“العساف” لـ”سبق”: الجهود الكويتية بارقة أمل لطي صفحة الماضي وإنهاء الأزمة
أكد محلل سياسي أن جهود الوساطة الكويتية والدعم الذي لقيته من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت ولا تزال بارقة الأمل التي يُترقب أن تكلل بكتابة نهاية سعيدة للأزمة الحالية؛ لتُعيد لمجلس التعاون قوته وتماسكه ودوره المحوري البارز في المنطقة، وفتح صفحة جديدة من الوحدة والمصير المشترك.
وفي التفاصيل، أوضح أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله العساف لـ”سبق” أن أبناء المنطقة العربية يتطلعون إلى التئام القمة الخليجية المرتقبة في الرياض؛ من أجل طيّ صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة في تاريخ منطقتنا العربية التي هي اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للتقارب والتعاون، ومواجهة الأخطار والتحديات التي باتت تحاصرها من كل جهة، وفتح باب جديد لاستثمار هذه العلاقة بما يعود على أبناء منطقتنا العربية بالخير، من خلال إيجاد تعاون أمني وتبادل ثقافي واستثمار اقتصادي، تعود بالنفع على جميع دول المنطقة.
وأضاف الدكتور “العساف” أن الأمن العربي كلٌّ لا يتجزأ، ولنا فيما عرف بالربيع العربي تجربة مريرة، يجب أن نتوقف عندها طويلا، وأن نعيد تحصين منطقتنا العربية لمواجهة الأفكار المتطرفة، والمشاريع التدميرية التي تستهدف منطقتنا وشعوبها ومكتسباتها، من خلال التوافق على إنتاج مفهوم الأمن القومي بنسخته الحديثة المبنية على تجارب الماضي، كما أن التحام الشعوب والقادة يعزز الأمن القومي العربي.
وقال “العساف”: إن الدبلوماسية العربية تعمل من أجل الجميع مؤكدة على أن أمن واستقرار المنطقة على راس أولوياتها، وفي هذا الصدد نتذكر الجهود الكويتية المقدرة من أجل تجاوز هذه الأزمة، فهذا النهج يجب أن يكون منطلقاً وأساسا ثابتاً ومنهجاً متبعاً في جامعة الدول العربية لتطويق أي خلاف، وإعطاء الحل السياسي الأولوية والأهمية القصوى في حل النزاعات والخلافات العربية – العربية.
وأبان أنه ورغم أهمية تجاوز الخلاف بين جميع الأطراف، يبقى أمر في غاية الخطورة ولا يقل أهمية عن سابقة وهو إغلاق الأبواب والنوافذ التي تلج منها أسباب الفرقة والخلاف، وعدم إتاحة الفرصة للقريب والبعيد استغلال قضايانا والمتاجرة بها، ومحاولة شق الصف العربي.
وأكد أهمية الحاجة لميثاق شرف إعلامي عربي يحرّم ويجرّم التطاول على الدول الأعضاء وقياداتها وشعوبها، مع إيجاد محكمة إقليمية عربية يمكن التحاكم إليها، وأن تكون أحكامها ملزمة ونافذة، مع ضرورة وضع دستورها الذي يضمن حيادية ونزاهة أحكامها وحكامها، وحقها في ملاحقة مثيري خطاب الكراهية بين أبناء الوطن العربي، كما أننا في المنطقة العربية بحاجة لتبني مشاريع وبرامج إعلامية وثقافية تعيد اللحمة بين أبناء الوطن وتعالج ما تم تشويهه، والإساءة إليه.
وقال أستاذ الإعلام السياسي: إن المتتبع للسياسة الخارجية السعودية يجدها لا تخرج عن أربع دوائر لكل دائرة أهميتها وأولوياتها ومواقف السعودية الإيجابية تجاهها، فالدائرة الخليجية شهدت قيام المملكة بدور ريادي وقيادي في تحصين مجلس التعاون الخليجي ضد الأخطار المحيطة به، كما تجلت عناية المملكة بمنظومة المجلس في العديد من الإسهامات والمشاريع الاستراتيجية ومن أهمها رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في عام 2015 لتحقيق التكامل المنشود أمنياً وسياسيا واقتصاديا وعسكريا.
وأضاف أنه في الدائرة الثانية يحتل البعد العربي مكانة خاصة عملت السعودية على تقديم كل ما من شأنه زيادة أواصر التواصل والترابط بين الدول العربية والدفاع عن القضايا العربية في جميع المحافل الدولية، فقد حفظت السعودية أمن واستقرار خمس دول عربية خلال ثلث قرن من اتفاق الطائف، إلى تحرير الكويت عام 90، مروراً بحماية مملكة البحرين، والوقوف إلى جانب مصر 2011، وتشكيل تحالف عربي لاستعادة الشرعية لليمن.
واختتم أن البعد الإسلامي يحظى بأهمية وعناية خاصة لجميع الدول الإسلامية ومناصرة قضاياها ودعمها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا من خلال التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، وأما الدائرة الرابعة فهي الدائرة الدولية حيث تحتفظ السعودية بعلاقات خاصة مع شعوب وقادة دول العالم.