الجدعان: ميزانية 2021 تستهدف استمرار الصرف على المشاريع الكبرى وبرامج رؤية 2030
أكد معالي وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلف، الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، أن الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1442-1443هـ (2021م) تستهدف استمرار الصرف على المشاريع الكبرى، وبرامج تحقيق رؤية السعودية 2030، ودعم القطاع الخاص من خلال صندوق التنمية الوطني، وصناديقه المتعددة، إضافة لصندوق الاستثمارات العامة؛ لخلق المزيد من الوظائف للمواطنين، وتشجيعهم على العمل الحر لتعزيز دخولهم، وتمكينهم من التمتع بالخدمات الأكثر جودة.
ورفع معالي الجدعان شكره وتقديره إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله – بمناسبة إقرار الميزانية العامة للدولة، وذلك خلال حديثه أمس الثلاثاء 15 ديسمبر 2020م خلال المؤتمر الصحفي المصاحب لإعلان الميزانية العامة للدولة 2021م، مشيرًا إلى أن العام 2020م كان استثنائيًّا؛ إذ تعاملت معه الحكومة باحترافية، وتناغم.
كما شكر معاليه رجال الأمن والممارسين الصحيين الذين بذلوا وافر جهودهم للحفاظ على الوطن أمنيًّا وصحيًّا، إضافة للجنود البواسل على الحد الجنوبي الذين لم يدخروا جهدًا لحماية الوطن وأمنه.
وأوضح معالي الجدعان أن الحكومة اتخذت قرارات صارمة وسريعة وحاسمة بتناغم بين الجهات الحكومية؛ لمنح الأولوية لصحة الإنسان أولاً.
وأشار معالي الجدعان إلى أنه يتوقع أن ترتفع النفقات الحكومية عن الميزانية المعتمدة لهذا العام 2020م؛ لتبلغ نحو 1.068 مليار ريال، فيما يقدر إجمالي النفقات بنحو 990 مليار ريال في عام 2021م.
وعلى مستوى القطاعات لفت معاليه إلى أنه يتوقع أن يرتفع الإنفاق على قطاع الخدمات البلدية بنحو 4.6 %، وقطاع التعليم بنحو 1.4 % بنهاية العام 2020م مقارنة بالعام السابق.
فيما يتوقع أن ينخفض الإنفاق على القطاع العسكري بنسبة 5.9 % للفترة ذاتها، كما يقدر أن تصل النفقات التشغيلية لنحو 889 مليار ريال في عام 2021م، مقارنة بنحو 931 مليار ريال في عام 2020م.
وأكد الجدعان أن الإصلاحات التشريعية خلال الأعوام الماضية مكنت الحكومة من امتصاص الصدمة، والتعامل مع الجائحة بكفاءة، مستشهدًا بتطوير نظام المنافسات والمشتريات الحكومية الجديد الذي أسهم في دعم المحتوى المحلي بقوة.
وأشار إلى أن المبادرات الحكومية ركزت على تحفيز القطاع الخاص بنحو 150 مبادرة، وفرت السيولة الكافية له؛ لتمكينه من القيام بأنشطته. مبينًا أن هناك نموًّا إيجابيًّا في معدلات توظيف المواطنين خلال الربعين الثالث والرابع من العام 2020م.
كما توقع معالي الجدعان أن يشهد الاقتصاد نموًّا إيجابيًّا بنحو 3.2% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل، مشيرًا إلى أن مؤشر مديري المشتريات شهد ارتفاعًا إلى 54.7 نقطة خلال شهر نوفمبر.
ونوه معاليه بما جاء في بيان الميزانية العامة للدولة للعام 2021م، من تمتُّع السعودية بمركز مالي قوي نظرًا إلى حجم احتياطاتها الكبير مع ديون حكومية منخفضة نسبيًّا. مشيرًا إلى التقارير الصادرة عن الوكالات العالمية للتصنيف الائتماني التي أكدت قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، وقدرته على مواجهة الأزمات التي يشهدها العالم حاليًا.
