هيئة التراث: تسجيل خط “التابلاين” كأول موقع للتراث الصناعي الوطني
كشفت هيئة التراث عن تسجيل خط “التابلاين” كأول موقع للتراث الصناعي في سجل التراث الصناعي الوطني.
وتفصيلاً، أدرجت هيئة التراث خط أنابيب نقل النفط القديم “التابلاين” في سجل التراث الصناعي الوطني أول موقع تراث صناعي يسجل رسمياً في المملكة؛ وذلك تقديراً لأهميته التاريخية، ولدلالاته التنموية والاقتصادية المرتبطة بمرحلة بدايات صناعة النفط في السعودية.
وقالت الهيئة: إن خط التابلاين بدأ إنشاؤه عام 1948م بأمر من الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مشيرا إلى أنه يمثل أحد أهم معالم التراث الصناعي في المملكة، ويمتد من شرقها إلى شمالها.
وأكدت أن خط أنابيب نقل النفط القديم تُعد موقعةً مهمة في الذاكرة الوطنية، وشاهدة على بدايات الصناعة النفطية في المملكة العربية السعودية.
يُشار إلى أن خط أنابيب النفط “التابلاين” بُدئ بإنشائه بداية عام 1948م وانتهى العمل فيه أول سبتمبر 1950م، وبدأ في الضخ بعده بشهرين، ويبدأ من رأس مشعاب بالمنطقة الشرقية وينتهي جنوبي مدينة صيدا في دولة لبنان إذ يصب بمينائها قاطعاً مسافة طولها 1664 كلم تقريباً.
وعلى امتداد خط الأنابيب، أُنشئت مضخات ضخمة لتقوية تدفق النفط في محافظات: النعيرية، القيصومة، شعبة نصاب، رفحاء، العويقيلة، حزم الجلاميد، عرعر، وطريف وهي آخر محطة ضخ على الجانب السعودي.
واستمر ضخ النفط عبر أنابيب خط التابلاين إلى ميناء صيدا، لكنه مر بمراحل توقف، بدءاً من وقوع حرب النكسة، إذ توقف مؤقتاً عام 1967م، وفي عام 1975م توقف بسبب الحرب الأهلية في لبنان، وفي عام 1978م قررت شركة أرامكو إنهاء اتفاقيات تشغيل خط التابلاين مع الدول المار بها، وفي عام 1983م تم إيقاف نقل النفط إلى ميناء صيدا بشكلٍ نهائي، وتحويل مسار الخط إلى ميناء الزرقاء بمملكة الأردن الهاشمية لمدة سبع سنوات حتى عام 1990م حيث أُغلق بسبب حرب الخليج، وكانت نهاية نقل النفط عبر أنابيب التابلاين.
وقد شارك في عمل إنشاء الخط 16 ألف عامل، وبلغ عدد قطع الأنابيب المستخدمة قرابة 300 ألف قطعة، بالإضافة إلى 3 آلاف قطعة من الآليات ومعدات البناء، وبتكلفة إجمالية بلغت 200 مليون دولار.
ويبقى خط “التابلاين” من المعالم التاريخية البارزة في شمال المملكة، وشاهداً على تطور ونمو المراكز والمحافظات الممتدة على الشريط الحدودي الشمالي لوطننا العزيز، ومؤكداً على أهم مراحل وبدايات صناعة النفط قبل أكثر من سبعة عقود.