريدة تخوضها السعودية وأبناؤها بعد 7 أيام

يشهد الميدان التربوي والتعليمي في المملكة العربية السعودية هذه الفترة تجربة جديدة وفريدة، فلأول مرة في تاريخ وزارة التعليم في السعودية وبعد 7 أيام ستكون الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول عن بُعد، وهي التجربة التي تحتاج إلى تقييمها من الباحثين والدارسين كافة والتعلم منها، وهي تتطلب حشد الجهود من الأطراف كافة لإنجاحها.

لقد أثبتت وزارة التعليم بمستوياتها ومنسوبيها وإدارتها وقطاعاتها كافة، أنهم أكفاء في التعامل مع التحديات وفاعلون في تحقيق الأهداف المرجوة منهم، لقد كانت أزمة جائحة كورونا العالمية تحدياً كبيراً لعديد من أنظمة التعليم على مستوى العالم، في كيفية ضمان استمرارية التعليم والتعلم في ظل الأزمات.

إن هذا التحدي هو تحدٍ قيادي وإداري في المقام الأول في كيفية التخطيط والتنظيم والتوجيه للموارد لتحقيق الأهداف التربوية والتعليم في ظل المخاطر.

المستشار والخبير التعليمي الدكتور محمد العامري؛ قال لـ”سبق”، إن التجربة السعودية في مجال التعليم تتميز بالدعم الكبير واللامحدود من الإرادة السياسية لحكام المملكة في فترات الحكم السعودي كافة منذ عهد المؤسّس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومروراً بكل ملوك المملكة من بعدها الذين بذلوا الأسباب الموجبة كافة لتحويل قطاع التعليم من التركيز الكمي الرامي على توفير التعليم في كل مدينة وقرية وللشرائح المستهدفة كافة على التركيز النوعي الرامي إلى تحسين جودة الممارسات والمخرجات.

وأضاف: “ما نلمسه اليوم -بحمد الله- من نجاح وتفرد في التجربة السعودية وقدرتها على إدارة أزمة جائحة كورونا لم يكن ليتحقق إلا بتوافر البنية التحتية المساندة والدعم الكبير من القيادة السياسة والتخطيط الإبداعي لقيادات التعليم والتنفيذ بالتزام ومهنية عالية من المشرفين والمعلمين وتعاون ودعم الأسر الواعية التي هي نتاج تعليم وطننا المميز وتضافر الجهود من القطاعات كافة”.

وأردف: “في ظل هذه التجربة الفريدة وهي عقد أول اختبارات فصلية إلكترونية نلمس التخطيط الجيد من الوزارة، فقد حددت الإدارة العامة للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد بوزارة التعليم 13 ضابطاً لاختبارات الطلاب عن بُعد؛ حيث حدّدت إرشادات وضوابط إعداد الاختبارات الإلكترونية للفصل الدراسي الأول من العام الحالي، التي تسعى إلى رفع كفاءة وفاعلية وجودة عمليات التقييم والتقويم فيها”.

وقال “العامري”: “مع تجربة الاختبارات يعد دور الأسرة في كل أنظمة التعليم مهماً وضرورياً لمتابعة مدى تقدم مستوى الطالب والإشراف على تحصيله الدراسي والأنشطة التي يقوم بها، والمهارات التي يكتسبها، مما يزيد من حاجة الوالدين إلى تنمية المهارات الأبوية، ورغم هذا، فإن دور الأسرة في نظام التعليم عن بُعد يختلف عن نظام التعليم التقليدي في عدة نقاط أساسية”.

وأوضح: “في نظام التعليم عن بُعد تكون الأسرة هي المحك الرئيس في بدء واستمرار عملية التعلم عن بُعد؛ حيث تقوم الأسرة بتشجيع الأبناء المتعلمين عن بُعد على الدراسة والالتزام بها، والإشراف على مهامهم وأداء واجباتهم واختباراتهم”.

واستطرد: “في ظل الاختبارات من خلال عملية التعليم عن بُعد تتعدّد مهام الأسرة، ويكون لها دور تربوي ودور تعليمي، ويقوم دورها التربوي على تهيئة الأجواء التي تتناسب مع مناخ الاختبارات عن بُعد، واختيار مكان به إضاءة وتهوية جيدة، ليكون خاصاً بأداء الاختبارات”.

وبيّن: “تعمل الأسرة على تشجيع الأبناء على الالتزام بمواعيد الاختبارات وأدائها وتحفيزهم على الاستمرار في التعلم، ومساعدة الأبناء في التدريب على التعلم الذاتي، وتوفير الراحة للأبناء وجو مناسب للدراسة وأداء الاختبارات بعيداً عن أجواء التوتر والقلق، وترسيخ قيم الرقابة الذاتية في نفوس الأبناء وأن الرقيب عليهم هو الله، ولذا يجب أن ينجح في الاختبار الأكبر وهو الاختبار القيمي، بإن يمنع نفسه ذاتياً من أي محاولة للغش، وبهذا يتحقق الهدف الأسمى لعمليات التعليم والتعلم”.

وأختتم “العامري”، بقوله: “نحن على ثقة -بإذن الله- أننا قادرون جميعاً على تجاوز هذه الفترة وتحقيق عديد من المكاسب، وأهمها الحفاظ على سلامة الأبناء الصحية والنفسية والعقلية والقيمة التعليمية والتربوية”.