وتحدث معاليه عن تعزيز كفاءة الإنفاق التي تجاوزت المستهدف في عام 2020م من خلال مركز كفاءة الإنفاق؛ إذ وفّر سيولة بنحو 350 مليار ريال بالتعاون مع الجهات الحكومية، إضافة للقفزات المميزة التي حصلت لبرامج تحقيق الرؤية، كبرنامج جودة الحياة. كما توقع ضخ مئات المليارات لدعم توطين الصناعات، وتوطين الوظائف.
وتحدث معاليه عن استفادة العالم من قيادة السعودية لمجموعة العشرين، ودعمها السبّاق للأبحاث والمستلزمات الطبية، كما أشار إلى أن السعودية استطاعت إدارة أزمة الطاقة من خلال مجموعة أوبك+ لاستعادة توازن أسواق الطاقة.
وأكد وزير المالية أن المبادرات المالية والاقتصادية التي اتخذتها حكومة السعودية في الأعوام السابقة ضمن برامج رؤية السعودية 2030 أسهمت في الحد من آثار الجائحة على المواطنين والمقيمين، والاقتصاد المحلي، منوهًا بأن السعودية تعد من إحدى أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا في مجموعة العشرين، ومعربًا في الوقت ذاته عن تفاؤله بأن وتيرة النمو ستتسارع مع زوال الجائحة، خاصة بعد اعتماد اللقاح، وعودة الأمور لطبيعتها بالكامل؛ لتكون السعودية إحدى أسرع دول مجموعة العشرين تعافيًا من الجائحة.
وتحدَّث عن التزام الحكومة بتنويع القاعدة الاقتصادية، ودعم الاستثمارات في القطاع الخاص.
وأشار إلى توقعاته بأن يستمر برنامج التخصيص خلال العام المالي القادم بجذب استثمارات رأسمالية من القطاع الخاص في مشاريع البنية التحتية في عدد من القطاعات، كما توقع أن تستمر مشاريع بيع الأصول، وأن تكون القيمة الإجمالية للفرص الاستثمارية في برنامج التخصيص بنحو 30 مليار ريال.
وأشار إلى أن أولويات الحكومة والصناديق التنموية وصندوق الاستثمارات هي تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتوسيع القاعدة الاقتصادية؛ لزيادة فرص التوظيف الأفضل للمواطنين، وتوفير مزيد من فرص الاستثمار لرواد الأعمال.
وأفاد بأن النظام الجديد للضمان الاجتماعي الذي وافق عليه مجلس الوزراء مؤخرًا يهدف إلى تقديم الدعم والحماية الاجتماعية للمستفيدين الأكثر احتياجًا واستحقاقًا بطريقة تتسم بالكفاءة، وتمكينهم من تحقيق الاستقلال المالي، وتشجيعهم على المشاركة في سوق العمل. لافتًا إلى أن النظام يُعتبر اللبنة الأساسية في منظومة الدعم والإعانات الاجتماعية، ويهدف إلى ضمان حد أدنى من الدخل الذي يلبي الاحتياجات الأساسية لكل مستفيد بطريقة تتسم بالعدالة والتكامل. مؤكدًا أن دعم منظومة الحماية الاجتماعية سيظل عنصرًا أساسيًّا وأولوية لدى حكومة السعودية.
وفيما يتعلق بتنافسية صندوق الاستثمارات العامة والجهات الحكومية مع القطاع الخاص قال معالي الجدعان إن الصندوق يعد محركًا أساسيًّا للاقتصاد السعودي، وإن رئيس مجلس إدارته سمو ولي العهد حريص جدًّا على دعم القطاع الخاص، وعدم منافسة الصندوق له. مبينًا أن الصندوق سيملأ الفراغ الذي يتركه القطاع الخاص بسبب المخاطر في بعض القطاعات عند بدايتها.
وطمأن معالي وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلف الجميع بأن اعتماد الهيئة العامة للغذاء والدواء للقاح فيروس كورونا المستجد مؤخرًا سيسرع – بإذن الله تعالى- من استعادة مسار التعافي المخطط له سابقًا، ويزيد من فرص تعافيه بشكل أسرع مما كان متوقعًا.