قصة مؤثرة.. “الابن” يفقد أطرافه.. و”الأب” يحزن ويفقد بصره.. و”الشقيق الأكبر” يترك وظيفته لرعايتهم
في قصة مؤثرة للأسرة المتعففة، “الأشدف” يذهب لمساعدة أبيه في أرض زراعية، ثم يتعرض لحادث ويفقد أطرافه، والأب يبكي حزنًا على ما أصابه وحاله ويفقد بصره، والشقيق الأكبر يترك وظيفته لرعايتهم.. هذه ليست قصة سينمائية من واقع الخيال، بل واقع يرويه “محمد الشراري” الوالد الكفيف، وابنه “الأشدف”، وعاش واقعة شقيقه الأكبر “راجي”.
وتفصيلاً، روى الوالد الكفيف محمد الشراري من خلال برنامج “ياهلا” على قناة “روتانا خليجية”، تفاصيل الحادث المأساوي الذي أدى إلى فقد ولده “الأشدف” لذراعيه بعدما ذهب ابنه “الأشدف” البالغ من العمر في ذاك الوقت للأعمدة المحورية الخاصة بالمزارع “الرشاش”، وحاول أن يزيل القمح من الرشاش وهو لا يعلم أن الرشاش يعمل!
وقال الأب: “أمسكت باليد اليسرى ولم يستطع أن يتفادى الحادث، وحاول أن ينقذ نفسه باليد اليمنى، ولكن التف العمود حول اليدين، وتمزقت، ثم ركض (الأشدف)، وأمسكت به ودمه يسيل بغزارة، ثم لفيته بمنديل وحضنته، وذهبت به للمستشفى في محافظة طبرجل، والحمد لله أنه لم يفارق الحياة من هذا الحادث الأليم، وفي المستشفى لم يستطع الأطباء، وكانت حالته صعبة، وتم بتر اليدين حفاظًا على سلامته”.
وأضاف الوالد الكفيف: “راجي ابني رجل بار ضحى بوظيفته ومعيشته من أجل رعايتي ورعاية شقيقه المعاق”، وأردف: “راجي عندما سمع بحادث شقيقه حاول النقل من عمله في سلاح الحدود في منطقة نجران، ولكن لم يستطع، وفضلت أن أفصل من وظيفتي لرعاية والدي وأخي، والحمد لله وأنا سعيد بهذا”.
وقال “راجي” شقيق المعاق: “لم أستطع أن أتوظف لأن خدماتي موقوفة؛ لأن عليّ قرض متعثر في سداده، بعد ما شريت سيارة لخدمة والدي وشقيقي”.
من جانب آخر، قال الشاب المعاق الأشدف الشراري: “فقدت أطرافي وأنا أحاول مساعدة أبي على تخفيض نفقات زراعة القمح”، مضيفًا: “أعرف أنني السبب من بعد الله في فصل أخي وعمى أبويا! وأتمنى على الله وعلى ولاة أمورنا يزينون أمورهم”.
وتابع محمد الشراري الأب الكفيف والد الطفل المعاق: “بفضل الله وجهود فايز المالكي وماجد العتيبي وجمعية رعاية مبتوري الأطراف، تم تحديد موعد لولدي راجي مع مدينة الأمير سلطان الطبية يوم الثلاثاء”.
وكشف الأب الكفيف عن قصة فقده بسبب ما حصل لابنه ”الأشدف”، وكان أحب الأبناء إلى قلبي، وفقدانه لأطرافه أثر في نفسي، فذهب بصري من كثرة البكاء عليه!
واختتم الأب الكفيف بمناشدة المسؤولين بأن يتم “تركيب أطراف صناعية لابني المعاق الأشدف، وأتمنى أن يكون له بيت وسيارة، وأن يتزوج وراتب شهري لأنه لا يستطيع أن يعمل بسبب فقدانه لأطرافه، وكذلك أتمنى أن يتم تسديد الديون، ورفع إيقاف خدماته، وأن يوفق في وظيفة في محافظة طبرجل، ولأنه ضحى بوظيفته حتى يقف بجانبنا، وأنا حالي ما يعلم به إلا الله، لا يوجد لدي إلا راتبي التقاعدي، ولم أستطع سداد فاتورة الكهرباء، ولدي عائلة كبيرة مكونة من أربع زوجات و26 ابنًا وبنتًا”.
واختتم الإعلامي مفرح الشقيقي مذيع برنامج “ياهلا” على “روتانا خليجية” بقوله: “هذه العائلة نموذج للأسرة المتعففة التي تواجه اليوم ظرفًا إنسانيًا حرجًا بإيمان ويقين في رحمة الله، ورعاية ولاة أمور هذا الوطن الصادقة لأبنائهم من الشعب السعودي.. فمن سيكون أول المبادرين بمد يد العون لهم؟!”.